الدورة الرابعة والخمسون لمعرض فرانكفورت الدولي للكتاب الذي يقام هذا العام وسط اجواء كساد اقتصادي وتراجع في ارقام مبيعات الكتب، دفعت بمئات من الناشرين الى الاحجام عن المجيء الى عاصمة ألمانيا الاقتصادية للاشتراك في اهم معارض الكتاب في العالم. وتوافد على دورة هذا العام زهاء 6400 ناشر 250 ناشراً اقل من العام السابق وقد اتوا من 110 دول ليعرضوا نحو 400 ألف مطبوعة. من بينها 81 ألف اصدار جديد. وكما في مهرجان برلين الدولي للأدب اقيم من 10 الى 21/9/2002 هكذا ايضاً في فرانكفورت: الذكرى الاولى لأحداث ايلول سبتمبر تفرض نفسها على المنظمين والمشاركين. لذلك فإن المحور الرئيس هذا العام يقام تحت شعار: "مد الجسور في عالم مقسم". وخلال ايام ستة يشهد المعرض عدداً من الندوات والقراءات والعروض الموسيقية تدور كلها حول قضايا الحوار الثقافي والهوية الثقافية إزاء تحديات العولمة. وقد دعي الى هذه الانشطة اربعون كاتباً سيقدمون خلال هذه الللقاءات صورة شديدة التنوع عن آداب العالم البعيدة من المركز الاوروبي، بدءاً بالأدب الآسيوي ومروراً بالمنطقة العربية والقارة الافريقية، وصولاً الى ادب اميركا اللاتينية. ويرافق الندوات معرض للكتب التي تتناول موضوع العولمة والتنوع الثقافي. ومن بين الكتب السبعمئة المعروضة اعمال اصابت قدراً كبيراً من الشهرة والاهتمام في العالم، مثل "الاخلاق في عصر العولمة" لفاكلاف هافل و"لا شعار" لناومي كلاين و"القرصنة البينية" لفاندانا شيفا. العولمة من مختلف زواياها هي ايضاً موضوع المؤتمر الذي يعقد يوم السبت تحت عنوان "مستقبل العالم"، ويتناقش فيه عشرون مفكراً من مختلف البلدان عن انعكاسات العولمة على الادب والسياسة والاقتصاد والدين. ومن بين المشاركين في هذا المؤتمر الاديبة الجزائرية الاصل آسيا جبار، التي كرمها قبل عامين اتحاد الناشرين الألمان بمنحها جائزة السلام المرموقة، والتي تسلم كل عام على هامش معرض فرانكفورت الدولي للكتاب، اما جائزة عام 2002 فستمنح الى الكاتب النيجيري تشينوا اتشيبه الذي يكاد يكون شبه مجهول في ألمانيا، وذلك خلال الاحتفال الذي يقام كالمعتاد يوم الاحد في كنيسة القديس بولس في فرانكفورت. "البلد الضيف" هذا العام هو ليتوانياً. ورئيسها فالداس ادامكوس افتتح المعرض مع وزير الثقافة الالماني يوليان نيدا روملين. في كلمته اشاد الرئىس الليتواني بدور الادب في توثيق الروابط الثقافية بين الشعوب، فالكتاب "يربطنا جميعاً". اما الشاعر الليتواني سيغتاس غيدا فحاولفي كلمته ان يقدم عرضاً موجزاً لأهم التجارب الادبية في بلاده، التي ابدعت في مجال الشعر قصائد يرى انها ترقى الى الخلود. وفي هذا الصدد اشار غيدا الى التأثير الكبير للأدب الالماني على الأدب الليتواني، مشيداً في شكل خاص بالشاعر الالماني الشرقي يوهانيس بوبروفسكي 1917-1965، الذي اثر في غيدا تأثيراً كبيراً. الاهتمام بجيران ألمانيا الشرقيين سيستمر في العام المقبل ايضاً. ومن المقرر ان تستضيف فرانكفورت الادب الروسي في دورة المعرض الخامسة والخمسين. وتلقى دور النشر الايرانية والعربية اهتماماً خاصاً في معرض فرانكفورت هذا العام. وكان معهد غوتة - انترناتسيونس وجه الدعوة الى عدد من الناشرين الايرانيين والعرب لزيارة فرانكفورت لتعميق التبادل الثقافي بين ألمانيا والمنطقة العربية والاسلامية. والدول العربية الست هي مصر ولبنان وسورية والكويت والامارات والمغرب. وسيسافر الناشرون العرب في ختام المعرض الى ميونيخ في الجنوب الألماني لزيارة كبرى دور النشر مثل دار "بك" و"زاور". المعرض يفتح ابوابه في الايام الثلاثة الاولى للناشرين والمتخصصين. اما القراء فسيكتسحون صالات العرض ابتداء من السبت. وعندما يغلق المعرض ابوابه مساء الاثنين 14/10/2002 سيكون تجول في انحائه ما لا يقل عن ربع مليون زائر.