قتلت جماعة مسلحة 15 قروياً وجرحت عدداً آخر غير محدد في اعتداد نقذته ليل الثلثاء - الأربعاء في منطقة نائية تدعى بقعة الحجاج في بلدية الحجاج التابعة لدائرة أولاد بن عبدالقادر الواقعة على بعد حوالى 22 كلم جنوب مدينة الشلف 250 كلم غرب الجزائر. وأفادت مصادر محلية ان الضحايا من طلبة المدارس الدينية في إحدى الزوايا القرآنية في المنطقة، وقتلتهم جماعة يُعتقد بانها تابعة ل"الجماعة الإسلامية المسلحة" التي يتزعمها أبو تراب الرشيد والتي تنشط إحدى كتائبها على المحور الجبلي الذي يربط سلسلة الونشريس بسهل متيجة. ونقلت "وكالة الانباء الجزائرية" الرسمية عن مصادر أمنية تأكيدها أن مجموعة إسلامية مسلحة "مجهولة العدد" دهمت قرابة العاشرة والربع ليلاً المدرسة الدينية حيث كان طلبة القرآن على فراشهم، ثم فتحت النار عليهم ببرودة شديدة. ولم يخرج عناصرها سوى بعد التأكد من القضاء على كل من كان في الداخل وعددهم 13 طالباً. وطارد عناصر المجموعة طالبين حاولا الفرار وأطلقوا عيارات نارية عليهما فأصيب احدهما بجروح ونقل الى مستشفى الشلف، فيما نجا الآخر. وأُفيد ان تدخل قوات الدفاع الذاتي رجال المقاومة الذين كانوا غير بعيدين عن المكان جنّب سقوط ضحايا آخرين في الحي نفسه. وأوردت الوكالة ان قرويين آخرين قُتلا بالسلاح الابيض في حدود الثامنة من الليلة نفسها في شرق بلدية أولاد بن عبدالقادر في مكان يُعرف ب"القنطرة الزرقاء" عند مفترق طرق يربط بين المناطق الريفية المؤدية الى جبال الونشريس. وفي رسالة عاجلة إلى شيخ "زاوية الحجاج" الشيخ الحاج عباد، أوضح وزير الشؤون الدينية والأوقاف السي أبو عبدالله غلام الله أن الذين كانوا وراء هذا الإعتداء المسلح الذي راح ضحيته حفظة القرآن الكريم "لا يعرفون للدين سبيلاً ولا يسمعون لله حديثاً، وهم الذين يريدون ضرب الإسلام بالجزائر وفي الجزائر". ووصف الإعتداء المروع الذي هز هذه المنطقة النائية ب"الجريمة الشنيعة". وكانت جماعة مسلحة قتلت العام الماضي ستة من طلبة العلم في ضواحي ولاية وهران 400 كلم غرب. وأصدر "أمراء الجماعة الإسلامية المسلحة" في السنوات الماضية فتاوى تحلل دم طلبة العلم لإعتقادهم بأنهم منحرفون عن المنهج الإسلامي، بحسب فهمهم له، ولمعارضتهم العمليات المسلحة وأعمال العنف. مقتل عسكريين وقتل خمسة جنود واصيب خمسة آخرون بانفجار قنابل عدة خلال عملية تمشيط قامت بها وحدات تابعة الجيش الجزائري في معاقل الجماعات المسلحة في منطقة ثنية العابد في ولاية باتنة 400 كلم جنوب شرق الجزائر. ويأتي هذا التصعيد في أعمال العنف بعد يومين فقط من تصريحات أدلى بها الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة أعرب فيها عن اقتناعه بأن الإعتداءات التي تقوم بها الجماعات المسلحة هي "نوبة جنونية من يأس هذه العصابات التي هي في سياق الإنقراض والفناء". وكانت قوات الأمن استطاعت شل نشاط الجماعات المسلحة خلال الإستحقاقات المحلية التي جرت الخميس الماضي والتي لم تسجل فيها للمرة الأولى منذ أعوام أي أعمال عنف. وتشير تقديرات غير رسمية الى مقتل أكثر من 1200 شخص منذ بداية العام الجاري بينهم نحو 60 شخصاً خلال الأسبوعين الأولين من تشرين الأول أكتوبر الجاري. على صعيد آخر، سجلت، مساء الثلثاء، إضطرابات وأعمال شغب في ولايات عدة بسبب لجوء ولاة إلى تنصيب رؤساء البلديات الجدد الذين وُجّهت الى بعضهم اتهامات بتزوير صناديق الإقتراع. وهاجم عشرات الشباب الغاضبين المباني الحكومية في بلدية بدرالدين في ولاية سيدي بلعباس 400 كلم غرب ودائرة سيقوس في ام البواقي 500 كلم شرق وفي ميلة وخنشلة شرق البلاد. واعتُقل نحو 50 شاباً خلال هذه التظاهرات التي قطعت فيها الطرقات بواسطة المتاريس. ويتوقع أن تتواصل هذه الحركة الإحتجاجية في حال تأخر المجلس الدستوري في اعلان نتائج الطعون التي رفعتها الأحزاب. في غضون ذلك، طالبت حركة مجتمع السلم التي يتزعمها السيد محفوط نحناح بضرورة إطلاق زعيم حركة العروش السيد بلعيد أبريكة وأيضاً كل المعتقلين السياسيين سواء في منطقة القبائل أو من ناشطي الجبهة الإسلامية للإنقاذ المسجونين. وأعلنت رفضها نتائج الإنتخابات الأخيرة التي قالت أنها كانت "مبرمجة". ودعت الحكم إلى رفع حال الطوارئ. وهذا رد الفعل الرسمي الأول الذي يصدر عن قيادة الحركة بعد إعلان نتائج الإستحقاقات المحلية التي جرت الخميس قبل الماضي. ويلاحظ أن المطالبة بالإفراج عن السيد أبريكة يأتي في سياق تردي العلاقة بين حركة مجتمع السلم ودوائر نافذة في الحكم.