دعت روسياوفرنسا الى "تنسيق وثيق" بين اعضاء مجلس الأمن لمعالجة الملف العراقي، وأكد ديبلوماسي روسي ان الجانبين لا يريدان "مجابهة داخل المجلس". في الوقت ذاته اعتبر الرئيس السوفياتي السابق ميخائيل غورباتشوف ان واشنطن تسعى الى الحرب لمعالجة مشاكلها الاقتصادية و"فرض الهيمنة" على أسعار النفط العالمية. وفي اتصال هاتفي أجراه وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف مع نظيره الفرنسي دومينيك دو فيلبان، أكد الجانبان "أهمية التوصل الى اتفاقات عملية تسمح بزيادة فاعلية نشاط المفتشين" في العراق، وشددا على ضرورة التنسيق بين اعضاء مجلس الأمن. وقال ل"الحياة" ديبلوماسي روسي ان هذا التصريح قد يعني موافقة موسكو على مشروع القرار الفرنسي بعد تعديله، في ضوء مطالبة روسيا باضافة فقرة تشدد على "ربط" عودة المفتشين بتعليق العقوبات الاقتصادية المفروضة على العراق. وتابع ان الجانبين الروسي والفرنسي لا يريدان "مجابهة داخل مجلس الأمن"، لذلك يدعوان الى "التنسيق" بمعنى اقناع الأطراف الأخرى، وفي مقدمها الولاياتالمتحدة، بقبول المشروع الفرنسي بوصفه حلاً وسطاً بين الرفض الروسي لأي قرار جديد وبين المشروع الأميركي "المتشدد". بلير: الحرب ليست حتمية وعشية زيارته روسيا، دعا بلير إلى "نظام تفتيش جديد" في العراق لتفادي "الثغرات" التي رافقت عمليات التفتيش السابقة. وفي حديث إلى "هيئة الإذاعة البريطانية" بي بي سي قال بلير: "علينا أن نتحقق من أن النظام الذي سيعمل بمقتضاه مفتشو الأممالمتحدة، سيأخذ في الاعتبار صعوبات الماضي وسيعمل لازالتها. لذلك نحن في حاجة إلى قرار جديد من مجلس الأمن كي نعبر مجدداً عن تصميم الأسرة الدولية على المواجهة، ولئلا يرث نظام التفتيش الجديد ثغرات النظام السابق". واعتبر رئيس الوزراء البريطاني أن "الحرب ليست حتمية"، لكن "نزع الأسلحة الكيماوية والبيولوجية وربما النووية التي لدى العراق، أمر لا مناص منه. وإذا امتثل الرئيس صدام حسين لما تطلبه الأسرة الدولية وأبدى بوضوح استعداده للتعاون مع مفتشي نزع الأسلحة، لن يكون هناك نزاع". الى ذلك قدمت بغداد تنازلاً جديداً إلى المفتشين الدوليين فوافقت على السماح لهم باستجواب عراقيين في أي مكان وزمان يريدونه، من دون أي شرط، لكن لم يتضح اذا كان يمكن استجوابهم خارج العراق. وعدلت فرنسا موقفها فقدمت اقتراحات جديدة لمناقشتها في مجلس الامن. وعلى رغم انها وافقت في هذه الاقتراحات على ان المفتشين يحتاجون الى تعليمات جديدة اكثر حزماً كي يدخلوا إلى القصور الرئاسية، فإنها ما زالت بعيدة عن الموقف الاميركي. و قال رئيس لجنة التفتيش انموفيك هانس بليكس إن العراق وافق خلال مفاوضات الاسبوع الماضي على السماح للمفتشين باستجواب عراقيين في أي مكان أو زمان، جاء ذلك في رسالة إلى مستشار الرئيس العراقي عامر السعدي الذي رأس وفد بلاده إلى محادثات فيينا. وطلب بليكس ومدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي الذي اشترك معه في الرسالة، من السعدي المستشار في الديوان الرئاسي العراقي تأكيد نقاط الاتفاق على الترتيبات العملية لمعاودة عمليات التفتيش المتوقفة منذ أربع سنوات. واطلع بليكس والبرادعي مجلس الامن الخميس الماضي على نتائج المفاوضات واكدت الولاياتالمتحدة خلال هذا الاجتماع ان لا عودة للمفتشين من دون تفويض جديد حازم. ومن النقاط المهمة في رسالة بليكس والبرادعي: - سيتمكن المفتشون من دخول المواقع الحساسة فوراً ومن دون شروط بما في ذلك 8 قصور رئاسية. - يحق لمسؤولي الأممالمتحدة تحديد عدد المفتشين الضروري للدخول الى أي موقع. - يضمن العراق عدم اتلاف أي مواد أو معدات أو سجلات أو أي أشياء أخرى محظورة إلا بحضور المفتشين.