ما زالت السلطات الكينية تبحث عن منفذي العملية التي نفذها مجهولون بسيارة مفخخة دمرت فندق برادايس الاسرائيلي في ممبسا وتزامن معها اطلاق صاروخين على طائرة ركاب اسرائيلية نجت بركابها. وترددت انباء عن اطلاق السلطات الكينية سراح السيدة الامريكية والرجل الاسباني اللذين اشتبه فيهما بعد الحادث ونقل عن الشرطة الكينية أنها تأكدت من روايتهما وأخلت سبيلهما. ويشارك ضباط الاستخبارات والامن الاسرائيليون والامريكيون الشرطة الكينية في تحديد الجهة التي تقف وراء الهجمات بينما سارعت واشنطن بتوجيه الاتهام لمنظمة اسلامية صومالية بالتورط في الحادث. وذكر متحدث باسم الشرطة في ممبسا أن عشرة باكستانيين وصوماليين مشتبه في تورطهم في الهجمات الارهابية على السياح الاسرائيليين قد اعتقلوا قبل أربعة أيام من الهجمات.وكانت الشرطة قد ذكرت في بادئ الامر أنها قامت بالاعتقالات أي بعد يوم من الهجمات. ولم يتضح بعد ما إذا كانت هناك صلة بين الباكستانيين والصوماليين والهجمات التي دمر فيها ثلاثة انتحاريون الفندق الاسرائيلي على الشاطئ بالقرب من ممبسا وجاء تفجير الفندق بعد دقائق من إطلاق صاروخين على طائرة إسرائيلية كانت تقلع من مطار المدينة غير أنهما أخطأ هدفهما بمسافة قصيرة. الولاياتالمتحدة قالت: ان المنظمة الاسلامية الصومالية قريبة من تنظيم القاعدة الذي يتزعمه اسامة بن لادن واعتبرتها من المسؤولين المحتملين عن الهجمات التي استهدفت الاسرائيليين . ونقلت وسائل الاعلام الامريكية عن مسئول انه فضل عدم الكشف عن هويته انها مجموعة اخرى نفكر فيها.ورسميا، تعتبر السلطات الامريكية انه لا يزال من المبكر تحديد الجهة التي تقف وراء الهجمات التي وقعت الخميس في كينيا حتى وان كانت شكوك كينيا واسرائيل تحوم حول القاعدة. وحسب هذا المسؤول، قد تكون ايضا هذه الهجمات من صنع منظمة الاتحاد الاسلامي الصومالية المعروفة كما يقول الامريكيون بصلاتها مع تنظيم القاعدة والتي قد تكون متواجدة ايضا في الجانب الآخر من الحدود، في كينيا. وجاء في تقرير لوزارة الارهاب الامريكية ان منظمة الاتحاد الاسلامي تقف وراء الاعتداءات بالقنابل في اديس ابابا في 1996 و1997. ويشتبه في ان هذه المنظمة كانت وراء سلسلة عمليات خطف موظفين انسانيين وتعمل من اجل اقامة نظام اسلامي في الصومال. ويقدر عدد المنتسبين اليها بألفي رجل تلقوا تدريبات في افغانستان واسلحة من السودان. غير أن خبراء صوماليين ومن الاممالمتحدة قالوا انهم يشكون فيما إذا كانت الجماعة التي بدأت نشاطها في نهاية التسعينات في منطقة القرن الافريقي لا تزال نشطة. من ناحيتها تقول وكالات المخابرات الامريكية أن الجماعة تضم ألفي عضو. وإلى جانب ذلك قالت الولاياتالمتحدة في العام الماضي أن جماعة الاتحاد الاسلامي تقيم معسكرات تدريب في الصومال، غير أنه لم يتم تأكيد هذا الزعم. وفي كينيا قالت صحيفة (دايلى نيشين) ان قوات الامن قد عززت الحراسة حول السفارات الاسرائيلية والبريطانية والامريكية اضافة الى مطار نيروبى. واوضحت الصحيفة ان هذه التعزيزات الامنية تجى فى اعقاب عمليتى الهجوم اللتين وقعتا يوم الخميس فى ممبسا على طائرة اسرائيلية وفندق يملكه اسرائيلى وادت الى مقتل 14 شخصا من بينهم ثلاثة اسرائيليين اضافة الى جرح 21 اسرائيليا 0 وحسب التقارير قامت الشرطة المحلية فى كينيا بوضع الحواجز على الطرقات وبتوجيه حركة السير الى شوارع بديلة للشارع الذى تقع فيه السفارة الاسرائيلية مع اجراء تدقيقات لهويات المارة. وفي اليوم الثالث للعملية اكدت الحكومة البريطانية انه لا المملكة المتحدة ولا الولاياتالمتحدة ولا استراليا تلقت معلومات تساعد على الحؤول دون حصول الاعتداء المزدوج الذي استهدف الاسرائيليين يوم الخميس.وبالاضافة الى ذلك نصحت رعاياها بعدم السفر الى كينيا وحذرت السياح البريطانيين من تهديد ارهابي في شرق افريقيا. وفي رسالة الى المسؤول عن المسائل الدولية في حزب المحافظين، اكد وزير الخارجية جاك سترو ان المملكة المتحدةوالولاياتالمتحدة او استراليا لم تكن تملك اي معلومات تساعد على الحؤول دون حصول الاعتداءات التي حصلت في ممباسا بجنوب شرق كينيا. ومن جانبها حذرت الحكومة الامريكية المطارات من الخطر المحدق بالطائرات التجارية بسبب قاذفات الصواريخ المحمولة على الكتف بعد اطلاق صاروخين من الارض كادت أن تصيب طائرة اسرائيلية فى كينيا. وقال المتحدث باسم ادارة أمن المواصلات فى الولاياتالمتحدة روبرت جونسون امس لقد اتخذنا الخطوات اللازمة وتم اخطار ادارة أمن المواصلات ومسؤولى الامن فى المطارات عن الخطوات التى يجب أن تتخذ لمواجهة التهديد الارهابى لاسقاط الطائرات بقاذفة صواريخ محمولة غير أنه لم يبين ما الخطوات التى ستتخذ لهذه الاحتياطات. وأشارت تقارير إعلامية امس السبت إلى أن استراليا كانت قد حذرت منذ أكثر من أسبوعين من وقوع هجوم إرهابي في كينيا، وهو تحذير تحول إلى حقيقة في مومباسا يوم الخميس. وكان التحذير الاسترالي الذي صدر في 12 من نوفمبر الماضي قد حذر من وجود خطر محتمل لوقوع هجمات إرهابية ضد مواقع في كينيا، خاصة في نيروبي وممبسا. وقال وزير الخارجية الاسترالي آلكسندر داونر لراديو أيه.بي.سي الاسترالي تحذيرنا كان يستند إلى معلومات مخابرات .. استراليا لم تكن لديها معلومات محددة بشأن توقيت أو مكان أو طريقة وقوع الهجمات المحتملة". وتم تعزيز التحذير الخاص بالسفر ليشمل التوصية بعدم السفر إلى كينيا ما لم تكن هناك حاجة ملحة للغاية لذلك. وكانت الحكومة الاسترالية قد كثفت تحذيراتها لرعاياها بعدم السفر إلى عدد من الدول، تقع معظمها في جنوب شرق آسيا، وذلك بعد الهجوم الارهابي الذي شن في 12 تشرين أول /أكتوبر الماضي في جزيرة بالي السياحية الاندونيسية، وأسفر عن مقتل حوالي 190 شخصا نصفهم كان من السياح الاستراليين.