استطاعت الفنانة الشابة نرمين الفقي في غضون سنوات بسيطة أن تحقق مكانة كبيرة جعلت الكثيرين يؤكدون أنها قادرة على ملء فراغ تعاني منه الحركة الفنية في مصر، منذ فترة طويلة، لأنها تملك وجهاً جميلاً ومألوفاً يعشقه الجمهور والكاميرا، الى جانب استعدادها لأداء فنون الاستعراض. وبدايتها مع الشهرة تعود الى نهاية الثمانينات، ورغم تعرضها للكثير من المحن والعقبات إلا أنها استطاعت بشخصيتها الصبورة الطموحة التغلب عليها. وتؤكد الفقي أن مثلها الأعلى رشدي أباظة وعمر الشريف واحمد مظهر من اجلهم قررت الحضور الى القاهرة آتية من الاسكندرية في نهاية الثمانينات حين تم تقديمها الى مخرج الاعلانات طلعت يوحنا الذي واجهت معه الكاميرا للمرة الأولى، ولخوفها الشديد صاحت "أنا مش عاوزة اشتغل، أنا غيرت رأيي"، ولكنها سرعان ما تعودت على الكاميرا حتى أصبحت في ما بعد بطلة إعلانات لست سنوات متتالية وعملت مع أكثر من مخرج وفي عدد لا تستطيع حصره من الاعلانات، وأثناء ذلك شاركت في بطولة "الناس والصيف" مع المخرج طارق النهري وتحمد الله أنه لم ير النور. وتضيف: في 1993 قدمني احمد بدير الى المخرج عصام السيد للمشاركة في بطولة مسرحية "تكسب يا خيشة" التي لعب بطولتها أمام عايدة رياض وسعاد نصر، ولكني اعتذرت بسبب امتحاناتي في كلية التجارة، جامعة بيروت، وعاد وقدمني في العام التالي الى المخرج جلال الشرقاوي الذي كنت أحلم بأن تكون بدايتي المسرحية معه، وهكذا كان، حيث لعبت بطولة مسرحية "دستور يا اسيادنا" وأخذ بيدي المخرج في كل شيء، بدءاً من التدريب على الصوت وحركات الاستعراض ومروراً بالوقفة والقعدة على المسرح والانفعال وانتهاءً بالتحية، وشجعني أيضاً أحمد بدير والذي كان يؤكد دوماً على موهبتي، ولكن ما حدث بعد ذلك من اشياء لا أريد الخوض فيها وأدت الى ايقافي لأكثر من عام عن العمل الفني من نقابة المهن التمثيلية أصابني باليأس والاحباط على رغم النجاح الكبير الذي حققته في المسرحية والعروض الكثيرة التي انهالت عليَّ ولم أنفذ منها إلا القيام ببطولة مسلسل "الماضي يعود الآن"، أمام يوسف شعبان ورانيا فريد شوقي ومن تأليف مجدي صابر واخراج رائد لبيب، ثم شاركت في بطولة أعمال عدة حققت معها جزءاً من أحلامي كان أبرزها دوري في مسلسل "حياة الجوهري" امام يسرا ومصطفى فهمي، ومن تأليف محمد جلال عبدالقوي واخراج وائل عبدالله، ودور "الجازية" في مسلسل "السيرة الهلالية" امام أحمد عبدالعزيز ويوسف شعبان وفادية عبدالغني وتأليف يسري الجندي واخراج مجدي أبو عميرة. وعن عدم اشتراكها في أي عمل مسرحي في العام الجاري قالت: إنني خسرت كثيراً بسبب اشتراكي العام الماضي في مسرحية "يا احنا يا همه" امام هياتم وماجدة الخطيب والمنتصر بالله، واخراج محمد أبو داود، وعند المشاركة في عمل مسرحي لا بد أن أحسب له ألف حساب لأنه يأخذ كل وقتي ولم اشارك في اي عمل مسرحي العام الجاري لعدم عثوري على الدور المناسب ولإنشغالي في أعمال تلفزيونية عدة. وعن قيامها بأداء دور الفنانة مريم فخرالدين الأميرة أنجي في مسلسل "رد قلبي" امام محمد رياض، ودلال عبدالعزيز ودينا واخراج احمد توفيق، وسبق تقديمه في فيلم سينمائي بالأسم نفسه عن قصة يوسف السباعي واخراج عزالدين ذو الفقار، وما اذا كان الجمهور سيقيم مقارنة بينهما، قالت إنها تكن كل تقدير واعتزاز للممثلة مريم فخرالدين والمقارنة ليست في ذهنها، نظراً الى مكانة فخرالدين وتاريخها، وأكدت أنها اتصلت بها وهنأتها على قيامها بدورها الذي أدته في أحداث الفيلم. وأشارت الفقي إلى أنها في طريقها الى تصوير دور فخرالدين الذي لعبته في فيلم "الأيدي الناعمة" امام أحمد مظهر، وذلك في مسلسل يكتبه محمود الطوخي ويخرجه محمد النقلي. وعلى رغم شهرتها في التلفزيون إلا أنها بعيدة تماماً عن السينما وقالت: "أحلم بالعمل في السينما لو انصلح حالها واتمنى الوقوف أمام كاميرا المخرج العالمي يوسف شاهين، ولا أنكر أنه عرض عليّ الكثير من الأعمال السينمائية ولكن وجدت أن الأدوار الخاصة بي لا ترضيني أو تشبعني فنياً، وأجد في الأعمال التليفزيونية ما هو أغنى منها، وعن ترشيح الفنان عادل إمام لها لتلعب أمامه بطولة فيلمه "رسالة الى الوالي" قالت: عندما رشحني "الزعيم" فرحت جداً ولم أصدق نفسي، ولكن حالت ارتباطاتي الأخرى دون مشاركته في الفيلم، وأنا حالياً في انتظار تصوير فيلم "فارس ضهر الخيل" من تأليف محمد جلال عبدالقوي، واخراج عاطف سالم تدور احداثه اثناء الحرب العالمية الثانية، وأؤدي فيه شخصية فتاة مصرية يتنافس على حبها ضابط انكليزي وجندي مصري، ولكنها تقع في غرام الجندي، وهو دور مليء بالأحاسيس والمشاعر الى جانب الوطنية.