تترقب الأوساط السياسية في المغرب مضمون المؤتمر الصحافي الذي يعقده السيد محمد بوسنة زعيم حزب الاستقلال المعارض غداً في الرباط، كونه يتزامن والمؤتمر الوطني للحزب المقرر أن يبدأ في العشرين من الشهر الجاري، وكذلك استمرار المشاورات التي يجريها السيد عبدالرحمن اليوسفي رئيس الحكومة المعين مع قيادات الفاعليات السياسية لتشكيل حكومته. وكان حزب الاستقلال أبدى مزيداً من الاعتراض إزاء أي مشاركة في الحكومة، في أعقاب مؤتمر طارئ عقد قبل نهاية العام الماضي، لكن ذلك لم يحل دون صدور موقف مشجع لجهة حضه على المشاركة من طرف رئيس الحكومة المعني، على اعتبار أنه يرتبط وحزب الاستقلال بتحالف سياسي في كتلة المعارضة يشمل حزبين آخرين، هما التقدم والاشتراكية والعمل الديموقراطي. اضافة الى استحالة حصوله على غالبية نيابية تدعم الحكومة في حال بقاء حزب الاستقلال في المعارضة. ولا يبدو أن الزعيم الاشتراكي عبدالرحمن اليوسفي يفضل صيغة الحصول على دعم الاستقلال من دون المشاركة في الحكومة، لأن ذلك يشكل سابقة قد تهدد، حسب ما يراه أكثر من مراقب، تحالف المعارضة الذي كان معولاً عليه لتشكيل ما يعرف ب "حكومة تناوب" في حين أن الزعيم الاشتراكي المكلف تشكيل الحكومة يريد دعماً سياسياً لحكومته. في غضون ذلك، تتداول الأوساط السياسية اسماء لشخصيات سياسية مرشحة للحكومة، وان لم تتسرب أي معلومات رسمية أكيدة عن ذلك. ومن بين الاسماء المتداولة بالنسبة الى حزب الاتحاد الاشتراكي يبرز الحبيب المالكي الذي يرأس مجلس الشباب والمستقبل. وفتح الله ولعلو رئيس الكتلة النيابية للحزب، والحليمي المسؤول في القرض الزراعي، وخالد عليوة رئيس مجلس محافظة الرباط، والمحامي الصديقي الذي عمل في مكتب الراحل عبدالرحيم بوعبيد، وابراهيم الراشدي الخبير الاقتصادي، اضافة الى شخصيات نسائية. ويتردد أن التجمع الوطني للأحرار يشارك في شخص زعيم الحزب أحمد عصمان رئيس البرلمان السابق، ومصطفى المنصوري رئيس الكتلة النيابية للحزب وعبدالاله القباج رئيس غرفة الصناعة التقليدية وبن صالح الزمراني الخبير الاقتصادي، ومحمد برادة رئيس احد المؤسسات الاقتصادية. كما يبدو أن حزب الحركة الوطنية الشعبية يشارك بحقيبتين يتولاهما خلا السعيدي ومحمد شباعتو. ووصفت قيادة الحزب تكليف اليوسفي رئاسة الحكومة بأنه اختيار حكيم، وأعربت عن الأمل بأن يلاقي المسؤول المغربي "النجاح والتوفيق في مهماته الجديدة نظراً للتحديات التي تواجه الحكومة المرتقبة". وقال قيادي بارز في المعارضة ل "الحياة" ان اليوسفي لقي مزيداً من الترحيب من طرف جميع الشركاء السياسيين الذين أجرى معهم مشاورات. بيد أن الصيغة النهائية للحكومة لن تعرف قبل اكتمال المشاورات وتقديم الاقتراحات الى العاهل المغربي الملك الحسن الثاني الذي يخول له دستور البلاد تعيين رئيس الوزراء، وكذلك المسؤولين الحكوميين الذين يقترحهم، على أن تقدم الحكومة برنامجها السياسي والاقتصادي أمام البرلمان لحيازة الثقة.