اعتبر مصدر في المعارضة العراقية ان "ليس لدى الولاياتالمتحدة أي استعداد أو رغبة في التعاطي مع الشأن العراقي خارج اطار احتواء النظام"، ورأى ان سياسة واشنطن تركز الآن على "الحفاظ على الأوضاع الراهنة مع التشديد على التزام بغداد الخطوط الحمر وأهمها عدم اجتياح المناطق الكردية في الشمال أو تهديد الكويت والمصالح الأميركية المباشرة". في الوقت ذاته أفادت مصادر المعارضة ان بغداد "حشدت قوات ضخمة على حدود كردستان تمهيداً لشن هجوم واسع عليها قريباً" واجتياح مناطق. وقلل غسان العطية، الناطق الرسمي باسم "تيار الوسط" من أهمية كلام المنسق الأميركي لشؤون المعارضة العراقية فرانك ريتشياردوني في لندن أول من أمس عن دور الولاياتالمتحدة في "عملية تغيير" نظام الرئيس صدام حسين. وكان ريتشياردوني أعلن ان بلاده تكثف جهودها لاطاحة نظام صدام عن طريق زيادة الدعم المادي الذي تقدمه ل"المؤتمر الوطني العراقي". وأضاف العطية ان "بغداد ملتزمة الخطوط الحمر الأميركية، لأن ذلك يناسب مصالحها، وهي تستغل هذا الوضع لتعزيز مواقعها عربياً مستفيدة من اقتناع الدول العربية بأن واشنطن ليست في وارد تغيير النظام العراقي في هذه المرحلة". وزاد ان "هذا الاقتناع لدى الاخوة العرب انعكس سلباً على التعاطي مع قوى المعارضة العراقية". وأوضح ان "نظام صدام يستفيد من هذه الظروف في العمل لتفكيك الحصار وتآكل العقوبات". واستبعد العطية أي تغيير في تعاطي واشنطن مع الملف العراقي خلال ما تبقى من ولاية الرئيس بيل كلينتون، معرباً عن اعتقاده ب"ترحيل الملف الى إدارة الرئيس الأميركي المقبل". في غضون ذلك، أعلنت نشرة ل"هيئة الارسال العراقية" التابعة للمؤتمر الوطني ان "النظام العراقي حشد قوات ضخمة من الجيش والحرس الجمهوري بمحاذاة المناطق المحررة في الشمال تمهيداً لشن هجوم واسع عليها قريباً". وأفادت نشرة للهيئة تلقتها "الحياة" امس ان "مصدراً عسكرياً رفيعاً أكد ان النظام يخطط لاجتياح مناطق في الشمال بدءاً من سدي دوكان ودربندخان ثم احتلال مدينة السليمانية في عملية أطلق عليها عملية القصاص العادل، بذريعة تحرير منابع المياه". ونقل عن المصدر اعلان "حال الانذار" في الوحدات العسكرية والأجهزة الأمنية ومراكز حزب البعث في المنطقة، كما أكد ان "قصي صدام حسين، نجل الرئيس العراقي يشرف على هذه العملية". وحذرت النشرة من أن "صدام سيحاول استغلال فترة الانتخابات الأميركية" لتنفيذ الاجتياح. يذكر أن منطقة السليمانية شهدت أخيراً توتراً بين الحزب الديموقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني والاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال طالباني، وشدد الطرفان على احتواء التوتر وعدم اللجوء الى السلاح لحل الخلافات