تابعت "الحياة" امس نتائج الانتصار الكبير الذي حققه القوميون الصرب الذين مثلهم الرئيس اليوغوسلافي فويسلاف كوشتونيتسا، وضعف الموالين للغرب المؤازرين لنائب رئيس الحكومة الاتحادية ميروليوب لابوس، فيما انعكس عدم اكتمال شرط مشاركة اكثر من نصف مجموع الناخبين في الاقتراع، ما ادى الى إلغاء الانتخابات، سلباً على الراديكاليين الصرب الذين حمّلهم القوميون المعتدلون المسؤولية الرئيسية لما حصل في امر النصاب القانوني. وحصول كوشتونيتسا على 69 في المئة من اصوات الذين شاركوا في الاقتراع اول من امس، في مقابل 31 في المئة لمصلحة لابوس، واعتبر المراقبون في بلغراد ان هذه النتيجة "فاقت التوقعات في مقدرة الاتجاهات القومية الصربية على مواجهة كل ما هو متوافر للموالين للغرب من سلطات حاكمة وإمكانات مالية ودعائية واسعة". إلا ان الفوز الكاسح الذي حققه كوشتونيتسا لم يعتمد رسمياً في حصوله على منصب رئيس جمهورية صربيا بناء على هذه الانتخابات، لأن نسبة المشاركين في التصويت بلغت 46 في المئة من مجموع ستة ملايين ونصف المليون ناخب مسجلة اسماؤهم في اللوائح الانتخابية، وبذلك فإن النتيجة لم تستوف الشرط القانوني للانتخابات الذي يتطلب مشاركة اكثر من نصف عدد الناخبين في التصويت. وإزاء هذا الوضع، اعلنت اللجنة المشرفة على الانتخابات في مؤتمر صحافي حضرته "الحياة" في بلغراد امس، انها تنتظر اكتمال وصول النتائج النهائية للتصويت في المناطق كافة، لتعلن رسمياً إلغاء كل العملية الانتخابية التي حصلت في جولتيها الأولى والثانية لاختيار رئيس جديد لجمهورية صربيا. وأوضحت اللجنة انها ستترك للبرلمان الصربي قرار الإعلان عن انتخابات جديدة لرئاسة صربيا وتحديد شروطها وموعدها. وتوقعت مصادر مطلعة في بلغراد ان يكون موعد الجولة الانتخابية الجديدة نهاية تشرين الثاني نوفمبر المقبل، وأن اقتراحاً سيتم تقديمه الى البرلمان بإلغاء شرط مشاركة اكثر من نصف عدد الناخبين في الجولة الثانية وإصدار قرار انتخابي جديد يعتبر الحاصل على اكثرية الأصوات في الجولة الثانية فائزاً مهما كانت نسبة المشاركة في الاقتراع. ومن خلال لقاءات اجرتها "الحياة" حصلت على صورة تقويمية للوضع عن النتيجة التي جاءت بها الجولة الثانية وإلغاء العملية الانتخابية. وقال دراغان مارشيتشانين نائب رئيس "الحزب الديموقراطي الصربي" الذي يتزعمه كوشتونيتسا ان "فوز كوشتونيتسا مؤكد في الانتخابات الجديدة لرئاسة جمهورية صربيا وعلى الأرجح في الجولة الأولى، لأنه صار يحظى بثقة كبيرة جداً من الناخبين في صربيا، فقد زاد عدد مؤيديه في الجولة الثانية وسيزيد عددهم اكثر في اي انتخابات مقبلة". اما ملاجان دينكيتش رئيس البنك المركزي اليوغوسلافي الذي وقف بكل إمكاناته الى جانب لابوس فقال: "سأقترح على لابوس عدم الترشح للانتخابات الجديدة، لأنه يبدو ان قبوله لرئاسة صربيا كان متواضعاً من الناخبين في الجولتين الأولى والثانية، ويفضل ان يقدم مؤيدوه مرشحاً آخر للانتخابات المقبلة". ورأى فويسلاف شيشيلي رئيس "الحزب الراديكالي الصربي" الذي دعا مؤيديه الى مقاطعة الجولة الثانية من الانتخابات، ان "ما حصل كان متوقعاً".