سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
معلقون لفتوا الى "خدمة جليلة" أسداها بوش لاسرائيل بإعرابه عن ثقته في اقتصادها . الاسرائيليون يرون أن "خريطة الطريق" الأميركية جاءت بتنسيق مع شارون وتتبنى استراتيجيته
اعتبر أبرز كتبة الأعمدة في الصحف العبرية "خريطة الطريق" لاستئناف العملية السلمية في الشرق الأوسط والتي سيحملها مساعد وزير الخارجية الاميركي ويليام بيرنز في زيارته الوشيكة للمنطقة نسخة طبق الأصل لرؤية الرئيس الاميركي جورج بوش للدولة الفلسطينية العتيدة التي عرضها في خطابه الشهير في حزيران يونيو الماضي وأشاروا الى ان الحديث عن "مبادرة جديدة" ليس سوى ضريبة كلامية دفعتها الولاياتالمتحدة لإرضاء العرب والأوروبيين وكسب تأييدهم للمخطط الأميركي لضرب العراق. ولفت المعلقون الى حقيقة تماهي موقف الادارة الاميركية مع السياسة الاسرائيلية المتشددة التي يقودها رئيس الحكومة ارييل شارون. تشترط التسوية السلمية المقترحة في مرحلتها الأولى، حسب الصحف الاسرائيلية، اتخاذ الفلسطينيين اجراءات امنية كفيلة بوقف تام للعنف وادخال اصلاحات على السلطة الفلسطينية "تستهدف إضعاف مكانة الرئيس ياسر عرفات" في مقابل ان تقوم اسرائيل ب"خطوات انسانية" للتخفيف من الحصار التجويعي لأكثر من ثلاثة ملايين فلسطيني. وتفترض "الخريطة" ان يتم الانتهاء من هذه المرحلة منتصف العام المقبل لتليها المرحلة الثانية التي تشمل انتخابات فلسطينية جديدة وعقد مؤتمر دولي للسلام يقود الى اعلان قيام دولة فلسطينية ذات حدود موقتة حتى صيف العام 2004 ثم المرحلة الثالثة التي تشمل مفاوضات الحل الدائم وبحث المسائل الشائكة مثل القدس واللاجئين وتمتد حتى صيف العام 2006. ونقلت صحيفة "هآرتس" عن مصدر اسرائيلي رفيع المستوى قوله ان اسرائيل تقبل، مبدئياً، بمسودة "الخريطة" لأنها تتحدث عن جدول زمني مرن ثم انها تقوم على المبدأ الذي حدده شارون باشتراط التقدم ب"الاختبار على أرض الواقع". اضاف انه يتوقع ان تتم الدعوة لعقد المؤتمر الدولي في خريف العام المقبل لتمكين شارون من الحديث عن "انجاز سياسي" عشية الانتخابات البرلمانية في اسرائيل. وقال المعلق بن كسبيت لاذاعة الجيش ان المبادرة الجديدة تتبنى عملياً الاستراتيجية التي وضعها شارون منذ تسلمه منصبه واشتراطه أي تقدم في المسار التفاوضي ب"وقف تام للعنف وتوحيد الأجهزة الأمنية الفلسطينية". اضاف ان هذه الاستراتيجية "التي نجحت" تقوم ايضاً على أن يقول شارون "نعم" لأي مبادرة اميركية "لكنه في الوقت نفسه، كما الحال بالنسبة الى خريطة الطريق، يحرص على توفير منافذ للهرب والتهرب عندما تقتضي الضرورة". وكتب ناحوم بريناع ان شارون فضل ان يزعم امام مضيفيه انه لم يطلع على تفاصيل الخريطة على رغم اطلاع مساعديه عليها، ليبقي لنفسه مساحة للمناورة وللتحفظ عنها عندما يصل بيرنز الى اسرائيل. وتابع بريناع ان الخريطة المقترحة "لا تهدف الى تحقيق اتفاق اسرائيلي فلسطيني بقدر ما تهدف الى تحسين صورة الولاياتالمتحدة في الدول العربية الصديقة" لتتظاهر الولاياتالمتحدة بأنها لا تعمل من اجل اطاحة النظام العراقي فحسب، انها ايضاً لتحسين اوضاع الفلسطينيين لافتاً الى ان شارون وعد بمنح "تسهيلات" للفلسطينيين ودرس امكان الافراج عن اموال للسلطة الفلسطينية تبلغ نحو بليون دولار تحتجزها اسرائيل منذ اكثر من عامين مشترطاً تنفيذ ذلك بوجود آلية رقابة اميركية لفحص كيفية صرف هذا المبلغ. وكتب المعلق الوف بن في "هآرتس" يقول ان الادارة الاميركية اقرت "خريطة الطريق" لاحياء العملية السياسية بعد ان نسقتها مع شارون "الذي تم اغراؤه بمؤتمر سلام في خريف العام المقبل، يمكن ان يساعده في الانتخابات ومن خلال تأجيل التنازلات الاسرائيلية الى ما بعد انتهاء الانتخابات". ولفت المعلقون الى تطرق الرئيس الاميركي جورج بوش، خلال المؤتمر الصحافي المشترك مع شارون، الى الاوضاع الاقتصادية في اسرائيل ورأوا في اعلانه تجديد ثقته بالاقتصاد الاسرائيلي مساعدة جليلة لشارون حيال تهديدات شركات تدريج الاعتمادات المالية العالمية بخفض تدريج اسرائيل. واعتبر بارنياع هذا التصريح لفتة بالغة الاهمية من الرئيس الاميركي تخفف من القلق الذي يساور المسؤولين الاسرائيليين خصوصاً في وقت يتوقع فيه خبراء الاقتصاد الاسرائيليون ان تكون السنة الحالية الاسوأ في تاريخ اسرائيل منذ العام 1953، اقتصادياً. وقالت اذاعة الجيش ان "تنازل" شارون عن الاموال المستحقة للسلطة الفلسطينية لا يساوي شيئاً مقابل الكلمات التي اطلقها بوش دعماً للاقتصاد الاسرائيلي وهي كلمات تساوي بلايين الدولارات". ولعل ما كتبه المعلق في "معاريف" شالوم يروشالمي افضل اجمال لنتائج زيارة شارون لواشنطن: "علّمنا جورج بوش، مرة أخرى، ان بمقدوره ان يلقي الخطاب المركزي في مؤتمر حزب "ليكود"، الاسبوع المقبل، بدلاً من شارون. فقد هاجم ثانية صدام حسين بأشد الكلمات ووقف الى جانب اسرائيل في حربها ضد "حزب الله"، وعبر عن ثقته بالاقتصاد الاسرائيلي ليعزز صورتنا المهزوزة في العالم. انه على استعداد لتحويل أموال للسلطة فقط في حال تم ضمان عدم صرفها على الارهاب. انه الموقف ذاته الذي تبناه بنيامين نتانياهو القائل: يعطوننا فنعطيهم".