لندن، الناصرة - "الحياة" - اعتقلت الشرطة الكينية امس 11 اجنبياً بينه 6 باكستانيين و3 صوماليين في اطار التحقيقات في الهجوم المزدوج على اهداف اسرائيلية في مدينة مومباسا الكينية على ساحل المحيط الهندي. وبدأ محققون اسرائيليون واميركيون معاينة "فندق بارادايس" والذي فجرته سيارة مفخخة اول من امس، فيما لمحت مصادر استخباراتية غربية الى تورط إمام من اصل يمني بالهجوم. وتوعد رئيس الوزاء الاسرائيلي آرييل شارون بملاحقة منفذي الهجوم ومن يؤويهم، فيما اعتب وزير خارجيته بنيامين نتانياهو إطلاق صاروخين على طائرة ركاب اسرائيلية لدى اقلاعها من مطار مومباسا، قبيل انفجار الفندق، مرحلة "خطيرة في التصعيد الارهابي". وكشف الناطق باسم الشرطة الكينية كينغوري موانغي للمرة الاولى مساء امس اعتقال ستة باكستانيين وثلاثة صوماليين واسباني واميركية وكيني واستجوابهم في اطار التحقيق في هجوم مومباسا المزدوج. وبين المعتقلين ال12 بحسب مصدر قريب الى التحقيق، اسباني كان يمضي عطلة في مومباسا مع زوجته الاميركية. واعلن مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية طلب عدم كشف هويته في واشنطن ان الزوجين "بريئان كانا يخيمان في المكان غير المناسب في الوقت غير المناسب. وسيطلق سراحهما قريبا"، فيما افادت وزارة الخارجية ان المواطن الاسباني يحمل بطاقة اقامة في الولاياتالمتحدة. ونجت اول من امس طائرة الركاب الاسرائيلية التي كانت تحمل 261 راكباً من صاروخين اطلقا عليها. وبعد خمس دقائق، وقعت عملية انتحارية بالسيارة المفخخة في فندق تملكه شركة اسرائيلية في مومباسا، ادت الى مقتل 13 شخصاً بينهم ثلاثة اسرائيليين والانتحاريون الثلاثة. وتوعد شارون المسؤولين عن الهجوم المزدوج بالملاحقة "وبحملة حقيقية لا هوادة فيها ضدهم وضد سائر التنظيمات الارهابية ومن يؤويهم، في اي مكان وفي اي وقت". ووعد المهاجمين ومن ارسلوهم بأن "ذراع اسرائيل الطويلة ستصل اليهم". وكان شارون يتحدث امام انصار حزبه "ليكود" فجر امس مع اعلان نتائج فوزه بزعامة الحزب. واصدر تعليماته الى جهاز الاستخبارات الاسرائيلية موساد بقيادة التحقيق في العمليتين "وملاحقة المنفذين ومن ارسلهم". لكن وزير الخارجية السابق شمعون بيريز قال ان على اسرائيل ان تتحلى بالجرأة لتستخلص العبر مما حصل اول من امس، مضيفاً انه ليس بمقدور الدولة العبرية ان تشن حرباً على الارهاب في ارجاء العالم، كما تفعل الولاياتالمتحدة. وزاد في حديث الى اذاعة الجيش ان المطلوب الآن معالجة جذور الارهاب في الشرق الاوسط وان على القيادة الاسرائيلية ان تكف عن حصر كل المشاكل في شخص الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، ودعاها الى اختيار طريق اخرى تحقق حلاً سياسياً للنزاع الاسرائيلي الفلسطيني. واعتبر وزير الخارجية الاسرائيلي بنيامين نتانياهو اطلاق الصاروخين على الطائرة المدنية الاسرائيلية يشكل مرحلة "خطيرة في التصعيد الارهابي". واشار الى ان هذه المرة الثانية التي تهاجم فيها "منظمات ارهابية" طائرات مدنية، بعد اعتداءات 11 ايلول سبتمبر 2001 على الولاياتالمتحدة. وذكر ديبلوماسيون افارقة في اتصالات هاتفية اجرتها "الحياة" امس بمومباسا، ان عناصر من الاستخبارات الاسرائيلية موساد التي وصلت مساء الخميس وفجر امس الى المدينة انتشرت داخل "فندق بارادايس" وفي محيطه، فيما عاينت عناصر آخرى مكان إطلاق الصاروخين على الطائرة الاسرائيلية. واضافوا ان فرقة من مكتب التحقيقات الفيديرالي الاميركي اف بي آي تتعاون مع فريق "موساد" في معاينة موقع الهجومين، كما باشر الفريقان التحقيق مع المعتقلين الذين يشتبه بتورطهم في الهجومين. واشارت المصادر نفسها الى ان عناصر من فريق "موساد" ربما نقلت ادلة من داخل "فندق بارادايس" الى اسرائيل لمعاينتها في مختبراتها. وفي معلومات لافتة تتعلق بهجوم مومباسا، ذكرت المجلة المتخصصة في شؤون الاستخبارات "انتليجانس اون لاين" مقرها في باريس امس ان إماماً من اصل يمني هو الشيخ علي الشيعي على علاقة بالهجوم المزدوج. واعتبرت المجلة نصف الشهرية ا ف ب انه "من المستحيل اليوم على ما يبدو ان يكون تخطيط الهجومين المتزامنين في مومباسا ضد اهداف اسرائيلية تم من دون دعم شبكات علي الشيعي" الذي يرأس "مجلس الائمة والدعاة" في كينيا ويتركز نفوذه في مومباسا حيث الجاليات اليمنية والسودانية والصومالية كبيرة، وفي صفوفها اسلاميون متطرفون. ويقدم "مجلس الائمة والدعاة" دعماً لوجستياً لتشكيلات اخرى مثل "الحزب الاسلامي" في كينيا تشكيل غير معروف من قبل السلطات و"اصدقاء الاقصى" و"سكينة يوث" التي حظرتها الحكومة رسميا في آذار مارس 2002 بسبب انشطتها غير القانونية، بحسب المجلة. الى ذلك اعتبر سياسيون اثيوبيون وكينيون في تصريحات الى "الحياة" ان الثغرة الامنية المتمثلة بعدم مراقبة الحدود الصومالية المتاخمة لاثيوبيا وكينيا نتيجة غياب حكومة مركزية في الصومال، سهلت نمو الحركات الاصولية في كينيا، كما ساعدت في زيادة نشاطاتها المسلحة في المنطقة. واشارت المصادر نفسها الى ان الجماعات الاسلامية الصومالية والكينية والاثيوبية المتطرفة والتي تتمركز في مثلث الحدود بين الدول الثلاث، نشطت اخيراً في مزاولة عمليات تهريب اسلحة الى داخل الاراضي الكينية من الصومال، الامر الذي حدا بالرئيس الكيني دانيال آراب موي الى اقفال حدود بلاده مع الصومال اكثر من ثلاث مرات خلال السنوات الخمس الماضية.