الجزائر - أ ف ب - تميزت الأيام الأخيرة من شهر رمضان الذي انتهى الاحد بدفع جديد لدوامة العنف من الجماعات الاسلامية المسلحة التي قتلت 34 شخصاً معظمهم من العسكريين في اعتداءات طاولت الاراضي الجزائرية كافة، كما أوردت الصحف أمس الاربعاء. وقتلت مجموعة مسلحة الأحد بنيران الرشاشات سبعة عسكريين قرب تيارت 350 كلم غرب العاصمة بعد انفجار سيارتهم لدى مرورها على لغم. واصيب كذلك في هذا الهجوم احد عشر عسكريا بجروح. ففي مدينة تيغزيرت السياحية على بعد 70 كلم الى شرق العاصمة، قتلت مجموعة اسلامية مسلحة الاحد تسعة عسكريين وجرحت ثمانية آخرين بينما كانوا بشاحنة محملة بالمؤن لمعسكر في هذه المدينة. وبهذه الاعتداءات الجديدة يرتفع الى اكثر من 180 عدد القتلى من ضحايا العنف الذي مارسه الاسلاميون خلال شهر رمضان. وفي منطقة القبائل قتل عشرة أشخاص يومي السبت والأحد عند حواجز طيارة نصبتها مجموعات مسلحة، أو في هجمات قامت بها هذه الجماعات قرب البويرة 120 كلم الى جنوب شرقي العاصمة وفي دراع الميزان حيث يقيم الاسلاميون بانتظام مثل هذه الحواجز. وبسبب تكاثر هذه الحواجز طلب سكان المنطقة من عائلاتهم عدم المجيء لزيارتهم لمناسبة عيد الفطر. وفي منطقة سهل متيجة الزراعية عند ابواب العاصمة، قتل اربعة "وطنيين" مدنيين مسلحين من مجموعة الدفاع الذاتي ليل الاحد - الاثنين في اشتباك وقع في بوفاريك. وقد شهدت هذه المنطقة التي كانت من معاقل الاسلاميين المسلحين، هدوءاً نسبياً في الآونة الأخيرة. وفي جبال الشريعة المطلة على سهل متيجة قتل حارسان بلديان وجرح آخر الاثنين عند حاجز، بحسب ما ذكرت الصحف. وقتل حارس بلدي وجرح أربعة آخرون الأحد في مكمن قرب الشلف 200 كلم الى غرب العاصمة بينما كانوا متوجهين الى معسكرهم. وقد نشطت الجماعات الاسلامية أيضاً في الشرق الجزائري حيث قتل رئيس مجموعة للدفاع الذاتي قرب قسنطينة الخميس لدى خروجه من منزله. واصيب دركي بجروح في الحجار كما جرح حارس محطة بنزين في الطارف. وأشارت الصحف كذلك إلى أن أربعة أشخاص جرحوا قرب البويرة لدى انفجار قنبلة. لكن هذه المحصلات لا تأخذ بالحسبان الخسائر في صفوف الاسلاميين. على صعيد آخر، اشتدت الأزمة داخل حركة "النهضة" الإسلامية بسبب موقف قيادتها تأييد ترشيح السيد عبدالعزيز بوتفليقة للرئاسة. ووقع أكثر من ثلثي اعضاء مجلس شورى الحركة لائحة تطلب اعتبار مركز قيادة الحزب الذي يتولاه الشيخ عبدالله جاب الله شاغراً. ويعارض جاب الله سياسة تيار اساسي في حركته يقوده السيد الحبيب آدمي يدعو إلى تأييد بوتفليقة. ويتوقع ان يعقد مجلس الشورى دورة استثنائية في 28 كانون الثاني يناير الجاري للبحث في إمكان فصل الشيخ جاب الله من قيادة الحركة.