يصل نائبا وزيري الخارجية والدفاع الأميركين الى لندن قادمين من تركيا لعقد اجتماعات استثنائية مع قيادات "مجموعة ال6" للمعارضة العراقية، المنهمكة بوضع اللمسات الأخيرة على مؤتمر المعارضة الذي تقرر عقده في لندن بين 13 و15 كانون الأول ديسمبر المقبل. وعلمت "الحياة" ان الحكومة البريطانية ستنشر اليوم وثيقة مفصلة عن الانتهاكات التي ارتكبها النظام العراقي، وسيقدمها وزير الخارجية جاك سترو بحضور العالم النووي العراقي المعارض الدكتور حسين الشهرستاني. ويأتي نشر الوثيقة في سياق الاستعدادات البريطانية لتقديم ملف لمحاكمة الرئيس صدام حسين واركان حكمه، وتحسباً لانتهاء عمليات التفتيش من دون الحصول على ادلة عن وجود اسلحة دمار شامل. وأبلغ مصدر في اللجنة التحضيرية "الحياة" ان بول ولفوفيتز نائب وزير الدفاع الاميركي ومارك غروسمان وكيل وزارة الخارجية سيعقدان لقاء بعد غد الاثنين مع قيادات الأحزاب الستة الموجودين في العاصمة البريطانية حالياً، وهم مسعود بارزاني رئيس "الحزب الديموقراطي الكردستاني" وجلال طالباني الأمين العام ل"الاتحاد الوطني الكردستاني" والدكتور اياد علاوي الأمين العام ل"حركة الوفاق الوطني"، واحمد الجلبي عضو رئاسة "المؤتمر الوطني العراقي" والشريف علي بن الحسين رئيس "الحركة الملكية الدستورية"، ولم يعرف إذا كان السيد باقر الحكيم، رئيس "المجلس الأعلى للثورة الاسلامية"، سيحضر من طهران أم ينيب عنه الدكتور حامد البياتي. في غضون ذلك، تقلصت شقة الخلافات بين الاطراف المعارضة بشأن التحضير للمؤتمر، ولم يبق سوى تسمية 60 شخصية اضافية وحسم الموقف من غياب الأحزاب المقاطعة، خصوصاً حزبي "الدعوة الاسلامية" و"الشيوعي العراقي" وطريقة توزيع مشاركات المستقلين. وبرزت خلال اليومين الماضيين مؤشرات الى رغبة اطراف اللجنة التحضيرية في توسيع عضويتها الى تسعة، باضافة السيد محمد بحر العلوم كشخصية اسلامية مستقلة وممثلين عن التركمان والاشوريين. ولكن اللجنة تتجه من ناحية أخرى الى ترشيق عدد المشاركين في المؤتمر، اذ لم يتفق حتى الآن إلا على حضور 260 شخصية قدمتها الأحزاب والمنظمات. وبعد اشارات متواترة الى ان العدد النهائي سيكون 360 مالت اللجنة التحضيرية الى إبقاء العدد في حدود 300 فقط. وهو ما يعني تقليص دور المستقلين والتكنوقراط والخبراء. وتشير مصادر مطلعة في العاصمة الاميركية الى زيادة حساسية ملف المعارضة لدى أجنحة الادارة الاميركية بسبب التأخير والتأجيلات التي واجهت اللجنة التحضيرية، مما يعكس رغبة واشنطن في بلورة موقف معارض موحد قبل حصول مفاجآت عن الأرض في الشأن العراقي.