أشاد مراقبو الانتخابات الدوليون بالجولة الاولى من انتخابات الرئاسة الصربية ولكنهم انتقدوا الشرط الخاص بنسبة المشاركة الانتخابية في الجولة الثانية والذي قد يؤدي إلى إعادة الانتخابات. وتركز الاهتمام على انتخابات الاعادة التي ستجرى بعد أسبوعين والتي سيواجه فيها القومي المعتدل فويسلاف كوستونيتشا الاصلاحي ميروليوب لابوس، وذلك بسبب العدد القليل لمن أدلوا بأصواتهم في الجولة الاولى والاداء القوي لسياسي قومي متطرف. وكان رئيس الاتحاد اليوغسلافي كوستونيتشا قد فاز في الجولة الاولى بنسبة 30.4 في المائة من الاصوات، متقدما على نائب رئيس الوزراء الفدرالي لابوس الذي حصل على 29.2 في المائة بعد أن تم فرز 67 في المائة من الاصوات. وقالت بعثة مراقبة الانتخابات المكونة من 250 شخصا والتابعة لمنظمة الامن والتعاون في أوروبا ومجلس أوروبا، أن الجولة الاولى "متماشية إلى حد كبير مع المعايير الدولية" وأتيح أمام الناخبين "اختيار حقيقي". غير أنها انتقدت اشتراط نسبة مشاركة انتخابية لا تقل عن 51 في المائة في الجولة الثانية الحاسمة. وثمة قلق متزايد من عدم اكتمال النصاب القانوني في تلك الجولة، ولاسيما بعد أن أدلى 55.7 بالمائة فقط من الناخبين بأصواتهم في الجولة الاولى. ومن أسباب القلق الاخرى، عودة الزعيم القومي المتطرف فويسلاف سيسيلي للمسرح السياسي والذي زعم أنه سلب الفرصة لخوض انتخابات الاعادة وقال أنه سيرفع دعوى يطالب فيها بإلغاء الانتخابات. وحصل سيسيلي، الذي يحظى بدعم الرئيس اليوغسلافي السابق سلوبودان ميلوسفيتش الذي يحاكم الان في لاهاي بتهمة ارتكاب جرائم حرب، على 22.2 في المائة ليحتل المركز الثالث في الجولة الاولى. واتهم سيسيلي في مؤتمر صحفي رئيس الوزراء الصربي زوران دينديتش بالتأثير على الناخبين بأساليب ملتوية والتلاعب في بطاقات الاقتراع وانتقد السلطات المشرفة على الانتخابات ومعاهد قياس الرأي العام ووسائل الاعلام ووصفها بأنها معادية له ويبدو أن كوستونيتشا ولابوس يتفهمان التهديد الذي يمثله إدعاء سيسيلي أنه يمثل عامة الشعب، وقد ناشدا الناخبين الاقبال على التصويت بأعداد أكبر في الجولة الثانية من أجل صحة الانتخابات. وقال كوستونيتشا: إذا فشلت انتخابات الاعادة، وهو الامر الذي لا أعتقد أنه سيحدث، فإن العواقب ستكون عدم استقرار صربيا. ويعتقد المحللون أن كوستونيتشا سيفوز بالمنصب، بالفوز بالاصوات التي تفرقت في الجولة الاولى على المرشحين القوميين الآخرين، في حين يتوقع أن يحقق لاباس نتيجة أفضل بصورة ضئيلة أو قد يواجه حتى لامبالاة وضعفا في الاقبال من جانب أنصاره. وقال المحلل السياسي ديمتري بواروف لوكالة أنباء بيتا أن نجاح انتخابات الاعادة يتوقف جزئيا على سيسيلي. وأضاف بوارف سيفضل سيسيلي أن يساند مقاطعة الانتخابات وأن يرفع عنها غطاء الشرعية، على أن يطلب من ناخبيه أن يؤيدوا كوستونيتشا. وفي رأي المحلل السياسي، فإن كوستونيتشا هو العدو الاكبر لسيسيلي وليس لابوس، ليس فحسب لانه لن يكون ممتنا للدعم بل لانهما يسعيان لكسب أصوات ناخبين لهم نفس التوجه. ويتعين على دينديتش أيضا أن يقدر ما سيعود عليه جراء الهزيمة المحتملة لمرشحه لابوس وفوز منافسه كوستونيتشا. وأضاف بواروف إنه ربما يخطر لمؤيدي دينديتش أن إعادة الانتخابات قد تعطيه شهرين أو ثلاثة أشهر للمناورة، ولكنه حذر من أن ذلك قد يضعف المصداقية الدولية لصربيا.