فتحت اسرائيل ملف "التهديد الايراني" على مصراعيه وسيضعه وزير دفاعها بنيامين بن اليعيزر في صلب محادثاته في واشنطن اواخر الشهر الجاري. واعتبر رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون ان "توغل" ايران في المنطقة "يعني تغييراً جوهرياً في وضعنا الاستراتيجي" ويمكن ان يجر اسرائيل الى الحرب بسهولة. وواصلت اسرائيل امس تنفيذ اجزاء من "سلسلة عمليات عسكرية" قال قادة عسكريون ان الجيش سينفذها "على مدى بضعة ايام" في اعقاب كشف سفينة الاسلحة التي اتهموا السلطة الفلسطينية باستقدامها، وبعد العملية التي نفذتها "حماس" اول من امس الخميس وقتل خلالها منفذاها وضابط وثلاثة جنود في الجيش الاسرائيلي. راجع ص4 وشملت الاجراءات الاسرائيلية امس تجريف مدرج مطار غزة الدولي واعتقال 15 ناشطاً فلسطينياً في الضفة الغربية ومدينة رفح في قطاع غزة. وأيد وزير الخارجية الاميركي كولن باول امس مطالبة اسرائيل للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات باعتقال المسؤولين عن محاولة تهريب اسلحة على متن سفينة اعترضتها في البحر الاحمر ومحاكمتهم. وقال باول: "مطلب الحكومة الاسرائيلية تقديم المسؤولين الى العدالة مطلب معقول للغاية اذا كان بمقدور السيد عرفات ان يحدد من هم". واضاف انه اذا لم يتخذ عرفات اجراءات ضد من رتبوا شحنة السلاح فمن شأن ذلك ان "يعقد بدرجة هائلة" العلاقات بين عرفات والولايات المتحدة. كما وصف باول في مقابلة مع مراسلي وكالات الانباء الاعتداءات التي نفذتها قوات الاحتلال الاسرائيلي في قطاع غزة في اليومين الماضيين بأنها "رد دفاعي على استفزاز فلسطيني"، وقال للصحافيين: "اسرائيل ترد على حادثة تهريب السلاح". واضاف: "ان قسماً كبيراً من العمليات العسكرية في الساعات ال24 الاخيرة كان بقصد تدمير سبل تهريب اسلحة عبر جنوب قطاع غزة" مضيفاً انه "تدبير دفاعي". "الملف الايراني" ونقلت صحيفة "معاريف" امس تصريحات لشارون قال فيها ان "ايران توغلت في المنطقة وهذا الواقع الجديد يعني تغييراً جوهرياً في وضعنا الاستراتيجي". وتابع شارون ان ايران تنشط عبر ثلاث أذرع من شأنها ان تجر اسرائيل بسهولة الى حرب. الأولى عبر "حزب الله" وتزويده ب8 آلاف صاروخ "كاتيوشا"، والثانية عبر السلطة الفلسطينية وتزويدها بأسلحة كما حاولت ان تفعل من خلال سفينة الأسلحة "كارين ايه". اما الذراع الثالثة، حسب شارون، فهم المواطنون العرب في اسرائيل الذين زعم ان اجهزة الأمن رصدت اختراقاً ايرانياً في صفوفهم من دون ان يدلي بتفاصيل. وأضاف ان ايران تتعامل مع هذه الأذرع كأنها دمى متحركة، فإذا ما أقدمت السلطة على استعمال الأسلحة التي اشترتها من ايران ضد اسرائيل، فإن "حزب الله" سيطلق، بناء على تعليمات ايران، صواريخ ال"كاتيوشا" باتجاه البلدات الاسرائيلية ما قد يجر اسرائيل الى الحرب. وكتب المعلق البارز في صحيفة "يديعوت احرونوت" ناحوم بارنياع امس ان "الموضوع الايراني" سيكون في صلب محادثات بن اليعيزر في العاصمة الاميركية أواخر الشهر الجاري "وسيحاول اقناع الاميركيين بأن ايران تشكل اكبر تهديد استراتيجي يتوجب معالجته سياسياً أو عسكرياً وإلا اضطرت اسرائيل الى معالجته وحدها". ويضيف بارنياع انه ليس صعباً التكهن بالمدى الذي قد تبلغه الحملة ضد ايران على خلفية سعيها لتطوير أسلحة غير تقليدية وبضمنها نووية "والمفاعل الذري في ايران ليس أقل خطراً من المفاعل الذري في العراق" الذي قصفته الطائرات الاسرائيلية قبل عقدين من الزمن.