باريس، موسكو، بروكسيل، غزة - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - نددت فرنسا بمقتل الفلسطينيين اول من امس في رفح حيث اطلقت القوات الاسرائيلية النار على مدرسة وعدد من المنازل مما ادى الى سقوط ستة قتلى بينهم طفلان، ودعت اسرائيل الى "وقف العمليات العسكرية في المناطق الفلسطينية". وقالت الناطقة المساعدة باسم وزارة الخارجية الفرنسية سيسيل بوزو دي بورغو ان "مثل هذه الاعمال الاسرائيلية لا تكفل تهدئة الاوضاع الضرورية لحلحلة الوضع القائم، وتلحق الضرر بجهود السلام التي يبذلها المجتمع الدولي". واضافت ان ما حصل في رفح "نتج مرة اخرى عن تمادي الجيش الاسرائيلي في استخدام القوة ضد المدنيين الفلسطينيين وفي منطقة مكتظة". واشارت الى ان هذه الممارسات "تتنافى مع بنود معاهدة جنيف الرابعة التي تفرض على الدول العمل لحماية المدنيين". ودانت روسيا امس الجمعة الاستخدام "غير المتكافئ" للقوة للجيش الاسرائيلي، وجاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية ان موسكو "اذ تدين بحزم الاعمال الارهابية التي ينفذها متطرفون، تنظر بقلق كبير الى العمليات غير المتكافئة التي تنفذها القوات الاسرائيلية في المناطق الفلسطينية المكتظة، والتي تؤدي الى خسائر غير مبررة بين المدنيين". وتابعت الوزارة ان "الفرصة الوحيدة للخروج من الطريق المسدود في العلاقات الاسرائيلية الفلسطينية هي العودة الى الحوار". وترعى روسيا رسمياً إلى جانب الولاياتالمتحدة عملية السلام في الشرق الاوسط، وتشارك في اللجنة الرباعية حول الشرق الاوسط التي تضم ايضا الاتحاد الاوروبي والولاياتالمتحدة والامم المتحدة. وأعربت الولاياتالمتحدة عن "غضبها" بعد مقتل الفلسطينيين بنيران الدبابات الاسرائيلية، وفق ما اوردت الصحافة الاسرائيلية امس. وكتبت صحيفة معاريف "الولاياتالمتحدة غاضبة من اسرائيل بسبب القتلى المدنيين" الفلسطينيين، في حين نشرت صحيفة "يديعوت احرونوت" نقلاً عن مسؤولين اميركيين قولهم: "انكم الاسرائيليين تزعجوننا مرة جديدة". وصدرت عن الولاياتالمتحدة مراراً خلال الاشهر الماضية انتقادات حازمة لمقتل مدنيين فلسطينيين في عمليات اسرائيلية، ولا سيما بعد عملية خان يونس التي اوقعت 17 قتيلاً ليل السادس الى السابع من تشرين الاول اكتوبر، والغارة الجوية على غزة التي استهدفت زعيماً عسكرياً في حركة المقاومة الاسلامية "حماس" والتي اسفرت عن 17 قتيلاً بينهم تسعة اطفال في 22 تموز يوليو. وتعتبر الولاياتالمتحدة ان هذه الحوادث تعيق مساعيها من اجل تشكيل ائتلاف لشن حملة عسكرية محتملة على العراق المتهم بحيازة اسلحة دمار شامل. وأفادت صحيفتا "معاريف" و"يديعوت احرونوت" ان وزير الخارجية الاميركي كولن باول طلب "توضيحات" حول هذه المسألة خلال لقائه الخميس مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون في واشنطن. غير ان السفير الاسرائيلي في واشنطن داني ايالون اوضح في تصريح الى الاذاعة العامة الاسرائيلية انه "لم يتم التطرق اطلاقاً الى هذه المسألة" خلال اللقاء. وقال مسؤول اسرائيلي لدى عودة شارون الى اسرائيل صباح امس ان "الجيش الاسرائيلي هو اكثر جيوش العالم احتراماً للقيم الاخلاقية. فهو يبذل كل ما هو ممكن لتجنب اصابة المدنيين، وان استلزم الامر تعريض جنوده للخطر". في كوبنهاغن اعلنت الرئاسة الدنماركية للاتحاد الاوروبي ان الاتحاد "يأسف للأحداث"، وطالب الاتحاد الاوروبي في بيان ب"حماية المدنيين والحفاظ على حياتهم، سواء كانوا اطفالاً او بالغين". ودعا البيان الطرفين الى التوقف عن "اللجوء الى العنف من الجانب الفلسطيني والافراط في الاجراءات العسكرية" من الجانب الاسرائيلي لاحتواء اعمال العنف. وأكد الاتحاد الاوروبي انه "ينبغي الا تستخدم المدارس والمساكن لتنفيذ اعمال عنف والا تستهدفها القوات العسكرية".