نجحت "السلطة الحكومية للتنمية ومكافحة الجفاف" ايغاد أمس في حمل الأطراف الصومالية المتحاربة على توقيع اتفاق مبدئي لوقف النار والأعمال العدائية المستمرة في ما بينها منذ أكثر من عقد، وعلى تشكيل لجنة فنية تمثل كل الأطراف لوضع جدول أعمال لمحادثات سلام في مقدمها تشكيل حكومة فيديرالية. لكن ممثل "جمهورية أرض الصومال" في لندن عثمان أحمد حسن أكد أمس ل"الحياة" ان هذه "الجمهورية"، المعلنة من جانب واحد في شمال غربي البلاد، لم تتلق أساساً دعوة للمشاركة في المفاوضات الصومالية التي بدأت في 15 من الشهر الجاري في بلدة الدوريت الكينية. وأشار الى أن "حكومته" مستعدة للتفاوض مع جنوبالصومال في حال نجح في تشكيل حكومة مركزية موحدة. وأكد عدد من المشاركين في المحادثات في اتصالات هاتفية اجرتها "الحياة" بالدوريت 300 كلم شمال غربي نيروبي، ان اكثر من 30 فصيلاً صومالياً وقع الى جانب الحكومة الانتقالية الصومالية، التي تشكلت في آب اغسطس 2000، اتفاقاً مبدئياً يعتبر المرحلة الاولى نحو اتفاق سلام شامل. واوضحت المصادر نفسها "ان الاتفاق ينص على وقف القتال والاعمال العدائية في كل انحاء الصومال، وتشكيل حكومة فيديرالية في مرحلة لاحقة بعد تشكيل لجنة فنية تضع جدول اعمال لمحادثات سلام، واخرى لصوغ الدستور، وثالثة لبرنامج نزع السلاح". وقالت ان البند الثالث من الاتفاق الموقع امس، ينص على "التعاون مع المجتمع الدولي في مكافحة الارهاب. واكد مسؤول في "مجلس المصالحة والاصلاح الصومالي" الذي يتزعمه حسين عيديد، ان خلافاً حصل في بداية الاجتماعات على الصفة التمثيلية للحكومة الانتقالية التي يريد معارضوها ان تشارك كطرف في النزاع وليس كحكومة. واضاف انه جرى الاتفاق على مشاركة الحكومة بصفتها ممثلة برئيس الوزراء حسن ابشر فارح، في مقابل ان تتثمل كل الكيانات التي تأسست في مختلف الاقاليم الصومالية بصفتها كيانات امر واقع مثل حكومة "بلاد بونت" التي اعلنت حكماً ذاتياً برئاسة العقيد عبدالله يوسف في شمال شرقي البلاد، وغيرها من الكيانات في جنوبالصومال وغربه. ويعني ذلك اعترافات متبادلة من كل طرف بالآخر، فصيلاً كان ام حكومة او كيانياً. وكان لافتاً ان الجامعة العربية كانت ممثلة ولديها مكتب دائم للمرة الاولى في مقر المفاوضات، ووقعت على الاتفاق الى جانب ممثلين عن كل من الولاياتالمتحدة والامم المتحدة والاتحاد الاوروبي والاتحاد الافريقي. ومن المقرر ان يقيم الرئيس الكيني دانيال آراب موي لمناسبة الاتفاق احتفالاً لزعماء الفصائل الصومالية الخميس المقبل.