"الانفجار الصغير" هو الرمز السري للعملية العسكرية التي ذكرت تقارير اسرائيلية ان استراتيجيين في حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي وضعوا تصوراً لها، بناء على معلومات ومعطيات اسرائيلية، ويعتزم رئيس الوزراء ارييل شارون تنفيذها فور عودته من أوروبا، وهو يبدأ جولة الاسبوع المقبل، أما هدفها فتحويل الشعار الفلسطيني "غزة أولاً" الى "غزة أولاً وأخيراً"، والقضاء على نفوذ الرئيس ياسر عرفات في الضفة الغربيةوالقدس. وتحفظ مسؤولون في الاتحاد الأوروبي في بروكسيل اتصلت بهم "الحياة" عن التعليق على هذه التقارير لكنهم أكدوا مخاوفهم "من تطور خطير في المنطقة" ومن "إمكان تنفيذ الهجوم المكثف الذي يعد له شارون، وكشف عنه النقاب وزراء في حكومته". في غضون ذلك شيع عشرات الآلاف من الفلسطينيين أمس مسؤول ملف القدس في منظمة التحرير الفلسطينية فيصل الحسيني يتقدمهم عرفات. واحتل الفلسطينيون في هذه المناسبة القدسالشرقية طوال بعد ظهر أمس راجع ص 4. وأفادت صحيفة "يديعوت احرونوت" امس، نقلاً عن مصادر عسكرية في حلف شمال الأطلسي، ان استراتيجيين من الحلف وضعوا سيناريو الحرب المقبلة، بناء على تقارير ومعلومات حصلوا عليها من اسرائيل، وأعطوه الرمز السري "الانفجار الصغير"، وأضافت الصحيفة ان سيناريو مماثلاً بتفاصيله موجود في مكتب المسؤول الأوروبي للشؤون الخارجية كريس باتن. وجاء في السيناريو ان وقف النار الذي أعلنه شارون سينتهي مفعوله فور عودته الاسبوع المقبل من جولته الأوروبية: "وقد تنفجر الأوضاع قبل ذلك إذا نفذ الفلسطينيون عملية عسكرية ناجحة". وفي تصور الأطلسي، حسب الصحيفة، فإن الجيش الاسرائيلي سيفرض طوقاً أمنياً شاملاً، براً وبحراً وجواً على غزة، وسيقتحم مناطق السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية ويحتل قلقيلية وطولكرم وبيت لحم وشمال الخليل. وتوضح صحيفة "معاريف" الخطة أكثر فتكتب ان هدف شارون النهائي هو حصر السلطة الفلسطينية في غزة. و"سنرى في ما بعد ماذا سنفعل بيهودا والسامرة الضفة الغربية فقد نبحث في وضعهما بعد 10 أو 15 سنة". وتضيف الصحيفة ان شعار "غزة أولاً" سيتحول، حسب الخطة، الى "غزة فقط". وتزيد الصحيفة ان "اسرائيل تتحرك الآن بذكاء، ويتم تحركها بتواطؤ بين شارون وبن اليعيزر وموفاز"، بهدف إضعاف مؤسسات السلطة الفلسطينية الواحدة بعد الأخرى، بالاضافة الى "القضاء على المسؤولين أو إضعاف نفوذهم من خلال قطع مواردهم". وكشفت مصادر اسرائيلية ان هناك اتفاقاً اسرائيلياً - أميركياً يقضي بتجزئة "توصيات ميتشل"، وأن أي إخلال بتنفيذ أي جزء يعني وقف العمل فيه. ولأن شارون يعرف تماماً أن عرفات لن يستطيع وقف الانتفاضة بمجرد الدعوة الى ذلك، فهو يراهن على أن الجزء الأول من التوصيات لن ينفذ بدقة، إذ لا بد أن يعمد هذا الفصيل الفلسطيني أو ذاك الى خرق الاتفاق على "وقف العنف". وحينها سيعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي أن الفلسطينيين، وعرفات شخصياً، أخلوا بتعهداتهم، ويستغل ذلك دولياً لتنفيذ مخططه. ويتطرق سيناريو "الانفجار الصغير" الى رد الفعل العالمي المتوقع على العملية، فيشير الى أنه باستثناء التنديد ستطلق الولاياتالمتحدة وبريطانيا والمانيا يد شارون. أما مصر والأردن فأقصى ما تستطيعانه هو قطع العلاقات مع تل أبيب وقد تحرك مصر وحدات عسكرية في سيناء. ولم يستطع واضعو السيناريو التنبؤ برد الفعل السوري "لكنهم يعتبرون أن العمليات العسكرية الاسرائيلية لن تؤدي الى حرب شاملة".