بينت أستاذة في جامعة حلوان المصرية سميحة كرم الحياة الزوجية والأسرية فناً لاپبد من تعلمه ومعرفة قواعده وأصوله، ودراسته. فالزواج ليس مجرد ارتباط بين رجل وامرأة لقيام حياة زوجية مشتركة بل هو مسؤولية كبيرة يتحملها الرجل والمرأة اللذان اتفقا على قيام الحياة الزوجية بينهما. واقترحت في دراسة عن "آراء الزوجين في بعض مفاهيم الزوجية" ضرورة وضع منهج يدخل ضمن المواد الرئيسة التي يدرسها طلاب المرحلة الثانوية وطالباتها تشمل معلومات خاصة بالتركيب البيولوجي والفيزيولوجي لكل منهما، والتغيرات الجنسية وسمات الشخصية والمزاج والقيم والسلوك الديني والاجتماعي والإحساس بالأمن، إضافة إلى معلومات عن متطلبات الزواج الناجح تتضمن الأسس التي يجب احترامها عند اختيار شريك الحياة، والأسس التي يقوم عليها التوافق والتكيف الزوجي... وتناولت الدراسة 60 ثنائياً زوجياً. وأوضحت نتائج الدراسة اختلاف الآراء بين عينة الأزواج وعينة الزوجات في بعض المفاهيم المتعلقة بالزواج التي ترى الباحثة ضرورة تقاربها لضمان علاقة ناجحة. وانعكس الاختلاف على شعور الزوجين بالتوفيق في الحياة الزوجية. وكانت الزوجات أكثر صراحة في الاعتراف بذلك، إذ قالت 67 في المئة منهن إنهن موفقات إلى حد ما، في مقابل 27 في المئة من الأزواج. وأشار 73 في المئة من الأزواج أنهم موفقون في حياتهم إلى حد كبير. ويعود الاختلاف بين آراء الأزواج والزوجات إلى عدم وعي الكثر منهم بضرورة مناقشة تلك الأمور وتجاهل بعض الأسس الواجب مراعاتها عند اختيار شريك الحياة، وضرورة العمل على ترسيخ التفاهم. وتختلف عملية الاختيار في مصر تبعاً للطبقة الاجتماعية التي ينتمي إليها الشاب المقبل على الزواج، كما أن درجة الحرية تتفاوت من منطقة إلى أخرى، فالفئات العليا تعترف بضرورة الحب أو التعارف على الأقل قبل الزواج، وظهر هذا الاتجاه بنتيجة التغيرات التي تعرض لها المجتمع، ويتطلع أفراد الطبقة المتوسطة إلى أن يتزوجوا من فتيات ينشئن معهن علاقات زمالة أو عمل وهن في العادة متواضعات في المطالب. أما بالنسبة إلى الطبقات الدنيا فإن مفهوم الاختيار الحر لديها يعني عدم وجود قسر أو إكراه في الزواج. وما زال الشاب أو الشابة المصريان لا يقدمان على الزواج إلا بعد موافقة صريحة من الوالدين، ولا تزال الأسر المصرية تنظر إلى التربية المتشابهة والوسط الاجتماعي المماثل على أنهما من الأسس المهمة للزواج. وأكد أفراد عينة البحث رغبتهم في توافر المحبة والثقة والاحترام والطاعة المتبادلة بينهم وبين شركائهم، وظهرت علاقة سلبية بين الصورة الوالدية واختيار الشريك، فالفتاة المتعلقة عاطفياً بصورة الأب التقليدية تنفر اجتماعياً من هذه الصورة.