عكست الصحف الاسرائيلية امس الخميس الشعور بان قمة العقبة شكلت منعطفا رئيسيا وخرجت بعناوين عريضة تمحورت حول تصريح الرئيس الاميركي جورج بوش ان الارض المقدسة يجب ان يتقاسمها الاسرائيليون والفلسطينيون.واحتلت مقولة بوش صدر صفحات يديعوت احرونوت ومعاريف وهآرتس. ويأخذ هذا التصريح بعدا اكبر اذ انه جاء بعد 36 عاما يوما بيوم من الحرب الاسرائيلية الخاطفة في حزيران/يونيو 1967 التي مكنت الكيان الاسرائيلي بدعم مباشر من الولاياتالمتحدة من السيطرة على غور الاردن ومرتفعات الجولان وسينا و الضفة الغربية وقطاع غزة وضم القدسالشرقية وبها القدس الشريف ويريد الفلسطينيون بدعم من الدول الاسلامية اعلانها عاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة. وكتبت صحيفة يديعوت احرونوت الواسعة الانتشار تقول في الذكرى السادسة والثلاثين لحرب الايام الستة المعروفة في ادبيات السياسة الفلسطينية والعربية بذكرى النكسة تقول ان القادة (الاسرائيليون والفلسطينيون) تعهدوا بتسوية النزاع الدامي اخيرا. وعنونت صحيفة يديعوت احرونوت، في العقبة اسست دولة فلسطين ونشرت صورة تظهر الرئيس الاميركي جورج بوش مع رئيسي الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون والفلسطيني محمود عباس يبتسمون ويلوحون معا بايديهم في ختام القمة. وعنونت معاريف من جهتها شارون: كل شيء رهن بهم (الفلسطينيون) مشددة على الالتزام الرسمي الذي قطعه عباس لوضع حد للانتفاضة المسلحة. ونشرت الصحيفة صورة لبوش وشارون وعباس جالسين بارتياح في مقاعد في ظل اشجار النخيل في قصر الملك عبد الله الثاني عاهل الاردن في العقبة. وكتب وزير الخارجية الاسرائيلي السابق العمالي شيمون بيريز احد مهندسي اتفاقات اوسلو الاسرائيلية الفلسطينية (1993) في مقال نشرته يديعوت احرونت في صفحتها الاولى انه استشف في تصريح عباس لهجة المصالحة الصادقة. واضاف بيريز اعلن ابو مازن مستخدما لغة عربية بسيطة وواضحة من دون مواربة نهاية الحرب الفلسطينية على اسرائيل، اي انتفاضة الاقصى، الانتفاضة التي حصدت ثلاثة الاف قتيل وملأت مقابر الشعبين. ومضى بيريز يقول ابو مازن لم يحاول ان يظهر بمظهر الزعيم الكبير او الخطيب المفوه. لقد ارتدى بزة رمادية اللون وربطة عنق لا تتماشى معها ونظارتين قديمتي الطراز. لم يحاول ايجاد تبريرات للارهاب الذي يلجأ اليه شعبه ولم يتهم اسرائيل به ايضا. قام بشيء نادر: اقر بالوقائع وتحمل مسؤولياته وتوقف عن لعب دور الضحية الدائمة. واضاف ابو مازن حدد من دون تردد الارهاب على انه مخالف للمبادئ الاخلاقية لشعبه وعدو شعبه والغى تاليا من دون خوف او مواربة التمييز الذي لا يطاق القائم في الرأي العام العربي واليسار الاوروبي، بين الارهاب السيء والمقاومة المسلحة التي يبررها الاحتلال.واعرب الوزير الاسرائيلي السابق عن اقتناعه ان شارون اتخذ قرارا لا رجعة فيه للتوصل الى تسوية سياسية بعزم سيفاجئ العرب.وختم بيريز متسائلا او ليس شارون المسؤول الاسرائيلي الوحيد الذي له خبرة على الارض في ازالة مستوطنات في مقابل السلام؟. ففي اعقاب اتفاقية السلام المصرية-الاسرائيلية العام 1979 التي اعادت بموجبها اسرائيل سيناء الى مصر امر ارييل شارون وزير الدفاع في حكومة مناحيم بيغن في حينه، الجيش الاسرائيلي باخلاء ياميت وهدمها وهي اكبر مستوطنة اسرائيلية في سيناء.