واشنطن، صنعاء، لندن، مانيلا - "الحياة"، رويترز، ا ف ب - كشفت وسائل إعلام أميركية أمس ان الأميركي الذي قُتل مع قائد علي سنان الحارثي أبو علي الحارثي، مسؤول تنظيم "القاعدة" في اليمن، الأحد الماضي في مأرب، مطلوب في الولاياتالمتحدة للإشتباه في قيادته "خلية لوكاوانا" في مدينة بوفالو، ولاية نيويورك الأميركية. وتضم هذه الخلية التابعة لتنظيم أسامة بن لادن تضم ستة أميركيين من أصل يمني أُوقفوا في ايلول سبتمبر الماضي. وقال مسؤولون أميركيون ان صاروخاً من نوع "هلفاير" أطلقته طائرة "بريديتور" تابعة لوكالة الاستخبارات المركزية سي. اي. اي أصاب سيارة الحارثي في مأرب، مما أدى الى مقتله مع خمسة او ستة من أنصاره. لكن لا يبدو ان الأميركيين كانوا يعرفون بأن زعيم "خلية لوكاوانا" كمال درويش الذي استخدم اسم "أحمد حجازي" كان في السيارة مع "الحارثي" لدى مهاجمتها. وكانت صحيفة "نيوزداي" الصادرة في لونغ آيلاند نيويورك أول من أورد ان درويش 29 عاماً هو الأميركي الذي قُتل مع "الحارثي" المشتبه في تورطه في الهجوم على المدمرة "كول" في عدن عام 2000 مقتل 17 من المارينز وعمليات إرهابية أخرى في اليمن. ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" أمس عن مدّعين أميركيين قولهم ان درويش كان الأخطر بين المتهمين في "خلية القاعدة" في بوفالو. وانه كان وراء تجنيدهم للتدرب في أفغانستان. ويقول إثنان من المتهمين هما سحيم علوان 29 سنة ومختار البكري 22 سنة انهما تضايقا مما رأيا في مخيم التدريب الأفغاني، وان أحدهما علوان تمارض لترك المخيم بعد عشرة أيام من التحاقه به. وهو الوحيد بين المتهمين الذي وافق القضاء على إطلاقه بكفالة. ووجهت "منظمة العفو الدولية" أول من أمس رسالة خطية الى الرئيس جورج بوش تسأله فيها عن دور واشنطن في الهجوم الصاروخي على "الحارثي" ورفاقه من أعضاء "القاعدة" في اليمن. وكتبت: "اذا كان هذا القتل المتعمد بديلا عن الاعتقال في ظروف لم يكونوا فيها يشكلون تهديداً مباشراً فإن قتلهم يكون اعداماً خارج نطاق القضاء في انتهاك لقانون حقوق الانسان الدولي". واضافت: "يجب على الولاياتالمتحدة ان تصدر بياناً واضحاً لا لبس فيه يفيد بأنها لن تجيز الاعدام خارج نطاق القضاء". ووصف الهجوم بول وولفوفيتس، نائب وزير الدفاع الاميركي، بأنه "عملية ناجحة الى حد كبير". وفي مانيلا، اكد منسق مكافحة الارهاب في وزارة الخارجية الاميركية فرانسيس تايلور امس ان اطلاق الصاروخ الاميركي الذي ادى الى مقتل ستة من عناصر تنظيم القاعدة في اليمن "مشروع وضروري". وقال تايلور في لقاء مع صحافيين في ختام جولة شملت استراليا وجنوب شرقي آسيا: "سنستخدم كل ما هو ضروري ومشروع لمهاجمة هذا التهديد الارهابي للقضاء عليه". ورداً على سؤال عما اذا كانت عملية اطلاق الصاروخ ضرورية ومشروعة، قال ان "الجواب هو بالتأكيد نعم". وفي لندن، اعلنت وزارة الخارجية البريطانية انها لا تنصح رعاياها بزيارة اليمن اذا لم تكن الزيارة ضرورية ودعتهم الى اعتماد الحذر في الدول الخليجية. وجاء في بيان للوزارة: "نظراً الى التوتر المتصاعد في منطقة الشرق الاوسط والتهديد المتزايد للارهاب العالمي، يجب ان يكون الرعايا البريطانيون في البحرين والكويت وعمان وقطر والمملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة واليمن حذرين في الاماكن العامة التي يرتادها الاجانب مثل الفنادق والمطاعم والمراكز التجارية". الى ذلك، اعلنت وزارة الخارجية الاميركية الجمعة ان اليمن يخسر نحو 8ر3 مليون دولار شهرياً بسبب تراجع النشاط الملاحي واسعار التأمين الاضافية التي فرضت بعد الهجوم الذي تعرضت له ناقلة نفط فرنسية قبالة الساحل الجنوبي لليمن في 6 تشرين الاول اكتوبر الماضي. وأفاد تقرير لمكتب مكافحة الارهاب في وزارة الخارجية ان اسعار التأمين على السفن المتجهة الى اليمن زادت ثلاث مرات منذ الهجوم ويتعين على اصحاب السفن دفع رسوم اخطار حرب اضافية قيمتها 250 دولاراً عن كل حاوية ستة امتار و500 دولار لكل حاوية 12 متراً. واضاف ان "هذا يترجم الى تكلفة تبلغ في المتوسط 150 الف دولار كقيمة اضافية لكل سفينة تدخل الموانيء اليمنية".