كشف استطلاع للرأي أجرته صحيفة "سبق" أن 60 في المائة من المشاركين يعتقدون أنهم موفقون في اختيار شريك حياتهم، سواء الزوجة أو الزوج، فيما يرى 28 في المائة أنهم غير موفقين، فيما يرى نحو 12 في المائة أنهم موفقون نوعاً ما. ويؤكد الباحث في سياسات الرعاية الاجتماعية بجامعة مانشستر البريطانية، حسين الحكمي، أن النسبة الكبيرة من الأسر راضية عن حياتها، ما يدل بدوره على ثبات واستقرار أسري في المجتمع السعودي، وشارك في استطلاع الرأي 51.029 من زوار موقع "سبق". وعن نتيجة الاستطلاع يقول ل"سبق" الكاتب الصحفي حسين الحكمي "إن نسبة كبيرة من الأسر راضية عن حياتها وتشعر بالسعادة. وهذا قد يدل بدوره على ثبات في حياة الأسرة التي هي عماد المجتمع، وهذا يؤكد ما نلاحظه على مجتمعنا السعودي بشكلٍ عام من استقرار أسري"، ويضيف "وجود نسبة 28 % ترى أنه لا يوجد توافق مع شريكهم يدل على وجود عدم رضا عن شريك الحياة والذي لا يعني بالضرورة عدم نجاح الحياة الأسرية. ولكنه قد يعني أن هناك نسبة من العينة التي أجابت عن الاستبيان يطمحون ويتوقعون من شريك حياتهم أموراً لم تتحقق بعد. وهذا لا يعني أنه لا يوجد فرصة لتعديل الوضع بل بالعكس فبإمكان أي شريكين أن يتوافقا ولكن بالتوكل على الله أولاً ثم العمل لكليهما للوصول إلى درجة من التوافق يرضيان عنها.. كون 18 % ممن أجاب عن الاستبيان يدل على وجود توافق مع شريك الحياة لكنهم يودون لو كان هناك أكثر، وهذا ممكن مع الأخذ ببعض النصائح". وعن تعريفه للتوفيق في اختيار شريك الحياة يقول الحكمي "يعد التوافق بين الزوجين هدفاً يسعى إليه كل الأزواج. ويمكن أن يعرف بأنه التقاء حاجات ورغبات أحدهما مع الآخر. بحيث يسود جو من الألفة والمحبة والرضا بشكلٍ عام. ولا يعني كونهما متوافقين أنهما متشابهان وإنما يعني أن كلاً منهما مكمل للآخر، وكل طرفٍ يوفر احتياجات قد تنقص الطرف الآخر، إضافة إلى أن كلاً من الشريكين يكون مساعداً للآخر بحيث يحصل الطرفان على ما هو أفضل فيما لو كان كل منهما على حدة.. ومن علاماته التفاهم.. قلة درجة الاختلاف فيما بينهما خصوصاً في القضايا الكبيرة والمصيرية، يستطيعان مواجهة المشكلات والتحديات التي تواجه كل منهما وحلها وعدم تأثير تلك المشكلات على علاقتهما. كما يمكن لأحدهما معرفة ما الذي يحبه الآخر أو ما لا يحبه، تكون علامات الحب واضحة عليهما. كما يلاحظ الانسجام فيما بينهما وتكاملهما، احترام كل منهما لخصوصيات الآخر وتقديره. كما أن تميز أطفالهما دليل على تفاهمهما، لأن الخلافات الأسرية كثيراً ما تتسبب في فشل الأطفال". وعما يحتاج إليه الزوجان للزواج يقول "يحتاجان إلى الحوار الهادئ بشكلٍ مستمر حتى تزيد درجة التفاهم فيما بينهما ويطلع كل منهما على الآخر. كما أن المصارحة أمر مهم فمن الممكن أن يذكر كل منهما للآخر ما يعجبه وما لا يعجبه سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة. التسامح فيما بينهما وغفر الزلات وتقدير العلاقة الزوجية وطبيعتها، الهدوء عند غضب الطرف الآخر ومحاولة عدم إثارة المسائل المختلف عليها وتهدئته وربما السكوت أحياناً يكون هو الحل.. القراءة والاطلاع والمشورة من الأشخاص الثقات.. مناقشة القضايا المهمة بشكلٍ هادئ.. ومن المهم على كلٍ من الشريكين تقبل (أخطاء) شريكه والرضا بالنصيب والعمل على تعديل السلوكيات.. والبعد عن البوح بأسرار البيت". وينصح الحكمي كل من لم يوفق في زواجه بتقبل الطرف الآخر كما هو والبعد عن المقارنة بالأزواج الآخرين، فأنتما تختلفان عن البقية وظروفكما مختلفة، كما أن اهتماماتكما مختلفة أيضاً، ويضيف "الزواج في أساسه علاقة دائمة، ومن المهم أن نتعامل معه من هذا المنطلق بحيث نحاول أن نتسامح مع أخطاء شريك حياتنا ونعلم أن الصراع والمشاكل ليست هي ما نريده وما نرغب في عيشه بقية حياتنا. فالزواج سكن وألفة وتواد وتراحم. لذلك من المهم أن يعمل كلٌ منا على الابتعاد عن قضايا الخلاف.. من المهم أن تعلما أن المسامحة والحوار والمصارحة أمور ضرورية لاستمرار الحياة الزوجية بشكلٍ أفضل".