سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
شارون اكد قبل نسفهم متجراً فلسطينياً ان مستوطنتهم ستبقى الى الابد . المستوطنون اليهود يبدأون تفجيرات في الخليل وبن اليعيزر يهددهم بسحب الجيش من المدينة
ضرب نضال ابو سنينة كفا بكف وهو ينظر الى متجره الذي أحرقه المستوطنون اليهود في الساعات الاولى من فجر الاثنين بينما كان الدخان ما زال يتصاعد منه وهو يقول "ليس لنا الا الله، ولا حول ولا قوة الا بالله". اضاف وكأنه يخاطب ذاته مذهولا: "انهم يحضرون لعمل رهيب في الخليل يحملنا جميعا على الرحيل، ولا يوجد امامنا خيار سوى البقاء. اليوم السوق وغداً حارة ابو سنينة وبعد غد حارة التكروري". ولم يكن نضال الضحية الوحيدة لعمليات التدمير والنهب والحرق التي يقوم بها المستوطنون في مدينة الخليل منذ اكثر من اسبوعين والتي رأى قائد الجيش الاسرائيلي نفسه في آخرها ليل الاحد - الاثنين "خطوة تصعيدية تنذر بانفجار هائل". وأدى الاعتداء الاخير الى حرق ستة محال تجارية ومنزل يملكها فلسطينيون بعد ان فجر المستوطنون اليهود، وفقا لرواية الجيش الاسرائيلي، اسطوانة غاز في متجر نضال ما أدى الى اصابة ستة جنود اسرائيليين متمركزين في موقع عسكري مجاور بأوجاع في الرأس والاذن وحالات غثيان. وأعرب نضال في حديث ل"الحياة" عن اعتقاده بأن المستوطنين اليهود استخدموا الديناميت في فعلتهم بالاضافة الى اسطوانة الغاز، مشيرا الى ان أبواب المتجر الحديد الثقيلة خلعت بالكامل، مضيفا ان عدداً من الجنود الاسرائيليين في المنطقة أكدوا له ذلك. وأعلن الجيش الاسرائيلي العثور على سبع اسطوانات اخرى كانت معدة للتفجير في المنطقة الفلسطينية المتاخمة للبؤرة الاستيطانية "ابراهام ابينو". ورفض نضال عرضاً من قوات الجيش الاسرائيلي بادخال جرافة عسكرية لازالة انقاض المتجر موضحا ان هؤلاء رفضوا توفير ضمانة له بأن لا تتحول بقعة الارض المقام عليها المتجر الى "خيمة استيطانية" تتحول في ما بعد الى مستوطنة جديدة او ان يشق فيها المستوطنون شارعا يوصل الى البؤرة الاستيطانية. واضاف "سألت الجندي: هل تضمن عدم استيلاء المستوطنين على الموقع فأجاب سلباً". ومر احد المستوطنين بالقرب من نضال الذي كان يقف امام ركام متجره وامام الجنود وضحك وقال له: "أتمنى ان تكون فرحا لما حدث لك" قبل ان يستمر في طريقه. ولا يتوقف المواطنون في الخليل عن الحديث عن اعتداءات المستوطنين عليهم وعلى ممتلكاتهم في النهار والليل والتي لا تخلوا من عمليات السرقة والنهب للمحال التجارية قبل حرقها وإلقاء الحجارة والاوساخ على بيوتهم والاعتداء بالضرب المبرح على كل من يرونه يسير في الشارع. وقال احد المواطنين: "نعيش حالتي ارهاب ورعب حقيقيين ولكن لا يأبه بنا أحد. اعلن المستوطنون انهم سيحتلون حارة ابو سنينة وسيواصلون ارتكاب جرائمهم الى ان يجبروا الجيش على القيام بذلك". وزاد حادث الامس من حدة التوتر بين الجيش الاسرائيلي والمستوطنين اليهود الذين "يتصرفون بصورة غير لائقة" على حد تعبير وزير الدفاع الاسرائيلي بنيامين بن اليعيزر الذي هدد في مقابلة مع القناة الاولى للتلفزيون الاسرائيلي ب"اخراج الجيش من الخليل بسبب تعامل المستوطنين مع الجنود". واشار بن اليعيزر الى ان المستوطنين "يبصقون عليهم اي الجنود ويضربونهم ولم يبق سوى ان يطلقوا النار عليهم. اذا واصل المستوطنون ضرب الجنود فإنهم سيبقون هناك وحدهم. سأدرس امكان اخراج الجنود من هناك". وجاءت تصريحات بن اليعيزر في اعقاب محاولة احد المستوطنين طعن جندي في قلب البلدة القديمة التي استوطن نحو 400 يهودي فيها في القسم الذي بات يعرفH21. ويعيش نحو 200 الف فلسطيني في الجزء المتبقي من المدينة والذي يعرف حسب اتفاق الخليل بH1. واعلن ضباط يعملون في منطقة الخليل عن استيائهم وسخطهم الشديدين من تصرفات المستوطنين "الذين لا يصغون لاوامر الجيش ويعرضونه للخطر" مثلما حصل في حادث تفجير عبوة الغاز. وفي احاديثهم مع المواطنين الذين لا يجدون في معظم الاحيان من يشتكون له سوى جنود الاحتلال انفسهم، يؤكد الجنود عدم قدرتهم على ردع المستوطنين واعمالهم. ويدور جدل ساخن في اوساط الجيش الاسرائيلي حول "خضوع الجيش لاهواء المستوطنين واوامرهم بدل العكس" كما تفيد مصادر صحافية اسرائيلية. وعلى هذا الصعيد، اكد النائب الاسرائيلي زعيم حركة ميرتس اليسارية يوسي سريد ان السبيل الوحيد "لوضع حد لعربدة المستوطنين في الخليل هو اجلاؤهم عنها" وهذا ما ردده زميله في الحركة اوري افنيري. غير ان رأس الهرم في السلطة الاسرائيلية رئيس الوزراء ارييل شارون، منح المستوطنين مزيداً من القوة والدعم للاستمرار في اعتداءاتهم عندما اكد امس الاول قبل ساعات من الانفجار ان "المستوطنة اليهودية في الخليل ستبقى الى الابد". وقبيل تفجير اسطوانة الغاز، حاول الاف المستوطنين اليهود الذين قدموا من مستوطنات مختلفة في الضفة الغربية اقتحام حارة "ابو سنينة" وهم يرددون "الموت للعرب"، غير ان قوات الجيش الاسرائيلي الموجودة بكثافة في المنطقة حالت دون ذلك.