ريو دو جانيرو - أ ف ب، رويترز - بدأ انصار المرشح الى الرئاسة في البرازيل لويز ايناسيو لولا دا سيلفا الاحتفال بفوزه التاريخي حتى قبل الاعلان عن النتيجة النهائية للجولة الثانية من الاقتراع امس. ونزل انصار "لولا" الى الشوارع منذ مساء اول من امس، ورقصوا على ايقاع السامبا، محتفلين بهذا الانتصار الذي يرفع للمرة الاولى الى منصب الرئاسة في البرازيل، نقابياً سابقاً وعاملاً، على حساب المجموعات السياسية السابقة التي حكمت البلاد منذ قرن. وكان دا سيلفا الملقب "لولا" 57 عاماً العامل السابق في قطاع التعدين ومؤسس حزب العمال يساري الذي يترشح لهذا المنصب للمرة الرابعة، حصل على 66 في المئة من الاصوات في الجولة الاولى، في مقابل 34 في المئة لمنافسه خوسيه سيرا 60 عاماً من الحزب الاشتراكي الديموقراطي البرازيلي اليسار الوسط الحاكم. ويمثل الفوز الذي تشير معظم التوقعات الى ان "لولا" حققه، منعطفاً مهماً يمكن وصفه بأنه ثوري في تاريخ البلاد التي يعيش فيها 170 مليون نسمة. ومن شأن وصول اول رئيس من طبقة العمال في تاريخ البرازيل، ان يحطم تقليداً كان يحصر الحكم في نخبة صغيرة من سكان الجنوب والقادة العسكريين والزعماء السياسيين منذ نزول البرتغاليين في ارض البرازيل قبل 500 عام. كما سيصبح فوزه نقطة تحول في المنطقة بأسرها. وكان "لولا" خسر في ثلاث انتخابات سابقة للرئاسة اعوام 1989 و1994 و1998، وكانت المرتان الاخيرتان امام الرئيس الحالي فرناندو انريكي كاردوسو. وعزا بعض المحللين تقدم لولا هذه المرة الى اعتدال الاتجاه الذي يسير عليه. وحصل "لولا" في اعقاب الجولة الاولى على مساندة اثنين من منافسيه هما انتوني غاروتينيو الذي حل في المرتبة الثالثة وثيرو غوميز الذي حل رابعاً. لكن سيرا لم يحقق تقدماً في اعقاب الجولة الاولى. الملف الاقتصادي لكن المستثمرين الاجانب ابدوا تفضيلهم لسيرا مرشح الحزب الحاكم طوال حملته الانتخابية. وقال المحلل الاقتصادي انتونيو ماتشادو: "يعتقد السوق ان المرشح خوسيه سيرا لديه استعداد اكبر لهذا التحرك. فقد تنبأ بالفعل بعدد من السياسات وهو ما لم يفعله المرشح لولا دا سيلفا". لكن حزب العمال ذا الاتجاه اليساري والذي ينتمي اليه لولا اكد قدرته على ادارة اقتصاد البلاد والتصدي لديونها البالغة 260 بليون دولار. وقال احد ناشطي الحزب اندري كوستا ان "حزب العمال جديد، ويمثل بديلاً قومياً اكثر اعتدالاً في هذا المناخ الشرس المصاحب للعولمة والرأسمالية". وقال بعض المحللين ان مهمة "لولا" ستكون تحويل حزبه الى مؤسسة تنتمي الى اتجاه "اليسار الجديد" يكون في وسعها ادارة اقتصاد البلاد بكفاية وتقديم خدمات اجتماعية افضل. وكان "لولا" اعلن في كلمة ألقاها في احد المهرجانات الانتخابية اخيراً ان "عامل الآلات سيقدم للبرازيل اكثر من خبير العلوم السياسية الذي يحكمها".