} مجزرة جديدة شهدتها الجزائر قضى فيها 25 شخصاً ذبحاً على أيدي جماعة اسلامية مسلحة ليل السبت - الأحد، فيما دعا رئيس الحكومة السيد علي بن فارس الى "حمل السلاح والتجند ضد عناصر الجماعات الارهابية"، وأشاد الاتحاد العام للعمال الجزائريين ب"الكفاح الباسل" للجيش في مواجهة "الجماعات الارهابية الأصولية". قتل 25 شخصا، بينهم اطفال، ذبحاً في منطقة القطايبية في بلدية أولاد فارس في ولاية الشلف 220 كيلومتراً غرب العاصمة على يدي جماعة مسلحة. وأفادت مصادر محلية أن مجموعة من المسلحين طوقت القرية في ساعة متقدمة ليل السبت - الأحد، واقتحمت منازل فيها حيث ذبحت 25 شخصاً، بينهم 16 طفلاً. وخطف المسلحون طالبة ثانوية وجدت بعد ساعات مذبوحة، بعد تعرضها للاغتصاب. وقال شهود عيان أن سكان القرية كانوا لاحظوا "ان مجموعة كبيرة العدد تتدرب في المساء في جوار القرية. ولم يخطر على بالهم في أي لحظة من اللحظات أن هؤلاء إرهابيون". وفسر ضابط كبير في الجيش الجزائري هذه الجرائم، في إتصال مع "الحياة"، بمحاولات الجماعات المسلحة "فك الخناق على عناصرها الذين يوجدون في حصار شديد منذ أسابيع". وقال: "إننا نعرف هذه المحاولات اليائسة ولن تثنينا عن مواصلة عملنا حتى إبادة هؤلاء الخونة والمجرمين". وتشهد المنطقة الفاصلة بين بلدية الشلف ودائرة التنس، وهي منطقة ساحلية، تصاعداً خطيراً لأعمال العنف ذهب ضحيتها أكثر من 150 شخصاً من مطلع رمضان الماضي. ولم يحد المخطط الأمني الذي اشرف على وضعه وزير الداخلية يزيد زرهوني، قبل شهر، من إصرار الجماعات المسلحة على ارتكاب المزيد من الجرائم. وأدت أعمال العنف الأخيرة التي حصدت أكثر من 500 شخص، منذ مطلع الخريف الماضي، إلى إثارة مخاوف الرعب والهلع لدى سكان المناطق النائية والريفية التي أصبحت الضحية المفضلة لعناصر الجماعات المسلحة. ودعا رئيس الحكومة السيد علي بن فليس، في ختام جولته على ولاية السعيدة 400 كلم جنوب غربي العاصمة الشعب إلى "حمل السلاح والتجند ضد عناصر الجماعات الإرهابية" التي قال إن الدولة لن تتردد ب"استعمال ما يتاح لها من قوة لإستئصالهم". كما دعا إلى "التجند إلى جانب قوات الأمن في مكافحة المجرمين"، نافياً وجود أي تردد لدى الدولة في شأن ملف "الجماعات المسلحة". ودان الإتحاد العام للعمال الجزائريين أكبر تنظيم عمالي ما وصفه بأعمال "الإرهاب الأصولي". وشدد على أن المعركة "ضد الإرهاب الأصولي وضد كل من يريد أن يغتصب حريتنا ويهدد أمننا الإجتماعي والإقتصادي ستتواصل بلا كلل وملل"، لكنه لاحظ أن "الجزائر اليوم أكثر أمناً واستقراراً على الرغم من الجرائم الوحشية التي تقترفها يد الغدر والإجرام والزندقة". وجاء البيان في الذكرى الرابعة لإغتيال الأمين العام السابق عبدالحق بن حمودة مطلع 1997. وحضر المهرجان التأبيني للمناسبة بن فليس، السيد أحمد أويحي وزير العدل وعدد من كبار المسؤولين في الدولة وشخصيات سياسية وحزبية. وأكد الأمين العام للنقابة السيد عبدالمجيد سيدي السعيد "دعمه وتثمينه للكفاح الباسل الذي ينجزه الجيش الوطني الشعبي ومختلف أسلاك الأمن الوطني والمقاومون ضد الجماعات الإرهابية الأصولية". ودعا إلى "المزيد من الدعم للمؤسسات التي تتحمل واجب الدفاع عن الجمهورية حتى القضاء عليهم وحتى يستريح الشعب الجزائري من أفعالهم الإجرامية ومن الأذى الذي يلحقونه بصورة الجزائر". وفي سياق هذه التطورات زارت السفيرة الأميركية الجديدة في الجزائر جانيت أندرسون مقر "دار الصحافة الطاهر جعوط"، وسط العاصمة، حيث إلتقت مسؤولي عدد من الصحف المحلية مثل "الوطن" و"الخبر". وأفادت مصادر إعلامية إلتقت السفيرة اعترافها ب"ضبابية الوضع والأفق السياسي"، لكنها أعربت عن استعداد الحكومة الأميركية للاستثمار في الجزائر "شرط توافر وضوح الرؤية". وقالت ان الأميركيين "لا تخيفهم أعمال العنف. فهم قادرون على حماية أنفسهم. ولم يكن هذا العامل يحد من عزمنا في الكثير من الدول التي تعرف بعض المتاعب الأمنية".