ارتفعت نسب حالات الطلاق وازدادت المشكلات الزوجية في مجتمعنا بسبب عدم تأهيل الزوجين قبل الزواج بدورات تثقيفية عن أسس وقواعد نجاح الحياة الزوجية وخلو عقد الزواج من ذلك الشرط الهام، حتى أن الكشف الطبي قبل الزواج غير مكتمل من الناحية الطبية والنفسية والتاريخ المرضي الذي يمكن الزوجين من التعرف على سلامة الطرف الآخر.. وفي هذا الصدد فإنني أُطالب الجهات المعنية بتطبيق تلك الدورات بشكل إلزامي لمساعدة الراغبين في الزواج على معرفة مفهوم الحياة الزوجية، وأسس تطور العلاقة بين الزوجين والأسس التي يتم بناء عليها اختيار الشريك وفرص التعرف عليه (معرفة الذات) ليتم بناء عليها اختيار الشريك الأنسب وفهم طبيعة الاختلاف بين الرجل والمرأة في نمط الحياة وطرق التفكير والنواحي الفسيولوجية ومعرفة دور كل من الزوج والزوجة في الحياة الزوجية وتجنب العوامل التي تؤدى إلى فشل العلاقة الزوجية أو توترها والاطلاع على أهم وسائل إدارة الخلافات الزوجية ومواجهة عوامل فشل الحياة الزوجية. ما يبحث عنه الزوج وكذلك الزوجة هو الاستقرار النفسي والالتزام بالهدوء في حالة الاختلاف. الكثير من حالات الزواج في مجتمعنا زيجات تقليدية ليس فيها مجال للتفاهم بين الزوجين قبل الزواج لاعتبارات دينية ومجتمعية ولذلك في الغالب تحدث مصادمات واختلافات بين الزوجين في بداية الزواج ومنها في رأيي عدم تحمل الزوجة للمسؤولية واقتصار مفهوم الزواج لدى أغلبهن على الطلعات والعلاقة الحميمة فقط دون الانتباه والاهتمام بما يساعد على نجاح تلك العلاقة من تفاهم على أمور الحياة وتقاسم المسؤوليات، ولعلنا نتذكر الحديث الشريف الذي يقول إن أربعا من السعادة ومنها المرأة الصالحة، وأربعا من الشقاء ومنها المرأة السوء.. بعض النساء -هداهن الله- كثيرات التشكي والضجر وينقصهن التفقه في الدين ومعرفة أوامر الله عز وجل في طاعة الزوج وإرضائه في غير معصية لله تعالى. فالغالبية منهن -وفقهن الله- يحتجن إلى تدريب أنفسهن على أن يكنّ ودودات لطيفات في التعامل، لأن الزواج هو مؤسسة تتطلب لنجاحها وتحقيق أرباح بلا خسائر تفاهم الزوجين وتحملهما لبعض، فالمطلوب هو بناء أسرة سليمة تنفع مجتمعها وتُربي أطفالا أصحاء صالحين بعيدين عن العقد والأمراض النفسية التي تؤثر على سلوكهم من خلال ما يسمعون ويرون من تعامل الزوجين الفظ مع بعضهما البعض، والذي أسمعه أن هناك فئة من النساء إن لم يأت الأمر كما تحب غضبت وأطلقت للسانها العنان بما هو غير مباح من القول والفعل والعمل، ما يبحث عنه الزوج وكذلك الزوجة هو الاستقرار النفسي والالتزام بالهدوء في حالة الاختلاف والحرص أن يكون هناك نقطة التقاء لمعالجة الأخطاء وتصويبها لمصلحة الطرفين وكذلك لمصلحة الأولاد، فالأولاد عندما يعيشون في أجواء هادئة وخالية من المشاكل ينعكس ذلك على سلوكهم ونجاحهم وتفوقهم وصلاحهم، فمن أسباب نفور الرجال من البيوت هو كثرة اهتمام الزوجات «هداهن الله» بالطلعات والتنزه واللبس وحضور المناسبات والحفلات والسفريات؟.. بقول الرسول صلى الله عليه وسلم «نساؤكم من أهل الجنة: الودود، الولود، العؤود على زوجها، التي إذا غضب جاءت حتى تضع يدها في يد زوجها، وتقول: لا أذوق غُمضا حتى ترضى»... إخواني وأخواتي وبناتي ما يبحث عنه الأزواج والمقبلون على الزواج هو معرفة حقوق كل منهم وواجباته لأنها مطلب أساس لنجاح الحياة الزوجية وتقوية أركانها، فلا ضير من الاطلاع على الكتب المتخصصة في العلاقات الزوجية وقراءة ما يكتبه المختصون والتربويون والمصلحون الاجتماعيون، فكل ذلك يعود بالنفع والفائدة المرجوة بإذن الله على استقرار الحياة الزوجية، فخدمة الزوج والسعي إلى إرضائه من خلال تربية الأولاد، وتهيئة الطعام والفراش وحفظ أسرار الحياة الزوجية، ونحو ذلك هي من الأعمال التي تقرب الزوجة إلى زوجها، وكذلك يجب على الزوج مراعاة الزوجة وما تمر به من ظروف نفسية وعملية فالتفاهم مطلوب.