أنهى مجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك في الشرق امس اعماله التي استمرت 11 يوماً، في دير سيدة الجبل في فتقا كسروان تحضيراً للألفية الثالثة. وأصدر بياناً ختامياً تطرق الى الاوضاع في لبنانوالعراق والسودان والقدس، وتضمن جملة مخاوف ووقائع وآمال. وكان وفد من المؤتمرين يتقدمه البطريرك الماروني الكاردينال نصرالله صفير زار رئيس الجمهورية أميل لحود الذي أشاد بالمؤتمر وأعماله وأهمية استضافة لبنان له. وتلا مطران انطلياس للموارنة يوسف بشارة البيان الختامي، في مؤتمر صحافي امس، وفيه تشديد على الروابط القائمة بين الكنائس. وتطرق الى "الصعوبات والتحديات وسبل مواجهتها خصوصاً القلق الذي يساور المؤمنين على المستقبل والمصير بسبب الاوضاع السياسية والاقتصادية وتعثر السلام وتضاؤل الديموقراطية والخوف على الحرية وحقوق الانسان وكرامته، ما يدفع بالكثيرين الى الهجرة". ورأى المؤتمرون ان "مواجهة التحديات تكون بالاقتناع والوعي والالتزام الديني والوطني". وشددوا على "دور الشباب الذي تحتاج اليه الاوطان والكنائس، وعليه الا يتخلف عن تلبية النداء، وعلى دور الاسرة وتعزيز مراكز الاعداد للزواج". ولاحظوا تزايداً في عدد الفقراء والمعذبين بسبب التهجير والحروب والضائقة الاقتصادية". وعبّروا عن "ألمهم للافتقار الى السلام في أكثر من بلد من بلداننا، لان الحرب والعنف والنزاعات، على انواعها، تستنزف قوانا ومواردنا التي يجب ان نوظفها لخير شعوبنا وتقدمها، وتدمر الانسان وتقضي على المستقبل. ونحن نتوق الى سلام عادل وشامل يرفع الظلم عن شعوبنا ويعيد اليها حقوقها السليبة". ودعوا الى "احلال السلام والوفاق في السودان". وعن القدس واقتراب الألفية الثالثة، ذكروا ب"المقام الخاص الذي تحتله في قلوب المؤمنين، كمدينة مقدسة ومركز للعالم المسيحي وتراث مشترك بين المؤمنين الموحدين، فتكون بالنسبة الى جميع الناس ذوي الارادة الصالحة ملتقى سلام وعلامة ساطعة للسلام الآتي من الرب، وتشع هذه الدعوة على كل المنطقة وتجسد في المؤمنين الكاثوليك شهوداً اسخياء وانقياء غيارى وبناة سلام حقيقي". وعن القضية الفلسطينية، رأوا "انها قلب الصراع في المنطقة. ونرجو ان تجد حلها المناسب حتى ينعم الشعب بحريته كاملة، وبدولته المستقلة، فينتهي الصراع العربي - الاسرائىلي بحل كامل ونهائي في الجولان وجنوب لبنان والدول العربية كافة". وعن السلام في العراق، أفاد البيان الختامي "ان نداء أطفال العراق الذي نقله الينا ابناء الكنيسة العراقية، اثر فينا أشد الأثر. انهم يرفضون الموت جوعاً، ويريدون ان يعيشوا للسلام ويعملوا له، لذا نناشد الاممالمتحدة رفع الحصار عن العراق، المفروض عليه منذ تسع سنوات، لان الشعب هو الذي يدفع الثمن غالياً، ولا يجوز ان تقع المظالم على ابرياء". وعن لبنان، طالب المؤتمرون "بتحرير أرضه من الاحتلال ليستعيد حريته وسيادته واستقلاله التام". ورأوا "ان الضحايا التي سقطت في الجنوب وجزين بينما كنا نعقد المؤتمر، هي نموذج للضحايا البشرية الكثيرة التي سقطت منذ سنوات وللدمار الذي يحل بالارض والشعب". وأشادوا بالكنيسة والشعب في لبنان، خصوصاً "لجهة الاخاء والحوار البناء"، ملاحظاً "النهضة العمرانية التي يشهدها بعد سنوات الحرب الطويلة، وجهود السلطة الرسمية لاعادة لبنان الى وضع طبيعي ليحتل مجدداً مركزه بين الأمم".