بيروت - "الحياة" اعتبر مجلس بطاركة الشرق الكاثوليك ان "لبنان لا يزال يعاني خللاً سياسياً وديوناً باهظة، وقسم الخلل اللبنانيين الى فئات طائفية حتى وصل الانقسام الى داخل الطائفة الواحدة، وهذا ناتج من نقص في احترام القيم الاخلاقية وحقوق الانسان واستغلال البعض النظام الطائفي ما تسبب بخلق جو من التشنج مقلق". وإذ لفت المجلس في بيان أصدره في اختتام اعمال مؤتمره الثاني في بطريركية الروم الملكيين الكاثوليك بمشاركة جميع بطاركة الشرق الكاثوليك الى ان "ما يقاسيه الشعب من فقدان حاد في فرص العمل حمل كثراً من الشبان من جميع الطوائف ومن حملة الشهادات الجامعية العليا الى هجرة لا تعقبها عودة". وتوقف عند "شعور كثر بالتهميش في الحياة السياسية"، وأمل "ان يستعيد لبنان كامل عافيته ويعود الى سابق عهده في السيادة والحرية والكرامة والأمن والسلام". ونقل رئىس اساقفة واشنطن الكاردينال تيودور ماك كاريك الى المؤتمرين موقف الكنيسة الكاثوليكية في اميركا من مسألة العراق والقضية الفلسطينية. وأبلغهم ان الكنائس الاميركية اعربت للحكومة الاميركية عن ضرورة اتباع الطرق السلمية لحل الازمة الراهنة في الشرق الاوسط وفي العالم والاسراع في ايجاد حل عادل وواضح للقضية الفلسطينية بما فيها قضية القدس. وفي بيان المجلس "ان مقاومة الارهاب امر واجب وضروري لكن القضاء على اسبابه وجذوره اوجب وأكثر ضرورة لأن المظالم التي تصيب الشعوب والأفراد قد تدفع المظلومين الى ردود ناقمة وتصل أحياناً الى حد الارهاب، ومن ثم لا بد من محاسبة الذات في سبيل العمل الجاد والفاعل لتوفير الاستقرار والطمأنينة للشعوب والأفراد ومن الخطأ الفادح تقسيم البشرية الى محورين: محور الشر ومحور الخير". ودعا المجلس في المقابل "الى حوار بناء بين الديانات والثقافات، علماً ان المسيحية المشرقية في وضع يمكنها من ان تكون جسراً لهذا الحوار". وأجمع البطاركة على "ان لا شيء يمكنه ان يبرر الحرب مهما كانت الادعاءات او الاسباب المقدمة، لا يمكن ان توجد اليوم حرب عادلة، واننا نرى في الحرب على العراق خطراً داهماً لا بد من وقفه واستبداله باللجوء الى الطرق السلمية لحل النزاع". وسجل البطاركة "ازدواجية وعدم مساواة في المطالبة بتطبيق قرارات هيئة الأممالمتحدة". ورأوا ان "من العدل ان تتعامل الاسرة الدولية بحسب ميزان واحد مع شعوب المنطقة لأن المسؤولية واحدة امام مصير البشرية، كما ان تجريد اي بلد من الاسلحة المدمرة يجب ان يرافقه تجريد المنطقة كلها بما فيها اسرائىل". ولفت البطاركة الى "ان الاوضاع التي يعاني منها الشعب الفلسطيني اوضاع لاانسانية لا يجوز لضمير ان يصمت امامها ولا يمكن ان يكون لهذه الحال اي مبرر امني لأن الاستمرار في ظلم الشعب الفلسطيني وفرض الاحتلال عليه لن يؤديا يوماً الى السلام، طريق السلام والأمن واضح وصريح وهو وضع حد للاحتلال الذي هو مصدر العنف في المنطقة". ونبهوا الى "ان القدس مدينة السلام ومهد المسيحية هي اليوم في خطر وإعادة السلام والعدل اليها تكون بحسب قرارات الشرعية الدولية فتستعيد قداستها وتكون مدينة المصالحة بكونها عاصمة الشعبين الفلسطيني والاسرائىلي وملتقى الديانات الموحدة الثلاث".