استأنفت حركتا "فتح" و"حماس" محادثاتهما السياسية في القاهرة لليوم الرابع على التوالي في ظل تعتيم وسرية كاملين. وقالت مصادر سياسية في القاهرة إن الأجهزة الأمنية المصرية فرضت ستارًا من الغموض على مكان المحادثات وعلى المشاركين فيه وأرجعت هذه السرية المتعمدة إلى رغبة الأطراف الفلسطينية والمصرية في العمل بعيدًا عن التأثيرات الإعلامية. وكشفت المصادر عن أن وفدي الحركتين يناقشان حاليًا طبيعة العلاقات الثنائية بينهما داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة ويسعيان إلى التوصل إلى آلية مشتركة لحل الخلافات والتعاطي مع المستجدات على أرض الواقع، وخصوصًا الاستفزازات الإسرائيلية. وأوضحت المصادر أن اشكال المقاومة كلها تحت البحث وان "فتح" تسعى إلى اتفاق يعيد للمقاومة السلمية تأثيرها الدولي وبالتالي وقف العمليات الاستشهادية في الفترة الحالية، خصوصًا في ظل حكومة يمينية متشددة في إسرائيل. وقالت المصادر إن الطرفين يسعيان إلى "مسودة" اتفاق لعرضها على قيادات الداخل، وأشارت إلى أن أي اتفاق يتعلق بوقف العمليات الاستشهادية لن يكون سارياً إلا بضمانات أوروبية بمنع إسرائيل في المقابل من تنفيذ اغتيالات لناشطي المقاومة. وأوضحت المصادر أن مفاوضات الحركتين في القاهرة برعاية مصرية والتي تجري في مبنى خاص في جهاز أمني رفيع تسير سيرًا طيبًا وفقا لرغبة الطرفين في التوصل إلى اتفاق يؤكد وحدة الصف الفلسطيني. وحرصت المصادر على التأكيد أن القاهرة لا تتدخل في الاجتماعات بين الحركتين وأنها تترك كامل الفرصة لهما لمواصلة الحوار.