سكوبيا، لاهاي - "الحياة"، أ ف ب - اعترفت الرئيسة السابقة لصرب البوسنة بيليانا بلافيتش أمس، بارتكاب ممارسات لا إنسانية في البوسنة، متراجعة بذلك عن مرافعتها الاولى التي رفضت فيها التهم الموجهة إليها، وذلك في إطار اتفاق مع الادعاء الذي وافق في المقابل على إسقاط كل التهم الاخرى. وفي ضوء هذا الاعتراف طلب رئيس الادعاء مارك هارمون من القاضي ريتشارد ماي إسقاط كل التهم الاخرى ضد بلافيتش، بما في ذلك جرائم الابادة والتطهير العرقي والجرائم ضد الانسانية. وأعلن القاضي أن المحكمة ستستمع ابتداء من 16 كانون الاول ديسمبر المقبل إلى حجج الطرفين. وأفادت بلافيتش التي كانت تخاطب المحكمة بواسطة خط فيديو من مكان ما في يوغوسلافيا، أنها سترافع على أساس الاعتراف بتهمة الممارسات اللاإنسانية، عبر التخطيط أو التحريض أو المساعدة بأي شكل من الاشكال على اضطهاد مسلمين وكرواتيين في عشرات المناطق في البوسنة والهرسك. وتحاكم بلافيتش لدورها خلال حرب البوسنة 1992-1995 حين كانت من أقرب المعاونين للرئيس السابق لصرب البوسنة رادوفان كاراجيتش. وقال ريتشارد ديكر من منظمة "هيومن رايتس واتش" لوكالة "فرانس برس" إن "قيامها بالترافع على أساس الاعتراف بالذنب، يمكن أن يشكل تقدمًا مهمًا للادعاء، لان لديها موقعًا فريدًا يسمح لها بتقديم إثباتات يمكن أن تكون دامغة ضد متهمين آخرين بينهم سلوبودان ميلوشيفيتش" الرئيس اليوغوسلافي السابق. وكانت بلافيتش 72 عامًا وهي استاذة علم إحياء سابقًا، سلمت نفسها طوعًا إلى محكمة الجزاء في 10 كانون الثاني يناير 2001. وقررت المحكمة بعدها إطلاق سراحها في انتظار محاكمتها. وساد الاعتقاد في بلغراد بوجود مساومة بين المحكمة وبلافيتش من أجل أن تقدم شهادة "قوية" ضد ميلوشيفيتش. وكانت بلافيتش أشرفت مع زعيم الميليشيات الصربية جيلكو راجناتوفيتش أركان الذي اغتيل قبل عامين في بلغراد، على عمليات قتل وتطهير عرقي وتشريد واسعة ضد المسلمين في مدينة بييلينا شمال شرقي البوسنة، كما أنها كانت تعتبر دائمًا من غلاة المتطرفين الصرب المقربين إلى زعيم صرب البوسنة السابق كاراجيتش المتهم من محكمة لاهاي بجرائم حرب.