وفاة الملحن محمد رحيم عن عمر 45 عاما    مصر.. القبض على «هاكر» اخترق مؤسسات وباع بياناتها !    ترامب يرشح سكوت بيسنت لمنصب وزير الخزانة    حائل: دراسة مشاريع سياحية نوعية بمليار ريال    «موديز» ترفع تصنيف السعودية إلى «Aa3» مع نظرة مستقبلية مستقرة    الاتحاد يتصدر ممتاز الطائرة .. والأهلي وصيفاً    "بتكوين" تصل إلى مستويات قياسية وتقترب من 100 ألف دولار    بريطانيا: نتنياهو سيواجه الاعتقال إذا دخل المملكة المتحدة    الأمر بالمعروف في عسير تفعِّل المصلى المتنقل بالواجهة البحرية    النسخة ال 15 من جوائز "مينا إيفي" تحتفي بأبطال فعالية التسويق    القادسية يتغلّب على النصر بثنائية في دوري روشن للمحترفين    (هاتريك) هاري كين يقود بايرن ميونخ للفوز على أوجسبورج    نيمار: فكرت بالاعتزال بعد إصابتي في الرباط الصليبي    وزير الصناعة والثروة المعدنية في لقاء بهيئة الصحفيين السعوديين بمكة    مدرب فيرونا يطالب لاعبيه ببذل قصارى جهدهم للفوز على إنترميلان    الأهلي يتغلّب على الفيحاء بهدف في دوري روشن للمحترفين    وفد طلابي من جامعة الملك خالد يزور جمعية الأمل للإعاقة السمعية    قبضة الخليج تبحث عن زعامة القارة الآسيوية    القبض على (4) مخالفين في عسير لتهريبهم (80) كجم "قات"    أمير المنطقة الشرقية يرعى الأحد ملتقى الممارسات الوقفية 2024    بمشاركة 25 دولة و 500 حرفي.. افتتاح الأسبوع السعودي الدولي للحِرف اليدوية بالرياض غدا    بحضور وزير الثقافة.. «روائع الأوركسترا السعودية» تتألق في طوكيو    مدرب الفيحاء يشتكي من حكم مباراة الأهلي    أوكرانيا تطلب أنظمة حديثة للدفاع الجوي    محافظ عنيزة المكلف يزور الوحدة السكنية الجاهزة    أمانة الشرقية تقيم ملتقى تعزيز الامتثال والشراكة بين القطاع الحكومي والخاص    رحلة ألف عام: متحف عالم التمور يعيد إحياء تاريخ النخيل في التراث العربي    «طرد مشبوه» يثير الفزع في أحد أكبر مطارات بريطانيا    فيتنامي أسلم «عن بُعد» وأصبح ضيفاً على المليك لأداء العمرة    هل يعاقب الكونغرس الأمريكي «الجنائية الدولية»؟    شقيقة صالح كامل.. زوجة الوزير يماني في ذمة الله    «الأرصاد»: أمطار غزيرة على منطقة مكة    الرعاية الصحية السعودية.. بُعد إنساني يتخطى الحدود    فريق صناع التميز التطوعي ٢٠٣٠ يشارك في جناح جمعية التوعية بأضرار المخدرات    "الجمارك" في منفذ الحديثة تحبط 5 محاولات لتهريب أكثر من 313 ألف حبة "كبتاجون    الملافظ سعد والسعادة كرم    "فيصل الخيرية" تدعم الوعي المالي للأطفال    الرياض تختتم ورشتي عمل الترجمة الأدبية    «السقوط المفاجئ»    حقن التنحيف ضارة أم نافعة.. الجواب لدى الأطباء؟    «بازار المنجّمين»؟!    مسجد الفتح.. استحضار دخول البيت العتيق    الثقافة البيئية والتنمية المستدامة    عدسة ريم الفيصل تنصت لنا    المخرجة هند الفهاد: رائدة سعودية في عالم السينما    تصرفات تؤخر مشي الطفل يجب الحذر منها    ترمب المنتصر الكبير    وزير الدفاع يستعرض علاقات التعاون مع وزير الدولة بمكتب رئيس وزراء السويد    فعل لا رد فعل    إنعاش الحياة وإنعاش الموت..!    رئيس مجلس أمناء جامعة الأمير سلطان يوجه باعتماد الجامعة إجازة شهر رمضان للطلبة للثلاثة الأعوام القادمة    إطلاق 26 كائنًا مهددًا بالانقراض في متنزه السودة    محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش في السعودية    "التعاون الإسلامي" ترحّب باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة التعاون معها    أمير الرياض يرأس اجتماع المحافظين ومسؤولي الإمارة    أمير الحدود الشمالية يفتتح مركز الدعم والإسناد للدفاع المدني بمحافظة طريف    أمير منطقة تبوك يستقبل سفير جمهورية أوزبكستان لدى المملكة    سموه التقى حاكم ولاية إنديانا الأمريكية.. وزير الدفاع ووزير القوات المسلحة الفرنسية يبحثان آفاق التعاون والمستجدات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رحلة "الأفغان الجزائريين" من الجماعة الى تنظيم "القاعدة" . زيتوني اغتال "الأفغان العرب" وبن لادن سحب الثقة منه الحلقة الرابعة
نشر في الحياة يوم 26 - 11 - 2001

تناولت الحلقة الثالثة ظروف انتقال أسامة بن لادن الى المغرب واتصاله بالجماعات المسلحة محاولاً تأسيس تنظيم اسلامي خاص.
وتتطرق حلقة اليوم الى انقسام الجماعات المسلحة ودخولها في صراعات دموية ادت الى سقوط ابرز رموزها.
يصعب تحديد الأسباب والعوامل التي أدت إلى "الطلاق" بين أمير "الجماعة الإسلامية المسلحة" جمال زيتوني و"الأفغان الجزائريين" ومن ورائهم زعيم تنظيم "القاعدة" أسامة بن لادن، لكن هناك حوادث عدة تلقي الضوء على هذه العلاقة التي ستأخذ في ما بعد شكلاً جديداً.
وليس سراً الإشارة إلى أن الخلاف مع "الأفغان الجزائريين" كان موجوداً منذ البداية حين بدأت حرب الزعامة منذ الساعات الأولى لانطلاقة العمل المسلح بين ذوي الخبرة القتالية ممن شاركوا في الحرب ضد القوات السوفياتية في أفغانستان والقيادات المحلية ل"الجماعة المسلحة".
وقد يكون تجنّب جمال زيتوني الملقب ب"أبو عبدالرحمن أمين" في كتابه "هداية رب العالمين" إثارة دور "الأفغان العرب" محاولة ذكية منه لتأكيد أهمية دور القيادات المحلية التي خاضت "الجهاد" في المدن الكبرى والمناطق الحضرية وهي المعركة التي يصعب على "الأفغان العرب" القيام بها لأسباب عدة يصعب حصرها.
وثمة من يعتقد بأن بعض القيادات المحلية قد تكون أسهمت في التخلص من العائدين من أفغانستان لضمان تربعها على إمارة "الجماعة"، ولكن ليست هناك أدلة كثيرة من شأنها أن تعزز هذه المزاعم على رغم أن البعض يشير إلى أن الأجهزة الأمنية تمكنت من اختراق "الجماعة الإسلامية المسلحة" عبر بعض القيادات المحلية.
والمؤكد أن الخلاف بدأ في الميدان في إطار حرب الزعامة بين مختلف القيادات المسلحة المحلية و"الأفغان الجزائريين" ليتسع أكثر مع تبني جمال زيتوني مواقف متشددة ضد المدنيين الذين أصبحوا هدف غالبية العمليات التي تنفذها "الجماعة" ما أثار تحفظات القيادات "الجهادية" التي كانت تضمن التغطية الشرعية والدينية لعمل "الجماعة" مثل عمر أبو عمر الملقب ب"أبو قتادة الفلسطيني" و"أبو حمزة المصري".
الخلاف مع قادة بن شيحة
أحد قدامى "الأفغان"
وأصل الخلاف بين الرجلين، بحسب الرواية الأمنية، بدأ مع نجاح قادة بن شيحة في حشد الكثير من الأتباع وغالبيتهم من المشاركين في الحرب الأفغانية وبعد تأكده من حب جمال زيتوني للزعامة رفض بن شيحة الالتزام بقواعد "الجماعة الإسلامية المسلحة" ومن ذلك توزيع حصة القيادة الوطنية من الأسلحة التي يتم غنمها بخاصة من قوات الأمن والجيش.
وكانت العملية الكبيرة التي قام بها قادة بن شيحة ضد ثكنة تلاغ في سيدي بلعباس وسبدو في ولاية تلمسان على الحدود مع المغرب بتواطؤ عدد من المتعاطفين معه من داخل الجيش أكسبته عشرات القطع الحربية وهي "القطرة التي أفاضت الكأس" إذ رفض بن شيحة منح زيتوني حصته من السلاح ما دفعه إلى خلعه من قيادة المنطقة الرابعة بعد اللقاء الذي جمعهما سنة 1995 في أعالي جبل بني بوعتاب في ولاية الشلف 250 كلم غرباً.
وجاء القرار ليكرس الخوف الذي انتاب جمال زيتوني من كون قادة بن شيحة، على غرار من سبقه من "الأفغان الجزائريين"، يسعى إلى الانقلاب عليه في إطار حرب الزعامة التي لم تهدأ بعد بين القيادات المحلية من جهة ومع "الأفغان الجزائريين" من جهة أخرى.
وفي خطوة لضمان هيمنته على التنظيم بادر جمال زيتوني إلى الاعتماد على صلاته المميزة بأحد القدامى المشاركين في الحرب الأفغانية ويدعى مصطفى عقال ليعينه أميراً على المنطقة الرابعة بعد أن قرر خلع قادة بن شيحة من إدارة شؤون "الجماعة" في هذه المنطقة التي تضم ولايات الغرب الجزائري مثل تلمسان، وهران، معسكر وعين تموشنت وسيدي بلعباس.
وكان هذا القرار بداية الشرخ داخل "الجماعة الإسلامية المسلحة" إذ فضل غالبية القدامى "الأفغان" في ولايات الغرب الجزائري الالتحاق بقيادة بن شيحة وشكلوا معاً كتيبة "الأهوال" التي سرعان ما وجدت نفسها في مواجهة مزدوجة مع قوات الجيش الجزائري من جهة وضد قيادة "الجماعة المسلحة" في المنطقة الأمر الذي عقد وضعها بخاصة بعد مقتل بن شيحة مطلع 1996 مع 30 عنصراً آخرين في كمين نصبه مصطفى عقال.
ومعركة أخرى
ضد "الأفغان الجزائريين"
يشير "أبو خالد" واسمه الحقيقي شواكري عبد القادر و"أبو همام" واسمه الحقيقي بوتياح عمار إلى أن أمير "الجماعة الإسلامية المسلحة" جمال زيتوني بادر إلى إصدار تعليمات لحاشيته لتصفية "الأُفغان الجزائريين" الذين عادوا إلى الجزائر بعد تلقيهم تدريباً في معسكرات تنظيم "القاعدة".
ويذكر شواكري عبدالقادر أنه عاد إلى الجزائر من أفغانستان مع "أبو الهمام" وخمسة عشر عنصراً بواسطة المدعو "أبو الليث" عبر مكتب السودان حيث أقاموا فيه فترة معينة تكفل خلالها أسامة بن لادن بمصاريفهم.
وخلال إقامتهم في المرتفعات المحاذية لجبل بوقرة جنوب العاصمة تفاجأ العائدون الجدد وهم يرون زملاءهم الذين جاؤوا معهم يلقون حتفهم الواحد تلو الآخر في ظروف غامضة. ويشير "أبو الهمام" إلى أن جمال زيتوني برر حرب التصفية الجسدية التي مارسها ضدهم بكونهم "جواسيس أسامة بن لادن ولسنا هنا لنصرة الجهاد في الجزائر".
وجبهة أخرى ضد "الأفغان العرب"
وامتدت حرب التصفيات في وقت لاحق لتشمل عدداً من ناشطي "الأفغان العرب" الذين التحقوا ب"الجماعة المسلحة الجزائرية" بناء على تعليمات تنظيم "القاعدة" لدعم الجهاد في الجزائر، وإذا كانت حرب التصفية الجسدية ضد هؤلاء شملت عدداً يصعب حصره من مغاربة وليبيين وحتى تونسيين فإن انتشار معلومات عن إصدار جمال زيتوني أمراً بقتل أحد "الأفغان الليبيين" الذين يقاتلون معه ويدعى "صخر الأفغاني" بسبب خلاف على بعض الأفكار التي لها علاقة بمنهج "الجماعة" سرعان ما أثار قلق الأوساط المؤيدة ل"الجماعة" في الخارج. حيث كان الاعتقاد السائد بأن الكثير من الدوائر الإسلامية التي تدعم "الجماعة الإسلامية المسلحة" كانت تنقل عبر "الأفغان الجزائريين" و"الأفغان الليبيين والمغاربة"، المعلومات عن "سلفية" "الجماعة" والتزامها وعدم اختراقها من الأمن الجزائري، إلى المرجعات الإسلامية الدولية.
بعد هذه الحادثة وأخرى سحب الكثير من مؤيدي "الجبهة الاسلامية المسلحة" في الخارج التأييد الذي كان يحظى به جمال زيتوني، وصدر القرار في السادس من حزيران يونيو 1996 بوقف إصدار نشرة "الأنصار" وإعلان "جماعة الجهاد" المصرية و"الجماعة المقاتلة" الليبية إضافة إلى عدد من المرجعيات "الجهادية" مثل "أبو قتادة الفلسطيني" و"أبو مصعب السوري" عمر عبدالحكيم وقف الدعم لقيادة الجماعة بعدما دافعوا خلال السنوات الماضية عن مواقفها وقدروا أن عملياتها هي قتال "تحت راية مبصرة" تنهج المبادئ السلفية الصحيحة.
وكان "أبو قتادة" أصدر فتوى قتل "نساء المرتدين" نشرت في العدد 90 من نشرة "الأنصار" التي تصدرها "الجماعة الإسلامية المسلحة" وضمنها تغطية دينية لقتل عناصر "الجماعة" نساء أعوان الأمن والمسؤولين في الدولة "إن ما فعلته "الجماعة الإسلامية المسلحة" من تهديد ذرية ونساء المرتدين بالقتل من أجل تخفيف وطأتهم على النساء والمساجين والإخوان هو عمل شرعي لا شبهة فيه".
وبررت "جماعة الجهاد" المصرية التي يقودها أيمن الظواهري سحب تأييدها ل"الجماعة الإسلامية المسلحة" التي يقودها جمال زيتوني بأنه "ثبت لنا تلبسها بانحرافات شرعية خطيرة" ودعت "كل الجماعات الجهادية" إلى وقف الدعم لزيتوني.
وكان أيمن الظواهري أوضح في حديث مطول مع الصحافي كميل الطويل أن تأييده ل"الجماعة الإسلامية المسلحة" نابع من قناعته بأن الحرب في الجزائر هي "حرب بين المجاهدين الذين يهدفون إلى إقامة الدولة المسلمة وبين الدولة العلمانية الطاغية ومن ورائها فرنسا والغرب وتريد أن تفرض العلمانية وقوانين الكفار على مسلمي الجزائر". وهو لذلك يعتقد بأن "الجماعة الاسلامية المسلحة" هي "أقرب الجماعات للحق في الجزائر وتأييدنا هذا هو تأييد لمنهجها السلفي الجهادي الذي يسعى إلى إقامة دولة الإسلام بالطرق الشرعية ويرفض الأساليب الملتوية مثل طريق الانتخابات الباطلة شرعاً والفاشلة عملياً".
كما سحبت "الجماعة المقاتلة لليبية" تأييدها ل"الجماعة الإسلامية المسلحة" بعد أن لاحظت أن المنهج الذي كانت تتبعه تغير فقد "سفكت دماء لم يتبين الوجه الشرعي المقنع في استباحتها إلى هذه اللحظة ... وهذا حصل في قضية الشيخ محمد السعيد وعبدالرزاق رجام وغيرهما وقتل أناس تقر "الجماعة" بصدق توبتهم".
وقال التنظيم المسلح الليبي في بيان رقم 6 الذي صدر بتاريخ السادس من حزيران 1996 أنه "ظهر في مراسلات بين "الجماعة" وغيرها من أهل "الجهاد" أن القيادة الحالية ل"الجماعة" ترى وسائل التغيير الجهادية توفيقية وإن من خالف طريقة الأولين في حروبهم وفتوحاتهم ضال ومبتدع".
وذهبت "الجماعة" إلى حد اتهام قيادة جمال زيتوني بتصفية "التيار الأفغاني ونعني بهم الاخوة الذين شاركوا في الجهاد الأفغاني والذين عرفوا كذلك بدورهم الفعال في إرساء دعائم الجهاد على أرض الجزائر". ورهنت تجديد دعمها "إذا غيرت قيادتها وسياستها الحالية".
أما "أبو مصعب" فذكر في بيانه أنه بادر إلى تأييد "انطلاق الجهاد في الجزائر بقيادة "الجماعة الإسلامية المسلحة" إيماناً برايتها المباركة على منهج أهل السنة والجماعة وثقة مني بروادها الأوائل"، في إشارة إلى علاقته بأحد مؤسسيها المدعو قاري سعيد منذ أيام أفغانستان.
وكمثال بسيط على التجاوزات التي قام بها جمال زيتوني تشير إحصاءات وزارة الداخلية في الجزائر الى أن عدد النساء المغتصبات من عناصر "الجماعة الإسلامية المسلحة" التي بدأت منتصف سنة 1995 ارتفع خلال سنتين إلى 2048 امرأة تعرضن لأبشع الاعتداءات الجنسية فضلاً عن اختطاف 319 امرأة لا يزال مصيرهن مجهولاً وهذا بناء على فتاوى أصدرتها "الجماعة الإسلامية المسلحة".
زيتوني رفض إقامة معسكرات
بن لادن في الجزائر
لكن هناك قصة يوردها خبراء الشؤون الأمنية نقلاً عن بعض "التائبين" من "الجماعة الاسلامية المسلحة" عن خلفيات الطلاق بينها وبين زعيم مسؤول تنظيم "القاعدة" أسامة بن لادن وتتعلق برفض جمال زيتوني بعض الشروط التي عرضها بن لادن في مقابل استمرار دعمه ل"الجهاد" في الجزائر تحت راية "الجماعة".
ويشيرون إلى شهادة المدعو س. طواهرية وهو من "تائبي الجماعة" الذين وضعوا السلاح خلال فترة الوئام المدني بين تموز يوليو 1999 وكانون الثاني يناير 2000 في منطقة الوسط في مقابل الافادة من عفو كامل من العقوبات الذي كشف أن أسامة بن لادن أبلغ قيادة "الجماعة الإسلامية المسلحة" رغبته في مواصلة دعم الجهاد تحت لواء التنظيم المسلح بتوفير السلاح والمال والجنود في مقابل شرط واحد وهو فتح مراكز تدريب في الجزائر، ورفض أمير "الجماعة الإسلامية المسلحة" هذا الشرط واعتبره "مساومة".
وينقل بعض من كان قريباً من حاشية جمال زيتوني قوله: "إن "الجيش الإسلامي للإنقاذ" يقاتل معنا في خندق واحد وعندما رفضوا العمل معنا قاتلناهم فما بالكم بفتح صف ثالث بيننا". وعبر عن قناعته بأن "الجماعة" التي يقودها هي "الطائفة المنصورة والفرقة الناجية" وبالتالي فهي ليست بحاجة إلى أي كان لمواصلة "الجهاد".
وهاتف يشتغل بالأقمار الاصطناعية
ويذكر "تائب" آخر من "الجماعة الإسلامية المسلحة" أن أمير التنظيم جمال زيتوني تلقى هاتفاً نقالاً يشتغل مباشرة عبر القمر الاصطناعي هدية من أسامة بن لادن سنة 1995 بواسطة شخص يدعو حسام لكن زيتوني لم يكن مرتاحاً لهذه الهدية وأمر عبدالرزاق البارة "الكتيبة الخضراء" بتصفية حسام وقام بذلك في منطقة بوقرة جنوب العاصمة.
قدامى الحرب الأفغانية
أسسوا "طالبان" الجزائرية
على الطريقة الأفغانية التي تبنتها حركة "طالبان" فضلت جماعة "حماة الدعوة السلفية" التي يتزعمها بن سليم محمد الملقب ب"سليم أبو جعفر الأفغاني"، وهو من أوائل الذين شاركوا في الحرب الأفغانية مواليد مدينة سيدي بلعباس450 كلم غرباً، تأسيس التنظيم المسلح الجديد مطلع 1997 في شكل ينسجم مع التجربة التي خاضها في أفغانستان وانتهت بوصول الطلبة الأفغان الذين كانوا يدرسون العلوم الدينية في مدينة بيشاور الباكستانية الى السلطة.
ويضم هذا التنظيم عناصر كتيبة "الأهوال" التي أسسها قادة بن شيحة إضافة إلى عدد من المجموعات الأخرى المنشقة عن "الجماعة الإسلامية المسلحة" و"هدف هذه الوحدة الالتفاف عن "المنهج السلفي" وتجنب الانحرافات التي كانت عليها "الجماعة" مثل المجازر الجماعية التي استهدفت المدنيين".
وغالبية عناصر "حماة الدعوة السلفية" هم من قدامى "الأفغان الجزائريين" الذين أسسوا كتيبة "الأهوال" على أنقاض المنطقة الرابعة ل"الجماعة الإسلامية المسلحة" بعد خروج قادة بن شيحة على أمير التنظيم جمال زيتوني.
وبعد مقتله على يد أحد القدامى الذين شاركوا في الحرب الأفغانية مصطفى عقال تولى القائد العسكري للكتيبة جريري الطيب، وهو من قدامى "الأفغان"، مهام الكتيبة التي لم يكن يتجاوز عدد عناصرها 150 عنصراً من مجموع 300 عنصر في السابق وقررا الزحف نحو جبال الونشريس التي لم تكن تخضع لسيطرة أي تنظيم مسلح وهي قريبة من معاقل "الجيش الإسلامي للإنقاذ".
ويعتمد هذا التنظيم مرحلة دفاعية تتغلب على منطق الهجوم والعمليات الميدانية، وتشكل مجلس الشورى في غالبيته من قدامى "الأفغان" مثل المستشار العسكري "أبو الهمام" ومسؤول الشؤون السياسية بلعربي بلقاسم الملقب ب"ياسين" أما الكتائب الثلاث التي تتبع للتنظيم فقد تولى إدارتها أيضاً قدامى المشاركين في الحرب الأفغانية. فتولى "كتيبة الحق" المدعو عبدالحق وهو من قدامى "الأفغان"، وأشرف على "كتيبة الطلبة" أمير التنظيم بن سليم محمد وتولى قيادة "كتيبة الفتح" "أبو الهمام".
ويشبه المنهج الذي يتبعه عناصر التنظيم الذي بلغ تعداده نحو 300 عنصر مسلح المنهج نفسه والعمل الذي تبنته حركة "طالبان"، إذ أسس أمير التنظيم المسلح "كتيبة الطلبة" وتضم نحو خمسين عنصراً وهم من أبناء عناصر الجماعات المسلحة الذين قتلوا خلال مواجهات مع قوات الأمن أو من أبناء العائلات المؤيدة للعمل المسلح في المناطق الريفية.
ويعكف قادة التنظيم الذي تضم قيادته تسعة من قدامى "الأفغان" على تدريسهم العلوم الشرعية وتكليفهم بعض المهمات البسيطة مثل الحراسة وهناك من يصف هذه الكتيبة ب"رهائن الإرهاب" لكونها معزولة بشكل تام عن السكان بمن في ذلك الذين يقيمون في المناطق الريفية.
وعلى رغم كل المحاولات التي بذلتها السلطات الأمنية في ولايات الغرب الجزائري لكسب ود هؤلاء الطلبة وإقناعهم بالعدول عن البقاء في هذا التنظيم المسلح إلا أنها باءت جميعها بالفشل بسبب العزلة الشديدة التي فرضها أمير "الدعوة".
وتحظى "كتيبة الطلبة" بالرعاية الكاملة، وفي الغالب تتحرك في نطاق أو مجال جغرافي مضمون لتجنب تعرضها إلى هجمات الجيش الجزائري أو إلى اعتداءات "الجماعة الإسلامية المسلحة" التي لا تزال تطمح الى استعادة ما ضاع منها من كتائب وعدة عسكرية.
ويعتمد هذا التنظيم على غرار غالبية التنظيمات التي تشكلت في منطقة الغرب الجزائري أو تلك التي يقودها قدامى الحرب الأفغانية على المنهج القطبي الذي لم يكن موجوداً في الجزائر من قبل لكنهم حافظوا عليه وهم لذلك لم يدخلوا في تحالفات مع أي تنظيم بل طلبوا من بقية التنظيمات الانضمام تحت لوائهم و"التوبة من البدع" كما حدث مع "الجماعة السفلية للدعوة والقتال" التي يتزعمها حسان حطاب.
أسامة بن لادن كان وراء
تأسيس الجماعة السلفية
خلال جلسة المحاكمة التي جرت سنة 1999 في محكمة تيزي وزو كشف أحد عناصر "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" التي يتزعمها حسان حطاب عن سلسلة من الاتصالات الهاتفية التي قام بها مسؤول التنظيم مع أسامة بن لادن.
وأشار "التائب" براشد محمد خلال جلسة المحاكمة الخاصة بأعضاء "سرية الفرقان" التي كان أحد أبرز أعضائها قبل أن يسلم نفسه لقوات الأمن أنه استمع الى اتصالات هاتفية عدة مع مسؤول تنظيم "القاعدة" "الذي كان يعطي الأوامر لحسان حطاب وكان تغيير اسم "الجماعة الإسلامية المسلحة" المنطقة الثانية إلى اسم "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" في نهاية آب أغسطس 1998 بأمر من أسامة بن لادن بعد أن أصبحت صورة "الجماعة الاسلامية المسلحة" سيئة لدى الرأي العام".
وبحسب المتحدث فإن المجازر المروعة التي راح ضحيتها المئات من الأبرياء كانت كافية لتثير الشكوك في "أصحاب الدعم الخارجي ل"الجماعة الإسلامية المسلحة" سواء بقيادة جمال زيتوني أو أميرها الحالي عنتر الزوابري ليحولوا دعمهم إلى حسان حطاب الذي نصب نفسه أميراً وطنياً على التنظيم الجديد".
وفي الواقع فإن التحضير في الخارج لتأسيس تنظيم بديل من "الجيا" الجبهة الاسلامية المسلحة في الجزائر التي جاء نتيجة طبيعية لخروج جمال زيتوني عن الإجماع الداخلي والخارجي بخصوص منهج "الجماعة" والتزامها "المنهج السلفي".
وتشير مصادر أمنية الى أن فكرة تشكيل تنظيم "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" عُرضت للتفكير للمرة الأولى سنة 1996 إذ كان هناك إجماع بين "أبو قتادة الفلسطيني" وأسامة بن لادن على ضرورة إيجاد حل للمشكلة التي تعرفها "الجماعة الإسلامية المسلحة" خصوصاً بعد تصفية ثلاثة عناصر من "الجماعة الإسلامية المقاتلة الليبية" التي شاركت في "الجهاد" في الجزائر.
وثمة أدلة أخرى على المكانة الكبيرة التي أصبحت تحظى بها "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" التي يتزعمها حسان حطاب ومن ذلك ما يورده خليفته في التنظيم المدعو عيسى بواكري الذي يقول انه كانت هناك اتصالات هاتفية مباشرة بين حسان حطاب و"أبو قتادة الفلسطيني" مفتي التنظيم في الخارج وفي أحيان أخرى يتم ذلك عبر ممثل للتنظيم في ألمانيا المدعو مصطفى.
ويذكر عيسى بواكري الذي سلم نفسه الى مصالح الأمن، السنة الماضية، أنه استمع مرة الى اتصال مباشر بالهاتف النقال عبر القمر الاصطناعي بين حسان حطاب و"أبو قتادة الفلسطيني" الذي استفسر عن الدوي الذي يسمعه من الهاتف فأبلغه حطاب بأن الجيش يقصف مواقع قريبة من ملجأ "التنظيم" فدعا له "أبو قتادة" بالنصر.
وتوازن "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" في قيادتها بين ثلاثة أنواع من القيادات وهم: المظليون والدركيون والفارون من الجيش الجزائري مثل عبدالرزاق البارة، عكاشة و"أبو الهمام" كما تجمع قدامى المشاركين في الحرب الأفغانية الذين يتولون إدارة غالبية الكتائب مثل مختار بن مختار الملقب ب"أبو العباس"، ونائبه الذي كان يدعى في أفغانستان باسم "أونيس"، فضلاً عن "أبو البراء". وهناك جيل القيادات المحلية مثل حسان حطاب. وكانت هذه التحالفات على حساب أهل العلم الذين درسوا في الخارج مثل عبدالمجيد ديشو الملقب ب"أبو مصعب" و"أبو فارس".
"أبو قتادة الفلسطيني
" وقيادة "أبو فارس"
على رغم شدة الخلافات التي كانت بين "أبو قتادة الفلسطيني" وجمال زيتوني في شأن التزام الجماعة المسلحة ب"المنهج السلفي" في الجزائر إلا أن ذلك لم يحل دون أن تبذل جماعة الخارج الجهد مجدداً من أجل تقويم الأوضاع.
ويشير خبراء الشؤون الأمنية الى أن "أبو قتادة الفلسطيني" حث أحد طلبته السابقين في الأردن بولصباع عبدالرحمن "أبو فارس" "وهو من القدامى المشاركين في الحرب الأفغانية" سنة 1996 على ضرورة الذهاب إلى الجزائر لبذل الجهد في توحيد الجماعات المسلحة تحت لواء تنظيم سلفي.
ويذكر عنصر "تائب" من "الجماعة الإسلامية المسلحة" أن "أبو فارس" كانت تغلب عليه لهجة المشرق العربي وظهر من أحاديثه تمكنه الكبير من العلوم الشرعية.
وتولى أحد عناصر "الجماعة الإسلامية المسلحة" شكاليل عبدالرحمن تعريفه بعناصر المجموعات التي تنشط في مرتفعات الونشريس التي تربط السلسلة الجبلية للغرب الجزائري.
ويذكر عنصر سابق في "الجماعة" يدعى فحص أحمد أن "أبو فارس" حاول إقناع ناشطي الجماعات المسلحة في المنطقة بجدية سعيه وإخلاصه وأن هدفه الأساسي الذي جاء من أجله كما نقل عنه "توحيد المجاهدين مجدداً لوقف الفتنة بين الاخوة".
وكان شرط "أبو فارس" وعنصر آخر في "الجماعة" يدعى نكار الحاج هو "أن تقبلوا بأن يكون مسؤولو التنظيم الجديد من المتخصصين الذين جاؤوا من الخارج بهدف واحد هو الجهاد الشرعي كما أقره العلماء ويجب أن يكون محاطاً بحصانة قوية".
ومباشرة بعد حصول "أبو فارس" على إجماع غالبية مسؤولي التنظيمات المسلحة قرر مغادرة الجزائر إلى الخارج.
وبعد ثمانية أشهر عاد "أبو فارس" إلى الجزائر لتنفيذ الوحدة وتوجه مجدداً إلى مرتفعات جبال الونشريس حيث تمكن من جمع خمس كتائب تتبع "الجماعة الإسلامية المسلحة" وهي "الموت"، "جند الله"، "الفرقان"، "الاعتصام" و"الخضراء". وكان عديدها 350 عنصراً يشكلون "جنداً" يقودهم "أبو فارس".
وبحسب شهادة عنصر أوقفته مصالح الأمن الجزائرية بتاريخ 31 تشرين الأول أكتوبر 1996 فإن "أبو فارس" عبر عن رغبته في أن يلتحق بالمجموعة أمير كتيبة "الأهوال" قادة بن شيحة العربي الملقب ب"عبدالرحيم".
ويذكر "التائب" بورياح حسان الملقب ب"أبو يعقوب" أن "أبو فارس" قام خلال سنة 1997 بإيفاد مبعوثين عنه إلى مختلف المجموعات الإسلامية المسلحة التي تنشط في الغرب الجزائري لعقد اجتماع عام في منطقة قوراية بمنطقة شرشال الساحلية في ولاية تيبازة.
ويذكر بأن الهدف كان ضمان التحاق كتيبة "الأهوال" التي تضم أكبر عدد من قدامى المشاركين في الحرب الأفغانية وكميات كبيرة من السلاح ضمن تنظيم جديد يدعى "جماعة حماة الدعوة السلفية".
وتذكر شهادات عناصر من التنظيم المسلح أن قادة بن شيحة عبر عن رغبته في توحيد المجموعات المسلحة التي تنشط في الغرب الجزائري للخروج من الوضع الصعب الذي واجهه بعد خروجه عن "الجماعة الإسلامية المسلحة". وأن "أبو فارس" قبل تولي بن شيحة قيادة التنظيم المسلح الجديد.
ويذكر بورياح حسان أن بن شيحة قتل في كمين نصبه له مصطفى عقال أمير المنطقة الرابعة ل"الجماعة الإسلامية المسلحة" خلال تنقله من ولاية تلمسان إلى مرتفعات قوراية لحضور اللقاء. وخلفه جريري الطيب الملقب ب"جعفر" الذي لقي حتفه هو الأخر بمجرد وصوله الى مرتفعات الرمكة في ولاية غليزان في طريقه إلى جبل قوراية لحضور اللقاء.
وبعد تولي بن سليم محمد، وهو من قدامى المشاركين في الحرب الأفغانية، أوفد عدداً من المبعوثين لتولي قيادة التنظيم الجديد الذي كان يجري الحديث عنه مع الأمير السابق لكتيبة "الأهوال" والافادة، بالتالي، من دعم المجموعات الصغيرة المنشقة عن "الجماعة الإسلامية المسلحة" ولكن "أبو فارس" رفض العرض.
وبعد فشل هذه المساعي بادر سيد علي بن حجر إلى إجراء اتصالات مع "أبو فارس" لتوحيد المجموعات المسلحة المنسحبة من "الجماعة" لكن "أبو فارس" أشترط أن يعين أميرا على التنظيم الجديد.
وخلال اللقاء الذي جرى في تمزغيدة يوم 5 شباط 1997 أعلن عن تنظيم جديد يدعى "الرابطة الإسلامية للدعوة والجهاد" وعين بن حجر أميراً على التنظيم المسلح وانسحب "أبو فارس" من اللقاء ليعلن قيام تنظيم بالاسم نفسه في منطقة بني بوعتاب لكنه وجد نفسه معزولاً.
وفي سنة 1998 اقترب "أبو فارس" بناء على توصية من الخارج، يعتقد بأنها صدرت مرة أخرى من "أبو قتادة الفلسطيني"، من المنطقة الثانية ل"الجماعة الإسلامية المسلحة" ليكون ضمن هيئاتها القيادية ووجد الحماية والدعم من الضابط الشرعي للتنظيم عبدالمجيد ديشو الذي كان درس معه في الأردن مطلع التسعينات.
وحرص "أبو فارس" خلال لقاء جبل القعدة بولاية باتنة 400 كلم شرق حيث عقد مؤتمر لتوحيد المجموعات التي تنشط في منطقة الشرق والجنوب على تذكير قيادة التنظيم بضرورة تدعيم مكانة أهل العلم في التنظيم لكن ذلك لم يرق لحاشية حسان حطاب الذين اشتبهوا في كونه "عميلاً" لجهات أجنبية وطرحت فكرة أسره.
وكما تذكر شهادة أحد "التائبين" فقد بذل عماري صايفي الملقب ب"عبدالرزاق البارة" كل ما في وسعه لمحاكمته وإعدامه ذبحاً وهي الفكرة التي أيدها دوار نور الدين الملقب ب"شرحبيل" لكن عناصر آخرين من هذا التنظيم رفضوا الفكرة.
وفي خضم الصراعات الداخلية، وبعد تصفية حطاب أمير التنظيم عبدالمجيد ديشو انقطعت المعلومات عن مصير "أبو فارس" وليس هناك ما يؤشر إلى وجوده على قيد الحياة.
ويشير بعض العناصر "التائبين" من "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" الى أن تصفية "أبو فارس" كان الهدف منها ضمان عدم رجوعه إلى الخارج خوفاً من أن يكشف انحرافات قيادة "الجماعة" عن المنهج السلفي بعد قتلهم الأمير الوطني للتنظيم المسلح عبدالمجيد ديشو "ابو مصعب" أحد أبرز الطلبة الذين تعلموا عند "أبو قتادة".
وتؤكد زوجة "أبو مصعب" التي أخلت محكمة تيزي وزو 100 كلم شرق سبيلها سنة 1999 بعد تأكدها من عدم تورطها في أعمال إرهابية أن زوجها عبدالمجيد قتله حطاب وعبدالرزاق البارة.
غداً: شبكة الجماعات الإسلامية المسلحة الجزائرية في أوروبا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.