رغم أن السياسية المخضرمة ديلما روسيف مرشحة حزب العمال، الذي ينتمي إليه الرئيس لويس لولا دا سيلفا، لم تنل الأغلبية التي كان من شأنها أن تجنبها خوض جولة الإعادة في الانتخابات البرازيلية، بعد غد، إلا أن روسيف لا تزال تبدو المرشح الأوفر حظا للفوز، لتصبح بذلك أول امرأة تحكم البرازيل. ووضع لولا كامل ثقله وراء روسيف أثناء حملتها الانتخابية، وهو ما عرضه للانتقاد من جانب قاعدته الشعبية لكونه يقوم بهذا التكريس الفج لخليفته. ومع اقتراب موعد الجولة، بدأت الحملة تزداد شراسة، وتدنت إلى حد الاعتداء البدني على المرشحين. حصلت ديلما روسيف، 62 عاما، وهى ناشطة يسارية قديمة تلقت تدريبات على حرب العصابات في شبابها، في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية التي جرت مطلع أكتوبر الجاري، على 47 % من مجموع أصوات الناخبين، مقابل 33 % لمرشح المعارضة الاشتراكي الديمقراطي جوزيه سيرا. وتركت روسيف، وهي ابنة شاعر ورجل أعمال من مواليد بلغاريا، دراستها عندما التحقت وهي في ال 17من عمرها بجماعة معارضة خلال فترة الحكم الديكتاتوري العسكري للبرازيل. وتلقت تدريبات مسلحة شاقة على حرب العصابات قبل انضمامها إلى قيادة جبهة التحرر الوطني، ما جذب انتباه الشرطة السياسية إليها، واختفت عن الأنظار عام 1969، كما اعتقلت وتعرضت للتعذيب والاحتجاز لعامين. وأصبحت أكثر مرونة بعد إطلاق سراحها، فسعت للحصول على شهادة في الاقتصاد عام 1977، ثم عادت إلى عالم السياسة ولكن هذه المرة بالانضمام لحزب العمال. وبفضل مهاراتها السياسية، تمكنت من الصعود لعدة مناصب، كان آخرها رئيسة لهيئة العاملين بالقصر الرئاسي في عام 2005. وتملك روسيف شخصية قوية قهرت سرطان الغدد الليمفاوية، العام الماضي. ومن شأن فوزها في انتخابات الأحد المقبل أن يتبعه صراع على السلطة بين فصائل حزب العمال وبين الحزب وحلفائه. وهي متزوجة من المحامي الناشط كارولس أراوجو، ولهما ابنة واحدة. ويدعم لولا، الذي يحظى بشعبية كبيرة ولا يسمح له الدستور بخوض الانتخابات لأكثر من فترتين متتاليتين، مديرة مكتبه السابقة. وربما يضع في حسبانه العودة إلى الرئاسة مجددا في انتخابات مستقبلية. ولم يلق قراره بترشيح روسيف استحسانا كبيرا، لقلة خبرتها السياسية وتاريخها في حزب العمال نفسه. ولكن لولا، الذي أوشكت رئاسته على الانتهاء، وقف بجانبها وقال «إنها ذكية، لديها القدرة على فهم الأمور والتعلم سريعا»، وذلك حسب ديانا رينيه ¬مراسلة وكالة الأنباء الألمانية بالبرازيل. أما منافسها الرئيسي حاكم ولاية ساوباولو السابق جوزيه سيرا، فيتهمها بأنها مجرد دمية «بلا أفكار». وقال «ديلما بلا تاريخ. المرشحون هم أنا ولولا. لولا مرشح للمنصب من خلالها». ويخوض سيرا الانتخابات الرئاسية في البرازيل للمرة الثانية، وتأتي بعد ثمانية أعوام من خسارته الأولى أمام الرئيس لويس لولا دا سيلفا. ورغم ذلك، فاجأ سيرا الكثيرين عندما دفع باتجاه جولة ثانية من الانتخابات، ولا يستبعد المحللون مفاجأة أخرى، بعد يومين. ويأمل كلا المرشحين في أن يسود طقس ممطر مطلع الأسبوع المقبل حتى لا يبرح الناخبون المدن أثناء العطلة الرسمية الطويلة التي تنتهي في الثاني من نوفمبر. ورغم أن التصويت يكون إجباريا للبالغين البرازيليين، إلا أن المواطنين يمكنهم محاولة تبرير غيابهم أو دفع غرامة بسيطة. وتبلغ نسبة الامتناع عن التصويت عادة نحو 18 %. وسيكون سوء حالة الطقس حليفا لكلا المرشحين، حيث إنه سيجعل الناخبين يعودون من الشواطئ .