عمرها الفني لا يزيد على خمسة اعوام، وعلى رغم ذلك، تمتلك الفنانة الشابة ايمان ايوب رصيداً كبيراً من الاعمال التلفزيونية، تعدت الخمسين عملاً، ما بين مسلسلات وسهرات درامية. إضافة الى دور سينمائي وحيد في فيلم "العشق والدم" للمخرج الراحل اشرف فهمي من بطولة شريهان وفاروق الفيشاوي ومحمد رياض وسهير المرشدي، وعمل مسرحي واحد هو "جوازة لازم تتم" امام سناء يونس وعبدالرحمن ابو زهرة، على رغم دراستها في المعهد العالي للفنون المسرحية وتخرجها فيه قبل سنوات عدة. "الحياة" التقت ايوب في حوار شامل. كانت اولى خطواتك الفنية في التلفزيون من خلال مسلسل "حياة الجوهري" امام يسرا... - كنت ما زلت ادرس في المعهد العالي للفنون المسرحية حين عرض علي هذا المسلسل، وقبلته على رغم تخوفي الشديد من وقوفي امام نجمة كبيرة مثل يسرا بخبرتها الفنية العريضة. وقد قبلت التحدي وقررت ان اتعلم من مشاركتي لهذه النجمة الكبيرة عملاً فنياً متميزاً مثل مسلسل "حياة الجوهري"، خصوصاً انني لعبت في المسلسل دور ابنة يسرا المراهقة التي تمر بأزمات نفسية رهيبة، ولكنها تساند والدتها في عدد من المحن التي تمر بها. واستطاع هذا العمل ان يكوّن لي خبرة ما زلت استفيد منها حتى الآن، اضافة الى ما تعلمته من يسرا في تقطيع جمل الحوار وتنظيم تنفسي اثناء قول كل جملة في شكل مختلف يخدم المعنى المراد. شاركتي في عدد من الاعمال التلفزيونية التي لم تترك أي صدى، فهل جاء ذلك لأنك لم تستوعبي نجاح عملك مع يسرا في الشكل الكافي؟ - بدأت بعد نجاح هذا العمل لدى الناس، اجد صعوبة كبيرة في العثور على عمل كبير مثل "حياة الجوهري"، وفي هذه الظروف من التخبط قبلت الكثير من الاعمال الجيدة مثل "ازمة الدرمالي" بطولة عزت العلايلي و"خيانة" للمخرج مصطفى الشال الذي قدمت له ايضاً "اشواك الحب"، ثم شاركت في مسلسل "بعد الظلام تشرق الشمس" من اخراج عادل صادق، ثم في اعمال تلفزيونية عدة منها "ليلة مقتل العمدة" و"الجحيم رجل" وانتهيت اخيراً من مسلسلات تعرض قريباً منها "المهنة طبيب" مع عزت العلايلي و"البشكار" من اخراج محمود بكري و"اللؤلؤ المنثور" و"سيف الدولة الحمداني" وغيرها، وكلها اعمال متميزة. ولا تستطيع القول انني خلال اكثر من 50 عملاً تلفزيونياً لم استطع ان احقق نجاحاً يوازي "حياة الجوهري". ألا ترين أنك تستهلكين امكاناتك كممثلة وتهملين في الوقت نفسه مجالات فنية اخرى؟ - لم أصادف عملاً جيداً في المسرح بعد تجربتي الوحيدة "الجوازة لازم تتم" امام سناء يونس وعبدالرحمن أبو زهرة. اما في السينما فقد عرض علي اكثر من عمل، كان من اهمها فيلم "البطل" امام احمد زكي ولكنني رفضته لأنه كان سيجبرني على ارتداء ملابس البحر في اكثر من مشهد، ولم تكن لي سوى تجربة وحيدة في السينما من خلال فيلم "العشق والدم" آخر أعمال المخرج الراحل اشرف فهمي وبطولة شريهان وفاروق الفيشاوي ومحمد رياض. وبعد هذا الفيلم عرض علي المخرج الراحل رضوان الكاشف العمل في فيلمه الاخير "الساحر"، لكنني اكتشفت ان الفيلم كله يدور على الإثارة والإغراء فرفضته طبعاً، لأنني لا اسمح لأطفالي ان يروني في مشهد أخجل منه. ماذا عن تجربة زواجك المبكر، ألا ترين انها تجربة معطلة على المستوى الفني؟ - لا اعتقد ذلك، لأنني ارتبطت بفنان يعي مسؤولية الفنانة ويعرف طبيعة عملها، فزوجي هو مخرج اعلانات وأساعده في عمله كمخرج منفذ. وهو عمل اكسبني خبرة كبيرة في عملي كممثلة، لانني اصبحت الآن ادرك استخدام الكاميرا وكيف يتم مونتاج العمل وغيرها من عناصر صناعة العمل الفني سواء في التلفزيون أم في الفيديو كليب أم في الاعلان. من ناحية اخرى اجد ان مقولة "الزواج يبعد الفنان من عمله"، غير صحيحة، لأنه بالنظر الى مختلف نجومنا ونجماتنا الحاليات سنجد أن غالبيتهم متزوجون ومتزوجات وناجحون في اعمالهم، هناك من الفنانين احمد السقا وشريف منير ومحمد هنيدي وهاني رمزي ومن الفنانات منى زكي وحنان ترك وروجينا وغيرهن، كل هؤلاء متزوجون ومتزوجات وعملهم ناجح. قلت انك رفضت فيلم "الساحر" لأنه يدور على الإثارة والإغراء، وهذا ما لم نجده في الفيلم، أم أنك كنت تقصدين الشخصية التي أدتها منة شلبي؟ - لم أقصد أن فيلم "الساحر" يدور في موضوعه ومضمونه على الجنس والإثارة، بل قصدت ان الشخصية التي عرضت عليّ، والتي قدمتها الفنانة منة شلبي، كان من الصعب ان أؤديها، لما احتوته من مشاهد اخجل من القيام بها على شريط السينما، اقول ذلك مع احترامي الشديد لزميلتي منة شلبي، التي قامت بالدور على قدر كبير من النجاح، ولكنني لا استطيع تقديم مثل هذا النوع من الاغراء، كل هذا يشعرني فعلاً بأنني لست نادمة على رفضي هذا الفيلم، لكنني نادمة على خسارتي العمل مع مخرج كبير وعظيم مثل رضوان الكاشف رحمه الله. ما جديدك الفني؟ - ليس هناك جديد لأن طفلتي الاولى عائشة عطلتني فترة طويلة من العمل، لكنني اقرأ الآن عدداً من الاعمال التلفزيونية التي سأعود من خلالها قريباً الى العمل. اما السينما فأنا أرى على عكس الكثيرين انها لا تزال تعاني ازمة كبيرة، فهي لم تنتعش ولم تتقدم، ولكن الامر يقتصر على موجة كوميديا رائجة، وبعض الاعمال الأخرى التي تمثل استثناءات تظهر من حين لآخر. والافلام الجيدة تعد على أصابع اليد الواحدة.
