القاهرة - "الحياة" - استطاعت "زهرة المسرح العربي" سناء جميل بموهبتها التي لا يختلف عليها اثنان أن تحفر اسمها بين نجوم المسرح بحضورها الفني وتلقائيتها البسيطة وقدرتها البارعة التي لا يستطيع احد ان ينافسها فيها. وقد برعت في كل الادوار التي اسندت اليها سواء في المسرح ام السينما ام التلفزيون، لأنها تمتلك أدواتها وتذوب فيها. كرِّمت في مهرجان القاهرة للمسرح التجريبي.. ماذا يعني لك هذا التكريم؟ - إنه يؤكد أن المسؤولين يقدرون مجهود الفنان وبالتالي تكافئه. لقد قدروا مجهودي وعملي ثم كرموني ما اصبح وساماً على صدري وتقديراً لمشواري المسرحي الذي بدأته وأنا في سن صغيرة جداً. ذكرياتي مع المسرح لا تنسى، ففيه امضيت اجمل ايام حياتي واتقدم بالشكر والعرفان للمسؤولين عن تكريمي. على رغم كونك إحدى نجمات المسرح العربي والمصري إلا ان اعمالك قليلة، لماذا؟ - للاسف أنا مريضة وعضلة قلبي تتعبني ومنعني الطبيب من الوقوف على خشبة المسرح، فلو فاجأتني الآلام مثلاً وأنا واقفة على الخشبة لا يمكنني التوقف لأن المسرح لا يشبه السينما أو التلفزيون فاضطررت ان اتوقف في مسرحية "مجبر اخوك لا بطل". وفي كل حال إذا كان من وجود لسناء جميل فالفضل الاول والاخير في ذلك يرجع الى المسرح. بدايتك كانت سينمائية إلا أنك لم تستمري كنجمة كما في المسرح؟ - انا ايضاً احب ان أعرف لماذا... فعندما أفكر في هذا الموضوع احزن جداً وأواسي نفسي واقول: "خسارة" وأسأل: هل ان أحداً كان يحاربني آنذاك؟ لا اعرف الاجابة وخصوصاً انني لم افشل في السينما فلماذا لم استمر؟ للأسف لا اعرف السبب. لماذا لم تقدمي اعمالاً سينمائية بارزة مثل دورك في "الزوجة الثانية" وفيلم "بداية ونهاية"؟ - لي ايضاً فيلم قديم بعنوان "المستحيل" ودوري فيه كان رائعاً ولكن الافلام التي اسندت إلي بطولتها كانت بالفعل قليلة جداً ومثلما قلت لا اعرف السبب. لا بد من أن هناك وراء هذا الموضوع احد كان يحارب اسم سناء جميل! وهل كان لديك حنين الى السينما فقبلت دورك في فيلم "اضحك الصورة تطلع حلوة" الى جانب احمد زكي؟ - "الصورة تطلع حلوة" من الاعمال التي اعتز بها جداً لانه من تأليف الكاتب وحيد حامد وأنا احترمه جداً وشاركني بطولته النجم احمد زكي وأنا احبه، وهذا العمل قيم وجيد. وأنا حتى إن كنت لا اعمل، لا يمكنني أن اقبل اي شيء. نجاحات متعددة لماذا لم تلاق اعمالك التلفزيونية الاخيرة نجاح مسلسل "فضة المعداوي" و"خالتي صفية والدير"؟ - هذا الكلام خطأ. فهناك مسلسلات مهمة مثلت فيها مثلاً "الرقص على سلالم متحركة" من تأليف كرم النجار، يعالج مشكلة مهمة جداً هي مشكلة الجيل الجديد من الشباب عبر الدخول في اعماق هؤلاء الصغار. وأنا اعتز بهذا العمل لأنني أسهمت فيه، وسعيدة بأن كرم النجار لامس مشكلة الشباب. وايضاً هناك دوري في مسلسل "البر الغربي" مع رغدة وفاروق الفيشاوي وعبلة كامل، وغيرها من الاعمال التلفزيونية التي اعتبرها مهمة. هل عوضك التلفزيون عن المسرح في الفترة الماضية؟ - لا يوجد شيء يعوضني الوقوف على خشبة المسرح لان دقات المسرح هي دقات قلبي والوقوف على خشبة المسرح عملية رهيبة. هناك صحيح أكون واقفة على خشبته، لا أرى الجمهور، لكنني احس بأنفاسه. ايهما أهم بالنسبة إليك السينما أم التلفزيون أم المسرح؟ - الاساس عندي ماذا أقدم، وماذا اقول، هل سأخطو خطوة افضل من ذي قبل أم ماذا؟ وهل اقدم للناس كلمة شريفة؟ وهل فعلاً هناك مثل يقول "الفن مرآة المجتمع"؟ وهل أنا اقدم مرآة المجتمع؟ ما هو الدور الذي تتمنىن أن تلعبيه على شاشة السينما أم التلفزيون ام المسرح؟ - اتمنى تقديم دور المرأة العربية لانني اريد منها أن تأخذ حقها واريد منها أن تكون متعلمة لا تربي اطفالها على الجبن بل في شكل متحضر واريدها عموماً أن تكون متحضرة في كل شيء. ترددت اخبار عن وجود خلاف بينك وبين سميحة أيوب عندما كانت مديرة للمسرح القومي، وهذا ما جعلك ترفضين الوقوف على خشبته فترة طويلة... فما صحة هذا الكلام؟ - هذا الكلام غير صحيح لان سميحة ايوب صديقتي وعرضت عليّ ايامها عدداً كبيراً من المسرحيات، وقالت لي: اختاري ما يناسبك. محطات مهمة دائمة ما هي الاعمال أو الادوار التي تعتبرينها محطة مهمة في حياتك الفنية؟ - اعتبر ان جميع اعمالي كانت محطات مهمة في حياتي لانها هي التي صنعتني. ما رأيك في اصحاب الموجة السينمائية الجديدة؟ - للاسف لن استطيع ان احكم عليهم لانني لم اشاهدهم. كنت أكثر تألقاً في أداء ادوار الأم، فما هي الاسباب؟ - لم أكن أكثر تألقاً، ولكنني أنظر الى الدور وكيف كُتب... وكلما كان الدور مكتوباً في شكل جيد كان الفنان الصادق يبدع وينجح في أدائه ويلمع ويتألق. لك تجربة مع الاعلانات... هل وافقتِ عليها من أجل المال أم ماذا؟ - بالفعل كانت تجربة لمرة واحدة وأنا لم اتقاضَ أموالاً منها والذي اخذته من طارق نور هو 37 جنيهاً فقط، حتى الضرائب تعجبت من ذلك فطارق نور صديق لنا وكذلك احمد بهجت صديق حميم لنا وبعد ذلك انا لست "موديل" اعلانات فكيف اتقاضى اجراً؟ أنا فعلتها كمجاملة لاصدقائي. ما الفرق بين التمثيل أيام زمان والتمثيل اليوم؟ - مثله مثل أي شيء في الدنيا، كل شيء اصبح الآن اسرع وليس اعمق سواء في الكلمة ام المضمون وليس هذا في مصر وحدها وإنما في العالم كله. ما الذي لا يعجبك في الجيل الجديد من الفنانين؟ - احس بأنهم لا يحترمون المسرح. فنحن كجيل قديم عندما كنا نصعد الى خشبة المسرح كانت رعشة كبيرة من الخوف والرهبة تنتابنا. ولكن الآن اجدهم عاديين جداً إذ يضحكون ويتحدثون وغيرها من هذه الاشياء من دون رهبة أو... ما هي احلامك؟ - ربنا "يخلي لي" لويس جريس - زوجي - ويعطي له الصحة. واخيراً ماذا عن تجربتك المينودراما في مسرحية "الحصان"؟ - بالفعل كنت أنا لوحدي في المسرحية لانها كما قلت مينودراما وكتبها كرم النجار ومدة عرضها ساعة ونصف الساعة وهي من الاعمال التي اعتز بها جداً وكانت اول مرة يعتلي خشبة المسرح فنان لوحده حيث غنيت ورقصت وقدمت كل شيء. هذا العمل من الاعمال الفنية الجميلة وكنت اتفقت ان ألعب هذه المسرحية على احد مسارح فرنسا كتبادل ثقافي وكان الذي سيخرجها على مسارح باريس هو الفنان جميل راتب ولكن لا اعرف ما الذي "عطل" هذا المشروع.