اعتبر الناطق باسم "المجلس العسكري" العراقي المعارض، العميد توفيق الياسري ان خيار الانقلاب هو "افضل مخرج للأميركيين والعراقيين". واكد ل"الحياة" بعد عودته من واشنطن انه لمس لدى ادارة الرئيس جورج بوش رغبة في "دعم انقلاب" في بغداد، مرجحاً ان يغلب عليه الطابع السني، من دون ان يستبعد غزواً اميركياً. واعرب عن اعتقاده بأن "المواجهة اقتربت، وربما تكون خلال ثمانية اسابيع، او اكثر بقليل". وكشف ان المجلس سيبعث برسائل الى دول عربية، بينها سورية "لأهميتها"، ويطمح الى انشاء "مراكز حركات ميدانية على حدود تلك الدول، بما فيها الحدود السورية". وذكر ان المجلس حاول فتح قنوات اتصال مع روسيا والكويت، لكنهما "لم تستجيبا بعد". وعاد الياسري من واشنطن هذا الاسبوع، وكان دعي بصفته الناطق الرسمي باسم المجلس الذي اعلن انشاؤه في لندن الصيف الماضي. وزار الولاياتالمتحدة بدعوة من معهد "اميركان انتربرايز انستتيوت"، وقرأ بحثاً بعنوان "مستقبل المؤسسة العسكرية العراقية بعد التغيير في ظل نظام ديموقراطي ومجتمع مدني". وأوضح انه التقى نائب وزير الدفاع الاميركي بن لوي واحد مستشاري نائب الرئيس ديك تشيني، ومسؤولين في وزارة الخارجية ولمس "جدية لجهة تغيير النظام في العراق"، مؤكداً ان الجانب الاميركي "لم يعرض عملاً مشتركاً، ولم نلحظ رغبة لديه في عمل مشترك مع المعارضة، في هذه المرحلة على الاقل". لكنه شدد على "وضوح موقف الادارة فيما تستكيل استعداداتها والحشد العسكري جواً وبحراً وبراً". ولاحظ ان هناك "مؤشرات كثيرة الى عمليات عسكرية مقبلة"، معتبراً ان النظام في بغداد "يضع نفسه في زاوية القتل، ويقدم لاميركا وحلفائها المبرر لارسال قوات الى العراق". واستبعد ان يكون للأميركيين الآن وجود في هذا البلد، مشككاً ايضاً في معلومات عن "اختراق اسرائيلي" لصحراء غرب العراق. وروى الياسري في حديثه الى "الحياة" انه ابلغ الاميركيين ان "العراقيين سيستقبلونهم بارتياح وطمأنينة، ربما لفترة شهر، ثم تثار مشكلات جديدة، منها الثارات والتصفيات، وربما التعرض للقوات الاميركية". واستبعد حرباً طائفية بعد الغزو، مؤكداً انه يشاطر الزعيم الكردي جلال طالباني مخاوفه من اضطراب الاوضاع واحتمال هيمنة الفوضى في البلد، بعد اجتياح تلجأ اليه ادارة بوش من دون تعاون مع المعارضة. كما رفض الاحتلال، معتبراً ان "الانقلاب يمثل افضل مخرج للعراقيين والاميركيين، خصوصاً انه يحافظ على البنى التحتية والمنشآت في البلد، ويمنع تمزيق القوات المسلحة العراقية". واكد ان واشنطن لم تقدم ل"المجلس العسكري" اي وعد، معرباً عن اعتقاده بأن الرئيس صدام حسين "لن يتنحى ولن يغادر حتى في حال نفذت اميركا اجتياحاً"، ومشيراً الى ان نجل الرئيس "قصي يمسك بزمام الامور كاملة". وتحدث عن "فرار شخصيتين من الاستخبارات والامن العام خلال الشهرين الماضيين". مكرراً ان احتمال الانقلاب "وارد بقوة". وأشار الياسري الى قنوات اتصال مع المؤسسة العسكرية في الداخل لتحضير الارضية لمرحلة التغيير، وذكر ان عدد الضباط المنشقين الذين التحقوا بالمجلس العسكري بلغ 318، فيما بلغ عدد المراكز التي افتتحها المجلس 11 مركزاً "بعضها في المناطق المحررة ومنطقة الاهوار جنوباً، بالاضافة الى مراكز في دول مجاورة وفي اوروبا". وتابع ان ثالثة اخرى اقيمت في الولاياتالمتحدة، أبرزها مركز ديترويت، موضحاً ان هناك اربعة في اربع دول عربية احدها في لبنان. واشار الى رغبة المجلس في "علاقة ايجابية مع دمشق"، مؤكداً انه سيطلب دعماً سورياً ويطمح الى انشاء "مركز قيادي" على الحدود السورية - العراقية. ونفى وجود تنسيق مع ايران، مشيراً الى ان وفداً من المجلس زار طهران والتقى زعيم "المجلس الاعلى للثورة الاسلامية" محمد باقر الحكيم والقوى العراقية المعارضة المتمركزة في العاصمة الايرانية. كما اقر بفشل محاولات "المجلس العسكري" فتح حوار مع موسكو، معتبراً ان روسيا "لن تتخلى عن مصالحها الاقتصادية مع النظام الحالي في بغداد". وختم الياسري بأن المجلس لم يتلق دعوة الى المشاركة في المؤتمر الموسع للمعارضة العراقية المرتقب في لندن، ورأى ان هناك "ارتباكاً" في جهودها، فيما "يستأثر المؤتمر بكل اهتماماتها وهذا مؤذ لعملها".