المغامرة.. والخوف.. والمرض.. والسفر.. والاعتزال.. والموت والاعتذار.. والعقاب.. واشياء اخرى كثيرة كانت سبباً مباشراً في انتقال عدد من الفنانين من الصفوف الخلفية الى الأمامية، أو على الاقل سلطت عليهم الضوء وجعلتهم في بؤرة الاهتمام من خلال اشتراكهم في اعمال سينمائية ومسرحية وتلفزيونية بدلاً من زملاء آخرين كانوا مرشحين لأداء الدور نفسه.. وإن كان الجمهور لا يعنيه من كان مرشحاً لأداء الشخصية قدر رؤيته لمن جسدها على الشاشة او الخشبة، على اعتبار أنه لا يعرف ان القائمين على العمل الفني من منتج ومخرج ومؤلف يرشحون اكثر من اسم لأداء الشخصية تحسباً لاعتذار صاحب الترشيح الأول او سفر الثاني وهكذا، إلا أنه في اوقات اخرى يعقد مقارنات بين من أدى جزءاً من الشخصية وبين من أكملها.. وهذا يحدث مع الاعمال الدرامية التلفزيونية ذات الأجزاء. وإذا استعرضنا بعضاً من هذه الأدوار نجد ان دور دسوقي افندي في مسرحية "أنا وهو وهي" بطولة فؤاد المهندس وشويكار والذي قام به الوجه الجديد وقتها عادل امام.. كان مرشحاً له سعيد صالح الذي كان حقق نجاحات عدة في حين لم يكن إمام نال حظه من النجاح.. وبعد ما تعذر الاتفاق مع صالح رأى عبدالمنعم مدبولي مخرج المسرحية وسمير خفاجي المنتج ان يقوم إمام بأداء شخصية دسوقي افندي سكرتير المحامي فكانت سبباً مباشرآً في شهرته وانهالت العروض السينمائية اثناءها الى أن كانت الانطلاقة الكبرى له حينما لعب بطولة مسرحية "مدرسة المشاغبين" أمام سهير البابلي وسعيد صالح ويونس شلبي واحمد زكي واخراج جلال الشرقاوي.. واصبح عادل إمام الأن النجم الكوميدي الاول بلا منازع ما يؤكد ان الحظ ذهب لصاحبه. اما دور عبلة والذي قامت به الفنانة الراحلة مديحة كامل في فيلم "الصعود الى الهاوية" امام محمود ياسين وجميل راتب ومن تأليف صالح مرسي واخراج كمال الشيخ، فكانت مرشحة له الفنانة نجلاء فتحي وبعد قراءتها السيناريو خشيت ان يكرهها الجمهور وهي تؤدي دور جاسوسة تخون بلدها في مقابل المال، بعد ما أعجب بها في ادوار الرومانسية التي اشتهرت بها. وكان دور عبلة نقطة الانطلاق للراحلة مديحة كامل كما كان الفيلم نقطة تحول مهمة في حياة محمود ياسين الفنية. وكان دور الشاويش عبدالعال الذي أداه احمد بدير في مسرحية "ريا وسكينة" امام الفنانتين المعتزلتين شادية وسهير البابلي وعبدالمنعم مدبولي ومن اخراج حسين كمال، بمثابة مولده كنجم مسرحي يتهافت عليه المنتجون سواء في المسرح او التلفزيون وإن ابتعد عنه منتجو السينما. فكان يؤدي الدور نفسه لمدة موسم مسرحي الفنان حمدي احمد وعندما قرر المنتج عرض المسرحية في الاسكندرية تعذر سفر حمدي لارتباطاته بأعمال تلفزيونية في القاهرة وقدم اعتذاراً عن الاستمرار في المسرحية فكان ترشيح احمد بدير والذي كان أدى أدواراً بسيطة.. وبعد عبدالعال لعب بدير بطولة مسرحيات عدة منها "الصعايدة وصلوا" و"جوز ولوز" و"تكسب يا خيشة" و"دستور يا اسيادنا" و"كرنب زبادي" و"خربشة" الى جانب قيامه بدور البطولة في اعمال تلفزيونية عدة ابرزها دور "الزيني بركات" في مسلسل حمل الاسم نفسه عن قصة للاديب جمال الغيطاني وسيناريو وحوار محمد السيد عيد واخراج يحيى العلمي، وهو الدور الذي كان مرشحاً له محمود عبدالعزيز ولكنه اعتذر عنه، ولاقى هذا الدور ترحيباً واسعاً من قبل النقاد والجمهور. ايضا كانت الصدفة وراء الممثل الشاب وائل نور في مسلسل "البخيل وأنا" أمام فريد شوقي وكريمة مختار ومن اخراج حسين عمارة، وكان الممثل الشاب احمد سلامة مرشحاً للدور نفسه ولكن ارتباطه بمسلسل كان يجري تصويره في الاردن حال دون ادائه الدور. وعن ذلك يؤكد نور "لولا سفر احمد سلامة الى الاردن لتأخرت نجوميتي سنوات".. ويذكر أن وائل نور أدى شخصية فريد فرويلة في الجزء الثاني من المسلسل الشهير "المال والبنون" امام احمد عبدالعزيز ويوسف شعبان وعبلة كامل وفادية عبدالغني وتأليف محمد جلال عبدالقوي واخراج مجدي ابو عميرة.. وهي نفس الشخصية التي قام بها شريف منير في الجزء الاول. وفي المسلسل نفسه اكمل حمدي غيث في الجزء الثاني الدور الذي أداه شقيقه الاصغر عبدالله غيث قبل وفاته. وكانت شخصية محمد رياض في مسلسل "العائلة" بطولة محمود مرسي وليلى علوي وتأليف وحيد حامد واخراج اسماعيل عبدالحافظ بمثابة الانطلاق نحو النجومية، حيث كان مرشحاً لأداء الشخصية نفسها هشام سليم وتسبب اعتذاره في ان يغامر عبدالحافظ بالدفع برياض والذي كان شارك معه في مشاهد صغيرة في مسلسل "الوسية". وكانت شخصية الجازية التي قامت بها نرمين الفقي في الجزء الأول من "السيرة الهلالية" امام احمد عبدالعزيز ويوسف شعبان وتأليف يسري الجندي واخراج مجدي أبو عميرة، سبباً في معرفة جمهور الشاشة الصغيرة بها والطريف ان الممثلة المعتزلة شيرين سيف النصر كانت مرشحة لاداء الدور وصورت اكثر من عشرة مشاهد ولكنها قررت الاعتزال فجأة وتم ترشيح اكثر من ممثلة الى ان وقع الاختيار على الفقي التي عادت الى التمثيل بعد قرار إيقافها لمدة عام من قبل نقابة المهن التمثيلية اثر خلافات بينها وبين احمد بدير في مسرحية "دستور يا اسيادنا". ومعروف ان دورها في المسرحية قامت به بعدها كل من عبير صبري وحنان شوقي على التوالي، توالت العروض عليها الى ان اصبحت حالياً القاسم المشترك في بطولة معظم المسلسلات التلفزيونية. وفي المقابل نجد ان دوراً مثل زهرة والذي قامت به الفنانة آثار الحكيم في الجزء الأول والثاني من مسلسل "ليالي الحلمية" امام يحيى الفخراني وصفية العمري وصلاح السعدني وممدوح عبدالعليم وهشام سليم وتأليف اسامة انور عكاشة واخراج اسماعيل عبدالحفاظ، ترك صدى طيباً لدي الجمهور خصوصاً وان الحكيم اشتهرت بأداء هذه النوعية الرومانسية، لدرجة ان الكثيرين تخوفوا عندما اعتذرت عن تكملة دور زهرة بسبب الحمل.. وخرجت ساعتها اشاعات كثيرة حول خلافاتها مع المخرج، وتم اسناد الدور الى الهام شاهين وان كانت المفاضلة بقيت في صالح الحكيم. وقد يكون مرجع ذلك ارتباط الجمهور بشخصية زهرة الرومانسية والتحول الذي طرأ عليها في باقي الاجزاء.. الى ذلك نجد ان دور فريال فرويلة والذي قامت به فايزة كمال في الجزء الأول من المال والبنون ظل عالقا في اذهان الجمهور. رغم الجهد الذي بذلته جيهان نصر في الجزء الثاني حينما حلت بدلا من كمال والتي كانت طلبت من المؤلف تعديلاً في دورها ولكنه رفض واصر على إستبدالها. وهناك ادوار حل اصحابها مكان زملاء لهم ولم يضف الدور اليهم جديداً وابرز مثال على ذلك ايمان الطوخي التي لعبت بطولة مسلسل "صباح الورد" امام محمد وفيق واخراج عادل صادق، وكانت منى عبدالغني صورت اكثر من ثلث الدور وقبل انسحابها لخلافات مع المخرج والشركة المنتجة. وكذلك دور ليلى علوي في فيلم المصير امام نور الشريف ومحمد منير واخراج يوسف شاهين وكانت يسرا مرشحة للدور ولكن ظروف الحمل حالت دون قيامها به ومعروف ان شاهين كان أجل تصوير فيلمه المهاجر من اجلها والذي لعبت بطولته امام خالد النبوي ومحمود حميدة وكان التأجيل حتى تنتهي من ارتباطاتها الاخرى. والشيء نفسه ينطبق على الدور الذي قام به علاء مرسي في فيلم رسالة الى الوالي بطولة عادل امام ويسرا واخراج نادر جلال وهو الدور الذي كان مرشحاً له محمد هنيدي ولكنه اعتذر عنه.. من الأدوار التي احدثت ضجة كبيرة شخصية ام كلثوم في مسلسل "ام كلثوم وعصر من الغناء" من تأليف محفوظ عبدالرحمن واخراج انعام محمد علي.. وكانت معظم الممثلات المصريات رشحن لأداء الشخصية في المسلسل وابرزهن مديحة يسري وسوسن بدر ونبيلة عبيد والهام شاهين وحدثت خلافات واتهامات بين الاخيرتين تناقلتها الصحف، قبل ان تستقر المخرجة على صابرين لاداء الدور.