جيهان قمري وجه جديد في عالم الفن، اثبتت قدراتها في أكثر من عمل سينمائي وتلفزيوني ومسرحي. وعلى رغم أنها أصلاً من عائلة فنية، إلا أن الصدفة هي التي قادتها، الى عالم الفن وبداية الانتشار في الوسط الفني المصري. وكانت بدايتها العملية مذيعة في تلفزيون ART، بعد أن تخرجت العام 1997 في الجامعة الاميركية في بيروت. تقول جيهان قمري: "بعد اتجاهي الى التمثيل، لا أشعر انني اترك عالم التلفزيون الى الأبد، ولكنني سأظل في اشتياق الى العمل التلفزيوني وأعود اليه كلما اتيح لي ذلك من خلال برامج متميزة، مثل برنامجي الشهير "صحتك بالدنيا" الذي صُور في لبنان وعرض لسنوات متتالية، إضافة الى برنامج "الكاميرا الخفية" الذي يتضمن مشاهد تمثيلية تؤديها المذيعة. ان هذا الأداء الذي كنت اقوم به هو الذي شجع آمال فتحي مديرة انتاج البرنامج ومحمد ياسين المنتج المنفذ، لترشيحي لبطولة فيلم سينمائي 16 ملليمتراً من إخراج طارق اليمني، عن سيناريو وحوار ياسين اسماعيل ياسين بعنوان "الأيام الأخيرة" وشاركتني البطولة شادية حداد وكريستين شعيري. تضيف جيهان: "قبل ذلك قمت ببطولة مسلسل لبناني بعنوان "اللعب ممنوع" من اخراج هشام شربتجي وانتاج "شركة الشام الدولية" بمشاركة 50 ممثلاً عربياً. وتدور أحداثه في إحدى قرى لبنان بين عائلتين تطرح كل منهما وجهة نظر مختلفة عن الأخرى في الكثير من القضايا السياسية والاقتصادية، وشاركتني والدتي ليلى قمري في بطولة هذا المسلسل. وبعد الانتهاء من تمثيل هذا المسلسل لم أعش حال اقتناع تامة باحتراف التمثيل والابتعاد من بقية اهتماماتي وهواياتي مثل الازياء والعمل مذيعة في التلفزيون، لكن اصدقائي اقنعوني بأن لدي موهبة وعطاء فنيين يتيحان لي أن اعطي الكثير من خلال احتراف التمثيل، ولم أتردد بعد ذلك". مرحلة انتقال وعن بداية رحلتها الفنية في القاهرة تقول: "بدايتي الفنية في مصر كانت مرحلة الانتقال الحقيقية، وبدأتُ العمل مع المخرج مجدي ابو عميرة في حلقات السيرة الهلالية، ثم قدمت شخصية مضيفة طيران في مسلسل "امسك الخشب" أمام هالة صدقي وناصر سيف واحمد خليل وخيرية أحمد وإخراج سامي علام. وكانت شخصية كلها مشاعر ومساحات في التعبير، فهذه المضيفة الجوية تعود يوماً الى الارض من إحدى رحلاتها لتفاجأ بزوجها الذي أحبته وتزوجته عن اقتناع، على رغم اعتراض أسرتها الشديد على الزواج، تخلى عنها وتزوج من أخرى. كما شاركتُ في بطولة مسلسل "لا تدعني وحدي" من اخراج شريف صالح وبطولة زيزي البدراوي وحسين الشربيني ومحمد كامل. وشاركت ايضاً في فيلم "احنا اصحاب المطار" مع فاروق الفيشاوي وهالة صدقي وندى بسيوني ومن إخراج شريف يحيى". كيف جاء التعاون مع سمير غانم؟ - اختارني الفنان سمير غانم في مسلسل "قط وفار... فايف ستار" وكانت تجربة ممتازة. كما أشارك الفنان سمير غانم بطولة مسرحيتي "انا ومراتي ومونيكا" و"دو ري مي فاصوليا". وأحمد الله انني سبق ومثلت أمام نجوم كبار، وعلى رغم ذلك اشعر أن احلامي بدأت تتحقق بوقوفي امام الفنان الكبير سمير غانم. وماذا عن حكايتك مع الغناء؟ - أنا اغني، وكنت مغنية في المسرح الاستعراضي في لبنان، واستمرت هذه الهواية من الجامعة. وحتى عندما عملت مذيعة في التلفزيون لم أكف عن الغناء وكتابة الشعر وعرض الازياء. وأعتقد ان الانسان لا بد من أن يجرب كل شيء يحبه او حتى مجرد أن يراوده في احلامه. وأنا احلم بنجومية هادئة غير سريعة. وأنتظر قطارها الذي يمكنني من اختيار الادوار المناسبة التي تقدمني الى الناس في أحسن صورة. هل تنوين الاقامة في شكل دائم في القاهرة؟ - جذوري مصرية من ناحية الأم، كما اننا جميعاً نرتبط بمصر وجدانياً. وعشت طفولتي في منزل جدتي لأمي في الظاهر، وهو أحد أحياء القاهرة القديمة. وكانت جدتي هي صديقتي ومعلمتي ومثلي الأعلى، تعلمت منها الهدوء وفن الحياة، الى درجة انني كدت ان اصبح راهبة الدير لولا وفاة جدتي ثم خروجي الى الحياة الجامعية. بعد ذلك بدأ التغيير في معالم شخصيتي وتمنيت ان اصبح مضيفة طيران لأنني أعشق السفر والترحال. وأمي الفخورة بمصريتها تصفني بالذكاء والوعي والدقة الشديدة والتركيز، وتصفني كذلك بأنني مثل العقل الآلي. وعلى رغم مظاهر التحرر والذكاء والتركيز إلا انني بسيطة، حسنة النية الى درجة انني ارفض من داخلي ان أتعامل مع اصحاب النفوس الضعيفة من الحاقدين. لذلك قررت ان تبقى امي في القاهرة لتظل بجواري تعطيني من خبرتها حتى أصل الى بر الأمان والاستقرار، خصوصاً أن بيننا تواردَ خواطر غريباً، فأحياناً أجد امي تفكر في الشيء نفسه الذي أفكر أنا فيه.