الناصرة - "الحياة"، أ ف ب - قال رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون عقب تفقده سفينة الاسلحة التي تقول اسرائيل انها كانت مرسلة من ايران الى السلطة الفلسطينية ان الرئيس ياسر عرفات هو الذي امر بشراء الاسلحة، مضيفا ان الرئيس الفلسطيني "لجأ بذلك الى خيار استراتيجي هو احداث تدهور اقليمي يقود الى حرب". ووصف شارون السفينة بانها "سفينة ارهاب" وعرفات بانه "عنصر اساسي في شبكة من الارهاب الدولي تقودها ايران وهدفها نشر الموت والدمار في ربوع العالم بأسره". واوضح شارون ان "هذه السفينة كانت متوجهة الى غزة ولو لم يتم اعتراضها، لكنا جميعا مهددين، من تل ابيب الى هرتزليا شمال تل ابيب ومن ارييل الى نتساريم"، وهما مستوطنتان في الضفة وقطاع غزة. وتابع ان "كمية الاسلحة التي تمت مصادرتها تثبت ان السلطة تسعى الى ارتكاب اعمال ارهابية. انه خيار رئيسها. عرفات يشتري قاذفات صواريخ كاتيوشا بدل ان يستثمر في التربية وتأمين الوظائف. عرفات يشتري الغاماً ومتفجرات بدل ان يستثمر في رفاهية شعبه". وكان شارون يتحدث في مؤتمر صحافي على رصيف الميناء الذي وضع عليه الجيش الاسرائيلي العشرات من قذائف "كاتيوشا" والصواريخ المضادة للدروع واسلحة صغيرة ومتفجرات. ودعا وزير الدفاع بنيامين بن اليعيزر المجتمع الدولي الى تكثيف الضغوط على السلطة، مهدداً ان اسرائيل لن تسمح بأن تتحول الى تهديد استراتيجي لأمنها، مضيفاً ان ضلوع السلطة في العملية يؤكد ان وجهتها نحو الحرب وليس نحو السلام. وزاد ان علاقة سفينة الاسلحة بالسلطة غير قابل للتفنيد. كذلك دعا رئيس أركان الجيش الجنرال شاؤول موفاز الحكومة الى بلورة رد استراتيجي جديد للتعامل مع السلطة. ونفى الوزير داني نافيه ما قاله سكرتير الحكومة جدعون ساعر أول من امس عن وجود ناشط في "حزب الله" بين أفراد طاقم السفينة. وهاجم بيريز ودعاه الى الكف عن الاتصالات مع رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني أحمد قريع أبو علاء. ورأى انه على الحكومة الغاء القوانين المتعلقة باتفاق اوسلو وإدراج السلطة على لائحة المنظمات الداعمة للارهاب والتوجه الى الولاياتالمتحدة بطلب مماثل. وشرعت اسرائيل بحملة دعائية واسعة في أرجاء العالم لاستثمار الحادثة الى أقصى حد ممكن. وقال الناطق باسم الخارجية أوفير جندلمان ان الحملة ترتكز على تحميل السلطة كامل المسؤولية عن السفينة واعتبار ذلك تصعيداً خطيراً في وقت أقدمت اسرائيل على منح تسهيلات كبيرة للمستوطنين. تفاصيل الاعتراض وكانت السفينة "كارين اي" متجهة نحو قناة السويس عندما اعترضها سلاح البحرية الاسرائيلي فجر الخميس في المياه الدولية. ونفت السلطة وايران اي علاقة لهما بالسفينة. وقال المسؤول الاعلامي في وزارة الخارجية الاسرائيلية جدعون مئير: "نريد بهذه المناسبة اقناع اوروبا بالانضمام الى الولاياتالمتحدة للضغط على الفلسطينيين لوقف نشاطاتهم الارهابية". وافادت مصادر عسكرية ان قبطان السفينة هو العقيد عمر عكاوي الضابط في الشرطة البحرية الفلسطينية، كما ان ثلاثة من البحارة هم ايضا عناصر في هذه الشرطة. واوضحت ان شخصا يدعى عادل مغربي قد يكون المسؤول الاساسي عن شراء الاسلحة للسلطة، اشترى السفينة وحمولتها اربعة آلاف طن قبل عام في لبنان. وافادت معلومات الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية ان قيمة مشتريات السلاح بلغت نحو 15 مليون دولار، اضافة الى اكثر من 400 الف دولار لشراء السفينة. واعتبرت ان عرفات لا بد ان يكون اطلع على هذه العملية نظراً الى ضخامة المبالغ التي دفعت. وتابعت ان السفينة نقلت في البداية بضائع مدنية الى مرفأ سوداني، الا ان طاقمها استبدل في تشرين الثاني نوفمبر عام 2001 ورست في مرفأ الحديدة في اليمن. وبعدما اجريت تصليحات عليها توجهت السفينة الى جزيرة كيش في الخليج قرب السواحل الايرانية حيث تم نقل 50 طناً من السلاح اليها من على متن سفينة اخرى، مشيرة الى ان غالبية السلاح من ايران، وان الاسلحة وضعت في 80 مستوعبا قابلة للعوم صنعت خصيصا في ايران للتمكن من تركها قبالة شواطىء غزة او في العريش في مصر تمهيدا لنقلها لاحقا الى قطاع غزة عن طريق التهريب. ونفى الجيش امس وجود اي من عناصر الحزب على متن السفينة، وقال ناطق عسكري ان "عضوا في حزب الله يدعى الحاج محمد شارك فعلا في شحن حاويات الاسلحة غير انه لم يكن على متنها". وجاء هذا التوضيح بعد تأكيد الامين العام للحكومة جدعون سار اول من امس ان عضوا في "حزب الله" كان على متن السفينة المحتجزة وانه كان يمثل "حلقة الوصل بين الحزب والسلطة". وفي بيروت، نفى ناطق باسم "حزب الله" علاقته بالسفينة، مشيرا الى انه لم يكن على متن السفينة اي من اعضاء الحزب. من جانبها، نفت السلطات في جزيرة كيش الايرانية "بشكل قاطع" ان تكون سفينة الاسلحة حملت من مرفأ الجزيرة كما يؤكد الاسرائيليون. وقال رئيس شعبة العلاقات العامة في المنطقة الحرة في كيش محمد قصائي زاده: "انه خبر مغلوط تماما وننفيه بشكل قاطع". واضاف: "من المستحيل ان تكون سفينة كهذه رست على شواطئنا".