رجحت مصادر سياسية في الرباط انتخاب رئيس جديد لمجلس النواب المغربي قبل نهاية الاسبوع الجاري. وقالت ان هامش المشاورات بين الكتل النيابية بدأ يضيق، كون القانون يفرض تقديم مشروع الموازنة المالية للعام المقبل، قبل 70 يوماً من دخولها حيز التنفيذ. وعزت المصادر موافقة حكومة رئيس الوزراء السابق السيد عبدالرحمن اليوسفي على مشروع الموازنة الى اعتبارات قانونية وسياسية لئلا يحدث اي فراغ في تدبير الشأن العام. ومع استمرار مشاورات رئيس الوزراء المُعيّن السيد ادريس جطو مع الزعامات السياسية لتشكيل حكومته، بدا ان مرافقة وزراء في الحكومة السابقة العاهل المغربي الملك محمد السادس في زيارته الى روسيا ثم الكويت يعكس طابع الاستمرارية في الالتزامات الحكومية. ويتعلق الامر بالوزراء السادة محمد بن عيسى وزير الخارجية، وفتح الله ولعلو وزير المال والسياحة والتخصيص، وسعيد شباعتو وزير الصيد البحري، ومصطفى المنصوري وزير الطاقة والتجارة، اضافة الى عبدالرحمن السباعي الوزير المنتدب في الدفاع وناصر حجي كاتب الدولة في البريد. وقالت المصادر ان غالبية هؤلاء المسؤولين ينتسبون الى الاتحاد الاشتراكي وتجمع الاحرار، في حين لا يوجد في الوفد الرسمي اي مسؤول من "الاستقلال"، وان عزي ذلك الى القطاعات ذات الصلة بالعلاقات المغربية الروسية. الى ذلك، قالت مصادر في الاتحاد الاشتراكي الذي يتزعمه السيد عبدالرحمن اليوسفي ان اللجنة المركزية للحزب ستجتمع الخميس لدرس تطورات الاوضاع السياسية للبلاد، وفي مقدمها الموقف من المشاركة في الحكومة او العودة الى المعارضة. الى ذلك، واصل رئيس الوزراء المُعيّن امس الجولة الثانية من المشاورات مع الاحزاب السياسية بعد ان وضعهم في صورة اسبقيات الحكومة في المشاورات الاولى. ومن المقرر ان يتوج المشاورات التي طاولت الاشتراكي والاستقلال وتجمع الاحرار واحزاب الحركات الشعبية والتقدم والاشتراكية، بمفاوضات مع العدالة والتنمية الاربعاء. في غضون ذلك، تواصلت "حروب التحالفات" بين الاحزاب السياسية حول رئاسة مجلس النواب المقررة الخميس او الجمعة على ابعد تقدير. وفيما يعول الاشتراكي على التجديد للسيد عبدالواحد الراضي، قالت مصادر ان زعيم الاستقلال عباس الفاسي قد يترشح ايضاً. لكن الموقف الذي ستلتزمه الكتل النيابية لاحزاب الحركات الشعبية قد يعزز موقف هذا الطرف او ذاك. لكن انتخاب رئس مجلس النواب سيعكس الصورة النهائية لتحالفات الحكومة القادمة التي لن تشكل الا بعد عودة العاهل المغربي من زيارته لروسياوالكويت.