يبدي رئىس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري ثقة تامة بأن مؤتمر "باريس -2" المخصص لمساعدة لبنان في التغلب على اعباء المديونية العامة، حاصل لا محالة في غضون اسابيع معدودة. رافضاً البوح بأسباب تفاؤله في عقده وفي نتائجه. وأشار الحريري امام زواره الى ارتياحه الشديد الى النتائج الايجابية جداً للقاءاته مع كبار المسؤولين في المملكة العربية السعودية مكتفياً بالقول لدى سؤاله عن سر تفاؤله: "انتظروا النتائج وسترون ان مصدر تفاؤلنا مقرون هذه المرة بخطوات عملية". وأكد رئىس الحكومة انه يستعد لجولة على عدد من دول الخليج نهاية الاسبوع تستمر حتى الاثنين، يرافقه فيها وزير المال فؤاد السنيورة، وتشمل الكويتوالبحرين والإمارات العربية المتحدة بعدما ابدى كبار المسؤولين فيها استعدادهم للتعاون لانجاح "باريس -2". واتفق الحريري امس مع وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي في اتصال هاتفي على ان يتوجه السنيورة الاثنين الى مسقط لعقد اجتماعات مع المسؤولين فيها نظراً الى وجود السلطان سعيد بن قابوس خارج العاصمة. وعلمت "الحياة" ان الحريري تبلغ من بن علوي استعداد بلاده للتعاون والمشاركة في "باريس -2". ويستكمل الحريري جولته في الاسبوع الاول من الشهر المقبل، فيزور دولة قطر للاجتماع بأميرها الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني. وعن امكان الدعوة الى عقد "باريس -2" قبل ان يقر المجلس النيابي مشروع قانون الموازنة للعام المقبل والتصديق عليه، قال الحريري: "لا اظن ان هناك مشكلة، والأمور ماشية ولن تكون صعوبات مع صندوق النقد الدولي او البنك الدولي ما دامت الحكومة ملتزمة بالأرقام الواردة في الموازنة، والمدعومة من رئيسي الجمهورية اميل لحود والمجلس النيابي نبيه بري وعدد من الكتل النيابية على رأسها اللقاء الديموقراطي النيابي بزعامة وليد جنبلاط". ولفت الى ان الالتزام بالموازنة، سيؤكد صدقية الحكومة واحترامها لوعودها امام المجتمع الدولي، مبدياً ارتياحه الى علاقته بلحود وبري، ناقلاً عن رئىس الجمهورية الذي التقاه امس فور عودته من السعودية، تفاؤله بمستقبل لبنان. وعن امكان زيارته عدداً من دول المجموعة الاوروبية قال الحريري: "اذا كانت ضرورية فلا مانع، وكنت بحثت مع رئىس وزراء بلجيكا على هامش القمة الفرنكوفونية قضية مشاركة بلاده في "باريس -2" فأبدى موافقته، وكذلك الحال بالنسبة الى رئىس وزراء كندا جان كريتيان". وكشف الحريري - بحسب الزوار - ان الرئىس الفرنسي جاك شيراك يتولى شخصياً الاتصالات بقادة المجموعة الاوروبية وسيكون حضورها "باريس -2" على جدول اعمال اجتماع قريب لها. وأوضح ان الجاهزية لحضور "باريس -2" شبه مكتملة وان تحديد موعده النهائي يتوقف على اختيار التوقيت الذي يتيح لجميع المدعوين المشاركة من دون ان تكون لديهم ارتباطات اخرى، ولا عوائق امام الخطوة سوى اكتمال التحضيرات اللوجستية. ورفض الحريري تسليط الاضواء على الارقام المالية التي يتطلع لبنان للحصول عليها، لاعادة جدولة الدين العام، مفضلاً ترك المسألة للمؤتمر. وعلمت "الحياة" ان المدعوين الى مؤتمر "باريس -2" هم: الولاياتالمتحدة الاميركية، وعن المجموعة الاوروبية: فرنسا، بريطانيا، ألمانيا، اسبانيا، بلجيكا، ايطاليا، وعن المجموعة العربية: المملكة العربية السعودية، الكويت، الامارات العربية المتحدة، البحرين، سلطنة عمانوقطر. كما يحضر اليابان وماليزيا، إضافة الى البنك الدولي وصندوق النقد الدولي.