كشف مسؤولون أميركيون حاليون وسابقون أن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما صعدت من حربها السرية ضد الجماعات الإرهابية من خلال مركز عسكري جديد يشرف على العمليات الخاصة التي يتم تنفيذها ضد المتشددين المشتبه بهم في المناطق الساخنة حول العالم. وأضاف المسؤولون أن "المركز الجديد، الذي يخضع للقيادة الأميركية المشتركة، سيكون بمثابة خطوة هامة نحو تبسيط العمليات التي كانت في الماضي تمثل خطورة على الولاياتالمتحدة وساحات القتال في الخارج. كما أنه يعطي النخبة العسكرية الأميركية فرصة لكي يكونوا أقرب للوصول إلى صناع القرار في واشنطن وخبراء مكافحة الإرهاب. وأشار المسؤولون، الذين اطلعوا على المشروع ورفضوا ذكر أسمائهم، إلى أن "المركز يهدف إلى سرعة تبادل المعلومات واختصار الوقت بين الهدف المراد التوصل إليه وبين تنفيذ العمل العسكري". وأضافوا أن "إنشاء المركز يأتي كجزء من الاعتماد على الإدارة الأميركية المتزايدة على العمل السري لمطاردة المشتبه بهم في الإرهاب والحرب في أفغانستان والعراق واختبار صبر البلاد"، فضلاً عن "مضاعفة استخدام وكالة الاستخبارات المركزية الضربات الصاروخية من خلال طائرات بدون طيار في باكستان وتوسيع عمليات مكافحة الإرهاب في اليمن". ويضيف المسؤولون أن "المركز يعمل به ما لا يقل عن 100 من خبراء مكافحة الإرهاب الخاصة والعمليات الاستخباراتية والمحللين والمسؤولين عن إنفاذ القانون من مكتب التحقيقات الفدرالي. والمركز الجديد مشابه في مفهومه للمركز القومي المدني لمكافحة الإرهاب والذي تم تطويره في عام 2004 على نطاق واسع كحصن دفاعي في أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001 بهدف تبادل المعلومات الاستخباراتية وتعقب التهديدات الإرهابية. وقال المسؤولون: "إن إنشاء المركز من بنات أفكار قائد قوات العمليات المشتركة الفريق البحري ماك رافين الذي يستخدم الطائرات بدون طيار والأقمار الصناعية والذكاء البشري لدفع العمليات العسكرية على الأرض في العراق وأفغانستان". والمركز الجديد يقدم النصيحة إلى نخبة قوات العمليات الخاصة فيما يتعلق بالغارات التي تشنها قوات الكوماندوز والهجمات الصاروخية في الخارج. لكن المسؤولين أكدوا في الوقت ذاته على أن "السلطات المدنية ليس لها أي دور في عمليات قتل أو اعتقال تستهدف متشددين مشتبه بهم في الخارج"، مشيرين إلى أنه "يزيد من قدرات التنصت وأن نظامه الكمبيوتري مصمم بدقة بحيث يمكنه تتبع المعلومات الخاصة بتعقب المتشددين في جميع أنحاء العالم. لكن المركز العسكري الجديد يتضمن بالإضافة إلى ذلك العمل على مواجهة الإرهاب والتصدي له وتعقب واستهداف التهديدات الإرهابية التي ظهرت في السنوات الأخيرة من باكستان إلى اليمن والصومال ومناطق ساخنة أخرى.