اعترف المغربي منير المتصدق في اليوم الثاني لمحاكمته أمس، بأنه حوّل إلى مروان الشحي مطلع عام 2001 مبلغ 4002 دولار، وذلك بعدما تلقى طلبًا بذلك عبر الفاكس من رمزي بن الشيبة. وفي غضون ذلك، أفاد تقرير أميركي أن المسؤولين في الادارة الاميركية قلقون من رفضهم طلب محامي زكريا موسوي، مقابلة بن الشيبة الذي تعتقله القوات الاميركية، وذلك لأن هذا الرفض يحرم موسوي من حق الوصول إلى شاهد في قضيته، ما يشكل انتهاكًا للدستور. كذلك اعتبر محامي اللبناني ربيع حداد أن موكله كان ضحية "عدوان على الاسلام" من إدارة بوش. بعدما فاجأ المتهم المغربي منير المتصدق هيئة المحكمة والادعاء العام ومحاميه أول من أمس، باعتراف يشبه زلة اللسان بأنه تدرب بالفعل في أحد معسكرات "القاعدة" في أفغانستان مؤكدًا بذلك إحدى تهم الادعاء العام الموجهة إليه، تابع المتهم في هامبورغ أمس، الإدلاء بشهادته التي كشفت تفاصيل جديدة عن أعضاء "خلية هامبورغ". ويتهم الادعاء العام الألماني المتصدق بالمشاركة في اعتدادات 11 ايلول. واعترف المتصدق للمرة الأولى علنًا بمعرفته بكل أعضاء "خلية هامبورغ"، لكنه كرر أنه لم يكن مطلعًا على الخطط التي وضعت لتنفيذ الهجمات في الولاياتالمتحدة، وأن العلاقة التي كانت تربطه مع أعضاء الخلية كانت "علاقات صداقة وأخوّة إسلامية فقط". وتحدث المتصدق عن كيفية تعرفه في هامبورغ على رمزي بن الشيبة الذي اعتقل قبل بضعة أسابيع في كراتشي وسلم إلى الولاياتالمتحدة، وعن المتهمين الآخرين الفارين سعيد بحاجي وزكريا الصبار الصادرة في حقهما مذكرة اعتقال دولية، فقال إن الاثنين "انتقلا شيئًا فشيئًا للسكن في منزل عطا الواقع في شارع مارين شتراسه في حي هاربورغ التابع لهامبورغ. وأضاف: "أنا لم أكن أعرف بن الشيبة باسمه الحقيقي، وإنما تحت اسم عمر". وفي ما يتعلق بالصبار قال المتهم إنه تعرف عليه "مصادفة في صيف عام 2000 في معسكر التدريب العسكري في أفغانستان". وأخبر المتهم المحكمة أن الصبار وبحاجي سافرا إلى أفغانستان مرة أخرى مطلع آب أغسطس من العام الماضي قبل أسابيع قليلة من الاعتداءات على الولاياتالمتحدة، مضيفًا أنه لم يعد يعرف شيئًا عنهما. لكنه استدرك قائلاً إن بحاجي عاد واتصل به مطلع أيلول 2001 من باكستان، على حد ما يعتقده وأخبره أنه يمارس أعمالاً تطبيقية في إطار دراسته مضيفًا أنه لا يتذكر تفاصيل أخرى. وبالنسبة إلى بن الشيبة قال المتهم إنه لم يكن يعرف إلى أين غادر ألمانيا". التحويل إلى الشحي وعن الوكالة العامة التي أعطاها بحاجي إليه للإشراف على حسابه، قال المتصدق إنه "تدبير طبيعي بين الإسلاميين" وأنه شخصيًا وكّل بحاجي بحسابه عندما سافر إلى المغرب. واعترف أيضًا أنه حوّل إلى مروان الشحي مبلغ 2400 دولار إلى الولاياتالمتحدة. وقال إنه تلقى مطلع عام 2001، فاكسًا من بن الشيبة من اليمن كتب فيه: "مروان بحاجة إلى مال". وكان الشحي حينها يتدرب على قيادة الطائرات في أميركا. محاكمة موسوي وشريكه وأعلن مصدر قضائي في نيويورك أمس، أن حكمًا بالسجن لفترة 14 شهرًا صدر في حق حسين العطاس الشريك السابق في السكن للفرنسي زكريا موسوي المتهم الوحيد في الولاياتالمتحدة بالتورط في هجمات 11 أيلول. وكان العطاس 24 عامًا الذي كان سكن في الغرفة ذاتها مع موسوي في أوكلاهوما، أقر في تموز يوليو الماضي، بأنه كذب على محققي مكتب التحقيقات الفيديرالي أف بي آي بشأن علاقته بالموسوي قبل الهجمات وبعدها. والحكم الذي صدر بحقه هو الفترة التي قضاها في التوقيف الاحتياطي. وقال العطاس في رسالة إلى القاضي مايكل موكاساي: كنت في حالة صدمة وضياع، وكل ما حاولت القيام به هو الابتعاد عن وضع كنت ضالعًا فيه رغمًا عني". وتبين أن العطاس نقل موسوي من أوكلاهوما إلى مدرسة طيران في مينيسوتا حيث أثار إصرار الاخير على قيادة طائرة "بوينغ 747" الشكوك بين مدربي الطيران، الامر الذي أدى إلى اعتقال الرجلين. ونفى العطاس أي صلة له بالهجمات. واعتبر شاهدًا في محاكمة الموسوي التي تبدأ في 30 حزيران يونيو 2003. وفي غضون ذلك، نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤولين أن وزارة العدل قلقة من انعكاس العمليات الاخيرة التي اعتقل فيها مسؤولون في "القاعدة"، على محاكمة الموسوي. وأوضحت المصادر أن محاميّ الموسوي طلبوا مقابلة هؤلاء المسؤولين وبينهم اليمني رمزي بن الشيبة الذي اعتقل في كراتشي الشهر الماضي، في محاولة للحصول على شهادة منه لمصلحة موكلهم. وأضافت أن رفض الادارة الاميركية للمحامين بمقابلة بن الشيبة وآخرين، أعطى الدفاع عن موسوي حجة للقول إن الاخير لا يلقى محاكمة عادلة، باعتبار أن السلطات حالت دون مقابلة شهود أساسيين في محاكمته. وأضافت الصحيفة أن مسؤولي الادارة قرروا بعد التشاور مع خبراء قانونيين اعتماد مبدأ المحاكمات العسكرية لمعتقلي "القاعدة" لتفادي إحراجات من هذا النوع مستقبلاً. ربيع حداد وفي ديترويت ميشيغان قال نويل صالح محامي ربيع حداد المعتقل بتهمة استغلال جمعية خيرية إسلامية يترأسها لتقديم دعم ل"القاعدة"، إن موكله كان ضحية "عدوان على الاسلام" من حكومة جورج بوش. وقال صالح إن "حداد ليس إرهابيًا ولا صلة له بالارهاب بأي طريقة أو شكل". وأضاف: "هذا مجرد عدوان لا مبرر له على الاطلاق على الاسلام وعلى المسلمين الاميركيين الذين يؤمنون بأن نظام القضاء الاميركي هو نظام القضاء الصحيح لأنه يسمح بالمعارضة ويسمح بأن تكون للمرء وجهات نظر مختلفة". وأبدى المحامي أسفه لأن "حكومة بوش ووزير العدل جون آشكروفت لا يؤمنا على ما يبدو بالمبادىء الاساسية لدستورنا". وكان حداد اللبناني ومؤسس جمعية الاغاثة العالمية ومقرها ميشيغان، اعتقل في كانون الاول ديسمبر الماضي، لانتهاكه تأشيرة دخوله السياحية إلى الولاياتالمتحدة. وقال صالح للصحافيين بعد جلسة للنظر في الافراج بكفالة عن حداد في محكمة للهجرة، إن الحكومة لم تقدم أدلة قوية على وجود صلة بين "الاغاثة العالمية" وشبكة "القاعدة". وقال القاضي الذي ترأس الجلسة إنه سيحكم في طلب الافراج عن حداد في وقت لاحق من الاسبوع. ومثل حداد في المحكمة مرة أخرى أمس، في جلسة بشأن طلبه منحه وعائلته اللجوء السياسي في الولاياتالمتحدة. ويتوقع أن يطلب ممثلو الادعاء ترحيله إلى لبنان. مكافأة لمسؤولة عن إعطاءتأشيرات لمنفذي "11 أيلول"! نشرت صحيفة "واشنطن تايمز" أمس، أن الرئيسة السابقة لدائرة الخدمات القنصلية في وزارة الخارجية الاميركية ماري ريان حصلت على جائزة للاداء الوظيفي المميز قيمتها 15 ألف دولار. وأعطيت ريان الجائزة عن خدماتها في الفترة الممتدة من مطلع عام 2001 إلى نيسان أبريل منه، أي خمسة أشهر قبل هجمات 11 أيلول سبتمبر من العام نفسه. وأجبرت ريان على التقاعد بعد أسبوعين من وقوع الهجمات، لأن مكتبها كان مسؤولاً عن إعطاء تأشيرات لمعظم منفذي "11 أيلول" الذين جاؤوا إلى الولاياتالمتحدة للتدرب على الطيران.