يمثل المتهم الصربي بارتكاب جرائم حرب غوران ييليسيتش اليوم الاثنين أمام قضاة محكمة لاهاي وسط معلومات تشير الى أن المتهم الذي يلقب ب "هتلر الصرب"، سيكشف عن أدلة على تورط رئيسة صرب البوسنة بيليانا بلافيتش بعمليات التعذيب والقتل التي أصابت مسلمي برتشكو خلال الحرب. من جهة أخرى، تصاعدت الخلافات بين قيادات صرب البوسنة حول مكان انعقاد جلسة البرلمان التي سيؤدي اعضاء الحكومة الجديدة اليمين القانونية خلالها. وبثت وكالة "سرنا" الناطقة باسم المتشددين الصرب أمس الأحد ان "غالبية رؤساء المجموعات النيابية لبرلمان الجمهورية الصربية اتفقوا على عقد الجلسة البرلمانية المقبلة في مدينة تيسليتش شمال البوسنة الى جنوب غربي مدينة دوبوي، في 31 الشهر الجاري وان تجتمع مرة أخرى الاربعاء المقبل للتحضير لهذه الجلسة. وأعلن الحزب الاشتراكي يؤيد الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش وله 9 نواب ان نوابه سيحضرون الجلسة من دون اعتراض على مكان انعقادها". وفي الوقت ذاته، أفاد تلفزيون بانيالوكا ان الرئيسة بيليانا بلافيتش حضرت اجتماعاً مشتركاً مع رئيس الحكومة ميلوراد دوديك ونائب المنسق المدني لعملية السلام هانز شوماخير "وتم الاتفاق على اعتبار قرار عقد جلسة برلمان الجمهورية الصربية في مدينة تيسليتش غير سليم ووجوب انعقادها في مدينة بانيالوكا". ونقل التلفزيون عن شوماخير قوله "ان حكومة الجمهورية الصربية الجديدة منتخبة بطريقة شرعية وتحظى بتأييد واسع من المجتمع الدولي ومساندة كل من بلغراد والولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي". وحذر شوماخير العناصر الصربية المتشددة "من مغبة الاستمرار في ممارسات عرقلة أداء حكومة دوديك لمهماتها". ونقلت صحيفة "ناشابوريا" المستقلة الصربية الصادرة في بلغراد عن جهات مطلعة ان افادة المتهم غوران ييليسيتش الذي يمثل اليوم أمام محكمة لاهاي "ستتضمن أدلة تبرهن على الدور الذي قامت به الرئيسة بيليانا بلافيتش في جرائم القتل والتعذيب في برتشكو وعمليات التطهير في البوسنة". "هتلر الصرب" وأشارت الصحيفة الى أن ييليسيتش الذي كان يحلو له ان يدعى "هتلر الصرب" أبلغ وسائل اعلامية في أوقات سابقة ان بلافيتش "كانت المشرفة على الوضع في شمال البوسنة وان كل ما جرى في هذه المنطقة تم بإيعاز منها وأنه شخصياً كآمر معسكر لوكا للاعتقال في برتشكو كان يتلقى أوامره من بلافيتش مباشرة". وذكرت الصحيفة ان جهات دولية تسعى الى التخفيف من أهمية افادة ييليسيتش "كي لا تتعرض صدقية المجتمع الدولي الذي يدعم الرئيسة بلافيتش الى ضجة اعلامية خصوصاً وأن افادات أدلى بها سكان مسلمون غادروا مدينة بييلينا عام 1992 أكدوا ان بلافيتش شاركت قائد ميليشيات النمور الصربية مجرم الحرب جيليكو راجناتوفيتش أركان في عمليات التطهير العرقية التي حصلت في المدينة". وكانت وحدة بريطانية من القوات الدولية اعتقلت الخميس الماضي ييليسيتش قرب مسكنه في مدينة بييلينا في شمال شرقي البوسنة بناء على دعوة محكمة لاهاي بتهمة مسؤوليته في مقتل 14 مسلماً على الأقل كانوا معتقلين في معسكر لوكا في برتشكو.