الانطباع الذي خرج به المرء، للوهلة الأولى، وهو يتابع سير عملية الاستفتاء على تمديد ولاية الرئيس صدام حسين في أي من المراكز الألفين التي توزعت على 72 منطقة انتخابية شملت بغداد والمحافظات، هو ان العملية تجاوزت طابعها التقليدي الذي يهدف الى منح الثقة لصدام وتجديد ولايته، الى كونها تشكل تحدياً في مواجهة الولاياتالمتحدة وبريطانيا اللتين اعلنتا نياتهما الصريحة توجيه ضربة عسكرية الى العراق لإطاحة نظامه. وزادت السيناريوات المعلنة لعملية الغزو المحتملة وخطة احتلال العراق، شعور المواطنين، على اختلاف توجهاتهم، بأن التصويت ب"نعم لصدام حسين" هو تعبير عن رفض الغزو والاحتلال والهيمنة الأميركية. وقال نائب رئيس مجلس قيادة الثورة عزة ابراهيم الدوري لدى إدلائه بصوته في الاستفتاء: "العراقيون يلتحمون مع بعضهم بعضاًَ، تحفزهم روح الوطن ومبادئه كي يقولوا للعالم انهم يقفون وراء قائدهم، واذا قاتلتهم اميركا فهي التي ستخسر، وتهان". واضاف: "إن ادارة الشر الاميركية تضلل الشعب الاميركي وتخون مصالحه في محاولة لتبرير عدوانها على العراق، لكنها هي التي ستخسر اذا قاتلت هذه الشعب العظيم". ووصف نائب الرئيس العراقي طه ياسين رمضان، في مقال صحافي عملية الاستفتاء بأنها "صيغة متقدمة للتحدي ولمواجهة الغطرسة الاميركية والصهيونية"، مشيراً الى ان الشعب من خلال هذه العملية "يعبر عن تحديه واستعداده لمواجهة كل الأخطار والمؤامرات والدسائس التي تحيكها ادارة الشر الأميركية ضد عراق الخير والتاريخ العريق". وأوضح ان مهمات المرحلة المقبلة، وبرنامج عمل الولاية الجديدة لصدام تشمل "مواجهة الحصار الظالم وإعلاء صروح العمران واعادة بناء ما دمره الأشرار، والارتقاء بمسيرة البناء والنهوض وتصعيد وتائر النمو". وقال الوكيل السابق لوزارة الاعلام نوري نجم المرسومي ان "الرسالة التي ينطوي عليها الاستفتاء تحمل دلالات بينها تأكيد العراقيين بأنهم لا يأبهون للتهديد الخارجي، خصوصاً ان الاميركيين يريدون اشعال الحرب والفتنة في الوقت الذي يستعد العراقيون لاجتياز ظروف الحصار وتعزيز البناء الديموقراطي للدولة والمجتمع والانتقال من ظرف الاستثناء الى الحياة الطبيعية". الى ذلك، أبلغ يوسف حمدان سكرتير "لجنة اعادة تنظيم الحزب الشيوعي العراقي" العضو السابق في البرلمان "الحياة" ان جميع مؤيدي التيار الذي يمثله سيصوتون ب"نعم" لصدام "كرد فعل وطني لما تخطط له الولاياتالمتحدة والقوى الامبريالية، وما ترمي اليه من العدوان وفرض نظام حكم معين على العراق، واعاقة توجهاتنا نحو التحول الدستوري والديموقراطي". كما نشر "الحزب الديموقراطي الكردستاني" الجناح المؤيد للسلطة المركزية بياناً دعا الأكراد في منطقة كردستان الى "المشاركة الفاعلة في الاستفتاء والاعلان بصوت واحد: نعم للقائد صدام". معروف ان السلطات العراقية سمحت لمواطني منطقة كردستان بممارسة حقهم الانتخابي في أي مدينة عراقية يختارون الإدلاء بأصواتهم فيها، استثناء من أحكام القانون وبسبب الظروف التي تعيشها المنطقة الكردية غير الخاضعة للسلطة المركزية. وأشارت التوقعات الأولية غير الرسمية الى ان الرئيس العراقي سيحصل على نسبة تأييد لا تقل عن النسبة التي حصل عليها قبل سبع سنوات، اي وفقاً للبيانات الحكومية 99.96 في المئة من الأصوات.