انضم سياسيون من مختلف الاتجاهات إلى صفوف لويز إناشيو دى سيلفا، الملقب بلولا، فيما تتزايد فرص المرشح اليساري في تحقيق فوز كاسح في الانتخابات الرئاسية المقبلة. ويستعد 115 مليون ناخب برازيلي تقريبا للتوجه إلى صناديق الاقتراع الأحد القادم لاختيار رئيس جديد للبلاد وأعضاء جدد للمجلس التشريعي. وتشير استطلاعات الرأي إلى أن لولا، مرشح حزب العمال، سيحصل حاليا على 44 بالمائة من أصوات الناخبين في إطار انتخابات الرئاسة التي يخوضها للمرة الثالثة، حيث يتفوق بنسبة 25 بالمائة على أقرب منافسيه وهو مرشح الحزب الحاكم خوسيه سيرا. وفي الحملات الانتخابية السابقة، كان خصوم لولا يلجئون إلى أسلوب التخويف من الشيوعية لاثارة المشاعر المعادية لليسار بين الناخبين. ولكن في هذه المرة طرأت ظاهرة مختلفة حيث بدا أن سياسيين من مختلف الاتجاهات قد تقبلوا فوز لولا الوشيك وصاروا يسعون لان يكونوا في صفه بدلا من أن يكونوا من المعارضين له. وقال كارلوس أوجستو مونتينجرو رئيس المعهد البرازيلي لاستطلاعات الرأي والاحصاءات في تعليقات نشرت يوم الجمعة الماضي إن لولا على مبعدة خطوتين (اثنين بالمائة) من حسم نتيجة الانتخابات في الجولة الاولى. وقد خرج بالفعل العديد من السياسيين الذين ينتمون إلى حزب الحركة الديموقراطية البرازيلية، الذي ينتمي إليه مرشح الحزب الحاكم خوسيه سيرا، عن صفوف حزبهم، وأعلنوا تأييدهم للولا. وتخلت النقابات التي كانت تدعم مرشحا آخر هو وزير المالية السابق سيرو جوميز، عن مرشحها لصالح لولا. كما أعلنت روزينا سارني المرشحة الانتخابية السابقة التي تنتمي للمحافظين والتي انسحبت من السباق الانتخابي في وقت سابق هذا العام بعد اتهامها بالفساد أنها تؤيد الآن الرجل الذي كان فيما سبق هدفا لانتقاداتها السياسية. وأثار إعلان سارني رد فعل غاضبا من جانب خورجي بورنهاوزن رئيس حزب الجبهة الليبرالية الذي تنتمي إليه وقال أن هذا الاعلان يتعارض مع أي منطق حيث أن حزب العمال وحزب الجبهة الليبرالية هما خصمان. غير أن بورنهاوزن أقر بأن موجة لولا تجتاح البرازيل. وكتب المحلل السياسي بدرو دو كوتو في صحيفة جورنال دو برازيل قائلا لقد حان وقت لولا. وشبه دو كوتو لولا بالاشتراكي الشيلي سلفادور ألندي في عام 1970 والفرنسي فرانسوا ميتران في عام 1981. كما يقول خبراء استطلاعات الرأي أن بإمكان لولا أن يستفيد من نمط التصويت الذي لوحظ لدى الناخبين الذين لم يتخذوا قرارهم بعد والذين في اللحظة الاخيرة ينساقوا وراء التيار ويصوتون لصالح المرشح صاحب أعلى فرص في الفوز. ولكن خصومه لا يزالون يعتمدون على أن لولا، الذي تعهد بحكومة موسعة تتحالف مع كبار رجال الاعمال والنقابات العمالية والمستثمرين والمصرفيين، سوف يتعثر خلال مناظرة تليفزيونية تجري قبل إجراء الانتخابات بثلاثة أيام. ويعتزم خوسيه سيرا أن يكيل الهجوم إلى لولا من منطلق إنه لا يمكنك إدارة شئون دولة بالسلام والحب. ويرغب جوميز في العزف على وتر إخفاق الرئيس الارجنتيني الاشتراكي السابق فيرناندو دي لاروا الذي أرغم على الاستقالة العام الماضي في ظل أعمال شغب عنيفة اندلعت في الشوارع وأزمة اقتصادية، قائلا أن لولا يسير على نهج دي لاروا. ويحاول أنتوني جاروتينو، وهو اشتراكي آخر، إقناع الناخبين أن لولا في حقيقته ليس كما يبدو. غير ان حظوظ لولا تظل هي الافضل، ويبدو ان الازمة الاقتصادية في البرازيل دفعت الكثيرين للتحول في اتجاه اليسار خوفا من تكرار كارثة الارجنتين..