وقع صباح امس الخميس هجومان استهدفا اسرائيليين في كينيا، حيث قتل ثلاثة عشر شخصا واصيب 8 آخرون في عملية انتحارية بسيارة مفخخة ضد فندق يملكه اسرائيلي قرب مومباسا (على الشاطىء)، وقبله بخمس دقائق نجت طائرة اسرائيلية من صاروخ استهدفها وهي تقلع من مطار في كينيا.واعلنت الشرطة الكينية ان شخصين اوقفا بعد الهجومين. وادانت واشنطن ولندن وباريس وموسكو عمليتي مومباسا. وأشارت اسرائيل بأصابع الاتهام الى تنظيم القاعدة الذي يقوده أسامة بن لادن. وفيما اعلنت شرطة مومباسا ان العملية ضد فندق (بارادايز بيتش) الواقع على الشاطىء على بعد 25 كم من وسط مومباسا ادت الى مقتل احد عشر شخصا بينهم اسرائيليان وثلاثة رجال كانوا داخل السيارة التي انفجرت، اكد مدير الفندق، الاسرائيلي يهودا سولامنجي ان هناك 13 قتيلا هم ثلاثة اسرائيليين وعشرة افارقة، وان 18 اسرائيليا ادخلوا الى المستشفيات. كذلك اعلنت وزارة الخارجية الاسرائيلية ان ثلاثة اسرائيليين قتلوا بينهم طفلان. واوضحت الشرطة في مومباسا ان المهاجمين ثلاثة من اصل عربي، وان القتلى هم ستة موظفين في الفندق وثلاثة ارهابيين واسرائيليان. ودمر الفندق. واشارت الاذاعة العامة الاسرائيلية الى ان الكينيين الستة الذين قتلوا في العملية هم من راقصي الفولكلور الذين قصدوا الفندق للترحيب بمجموعة من 140 سائحا اسرائيليا. وذكرت الشرطة المحلية ان السياح الاسرائيليين كانوا يقومون باجراءات الاقامة في الفندق لدى حصول الانفجار في الثامنة والربع صباحا. وذكر مفوض الشرطة الاقليمي في مومباسا صامويل ليمو ان حصيلة ضحايا العملية قد تصل الى 16 قتيلا بعد رفع الانقاض. واوضح مدير الفندق الذي يضم 350 غرفة ان مالكيه هم مستثمرون من بلدان مختلفة بينها اسرائيل والولايات المتحدة. وقال ان 261 سائحا اسرائيليا آخر كانوا قد غادروا الفندق قبل وقت قصير من حصول الهجوم. واكد موظف كيني في بارادايز بيتش ان هؤلاء السياح كانوا على متن الطائرة التي استهدفها الصاروخان بعد اقلاعها من مطار مومباسا، مشيرا الى انه قد رافق السياح الى المطار واصطحب منه السياح المائة والاربعين الجدد. وكانت طائرة تشارتر تابعة لشركة اركيا الاسرائيلية قد نجت قبل خمس دقائق من الهجوم على الفندق من اطلاق صاروخين اخطآها، وذلك بعد وقت قصير من اقلاعها من مطار مومباسا وهي تقل 261 راكبا، وفق ما افاد ناطق باسم شرطة مومباسا وناطق باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية. وكان ناطق باسم شركة اركيا قد اعلن في وقت سابق استهداف الطائرة بصاروخ واحد. وقالت الاذاعة العامة الاسرائيلية ان الطيار رأى وميض الصاروخين اللذين اطلقا باتجاه طائرته. واكد مدير شركة اركيا الاسرائيلية شلومو خانائيل للصحافيين ان الطائرة لم تصب ولا ضحايا على متنها. وقد حطت الطائرة الاسرائيلية بعد ظهر امس في مطار بن غوريون في تل ابيب. واعلن مسؤول اداري في منطقة مومباسا في اتصال هاتفي ان سيارة رباعية الدفع اقتحمت بوابة الفندق، ثم مدخل المبنى قبل ان تنفجر قرب ردهة الاستقبال. واضاف ان ركاب السيارة الثلاثة قتلوا في الانفجار. وذكر التليفزيون الاسرائيلي من جهته ان مجموعة من 140 سائحا اسرائيليا كانت قد وصلت لتوها الى الفندق. واعتبرت مصادر قريبة من هيئة الاركان العسكرية الكينية ان الهجوم الصاروخي والهجوم بالسيارة المفخخة يشكلان عملية منسقة. وذكرت الاذاعة العامة الاسرائيلية ان شركة الطيران الاسرائيلية (العال) قررت تعليق كل رحلاتها الآتية من الخارج الى مطار بن غوريون قرب تل ابيب حتى اشعار آخر. واستهدف هجومان بالسيارة المفخخة بالتزامن تقريبا في 7 اغسطس 1998 السفارتين الامريكيتين في نيروبي ودار السلام، الامر الذي تسبب في مقتل 224 شخصا. وفي اكتوبر 2001، اصدر قاض في نيويورك حكما بالسجن مدى الحياة على اربعة اعضاء من تنظيم القاعدة الذي يتزعمه اسامة بن لادن بعد ادانتهم بتهمة الاشتراك في هاتين العمليتين. ويأتي الهجوم المزدوج امس في وقت بدأ حزب الليكود في اسرائيل صباحا عملية الاقتراع لاختيار رئيس جديد للحزب. وكلف رئيس الوزراء الصهيوني ارئيل شارون الموساد (جهاز الاستخبارات) بالتحقيق في الهجوم المزدوج ضد الاسرائيليين في كينيا. وقال مستشاره زالمان شوفال: طلبنا من الموساد، ومن عدد من الاجهزة في وزارة الدفاع، اجراء تحقيق حول ما حصل اليوم في كينيا. واضاف: نحن هنا امام هجوم ارهابي متزايد لا يشكل مفاجأة بعد تهديدات اسامة بن لادن قبل ايام. واكد ان آخر العمليات الارهابية في العالم تتبع الاستراتيجية نفسها سواء في بالي او في مومباسا، مشيرا بذلك الى الانفجار في جزيرة بالي الاندونيسية الذي اسفر عن مقتل 190 شخصا في 12 اكتوبر. مسرح العملية بعد قليل من تنفيذها حيث سوي الفندق بالارض