واشنطن - رويترز - قالت مستشارة الامن القومي الاميركي كوندوليزا رايس ان الرئيس جورج بوش اعطى سلطة واسعة الى "عدد من الاشخاص" في ادارته لشن هجمات على غرار الهجوم الصاروخي الذي قتل ستة يشتبه في انتمائهم الى تنظيم "القاعدة" في اليمن. وقالت رايس لشبكة "فوكس نيوز" في وقت متقدم ليل الاحد: "أعطى الرئيس سلطة واسعة لاناس عديدين للقيام بما فعلوه في اليمن لحماية هذا البلد اميركا... انه نوع جديد من الحرب. نحن نخوض حرباً على جبهات مختلفة كثيرة". وكانت مجلة "نيوزويك" كشفت أمس ان الهجوم في اليمن مقدمة لمزيد من الهجمات المماثلة. ونقلت عما وصفته ب"مصادر عليمة" انه يجري الآن اقتفاء اثر عدد من ناشطي "القاعدة" تمهيداً لتوجيه ضربات مماثلة لهم في دول اسلامية في الشرق الاوسط وآسيا. وكان الهدف الرئيسي للهجوم في اليمن قائد الحارثي المشتبه في ضلوعه بتفجير المدمرة الاميركية "كول" في ميناء عدن عام 2000 مما أسفر عن مقتل 17 بحاراً اميركياً. وقتل الحارثي ومعه خمسة من المتشددين المشتبه فيهم عندما ضربت السيارة التي يستقلونها بصاروخ اطلقته طائرة من دون طيار من طراز "بريداتور" تابعة لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية. وقتل اميركي ايضاً في الهجوم. وكتبت منظمة العفو الدولية الى بوش الجمعة تستفسر عن دور الولاياتالمتحدة في الهجوم. وأضافت المنظمة مقرها لندن: "اذا كان ما حدث قتلاً متعمداً للمشتبه فيهم بدل اعتقالهم، وفي حال كونهم لا يشكلون تهديداً مباشراً، فإن القتل في هذه الحال يكون اعداماً خارج نطاق القضاء وانتهاكاً للقانون الدولي لحقوق الانسان". ودعت المنظمة الولاياتالمتحدة الى اصدار بيان واضح لا لبس فيه يؤكد انها لا تقر عمليات القتل خارج نطاق القضاء. وتبدو تصريحات رايس رفضاً لهذا الطلب. فعندما سئلت هل مثل هذه العمليات ينتهك القانون الاميركي او الدولي، اجابت: "لم تثر اي تساؤلات قانونية هنا". واضافت ان الرئيس بوش يتصرف "في حدود الممارسات المقبولة وبمقتضى سلطته الدستورية ... معنا كثيرون من الحلفاء في هذه الحرب". وتعتبر الولاياتالمتحدة متشددي "القاعدة" مقاتلين من الاعداء في اطار حربها على الارهاب وانهم بذلك يمثلون اهدافاً مشروعة لضربات عسكرية في اي مكان في العالم. وبينما تؤكد واشنطن انها سعت الى الحصول على اذن من اليمن لشن الهجوم الصاروخي الاسبوع الماضي لم تقدم تأكيدات على انها ستفعل ذلك دائماً. وعندما سألت "نيوزويك" السناتور روبرت غراهام رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ المنتهية ولايته، هل هناك خطط لشن هجمات مماثلة لعملية اليمن، اجاب: "آمل ذلك". ونقلت "نيوزويك" عن "مصادر عليمة" ان صنعاء اعطت الولاياتالمتحدة اذناً بشن الهجوم لكنها غضبت بعد تسريب انباء الضربة الى الصحافة. وأضافت ان تسريب انباء الهجوم أثار أيضاً غضب مسؤولي الاستخبارات المركزية الاميركية سي آي إيه الذين اعربوا عن قلقهم من ان تؤدي هذه التسريبات التي يعتقد انها خرجت من وزارة الدفاع الاميركية البنتاغون، الى احجام دول أخرى عن السماح بتنفيذ مثل هذه الضربات داخل اراضيها.