كشفت مصادر باكستانية مطلعة ل"الحياة" أمس أن السلطات الباكستانية ستقوم بحملة محاسبة لبعض قادة الجماعات الإسلامية والمولويين في شأن الثروات التي جنوها في الأعوام الماضية، فيما شنت حملة جديدة من الاعتقالات طاولت اكثر من 200 من المتشددين المتهمين بتغذية التوتر مع الهند واثارة العنف الطائفي في باكستان. وأوضحت المصادر أن السلطات ستبدأ أولاً بمحاكمة المولويين والزعماء الصغار لتتجه بعدها إلى "الأسماك الكبيرة". وترى المصادر أن ذلك يأتي في سياق حملة التضييق على الجماعات الإسلامية بعدما أكد الرئيس الباكستاني برويز مشرف تصميمه "على القضاء على التشدد والغلو الديني". وأبلغت مصادر أمنية "الحياة" أن حملة الاعتقالات طاولت أكثر من 200 من ناشطي جماعتي "جيش الصحابة" و"حركة تطبيق الفقه الجعفري" في كراتشي فيما مددت فترة احتجاز زعيم "الجماعة الإسلامية" قاضي حسين أحمد شهراً آخر. ورأى مراقبون أن اسلام اباد اتخذت قراراً بالتضييق على الجماعات الإسلامية بعد الضغوط الدولية والأجواء التي نجمت عن هجمات 11 ايلول سبتمبر وهو ما أثار قلق قادة الجماعة الذين يعزون هذا القرار إلى الضغوط الأجنبية التي مورست على الحكومة الباكستانية. جاء ذلك في وقت اعلن مشرف امس، ان المحادثات مع الهند ممكنة على هامش قمة كاتماندو. وقال لدى وصوله الى العاصمة النيبالية حيث من المقرر ان تبدأ اليوم قمة رابطة دول جنوب آسيا للتعاون الاقليمي بعد تأجيلها 24 ساعة أمس: "اذا كانت هناك رغبة لدى الطرفين يمكن ان تجرى محادثات". لكنه أشار الى ان اللقاء مع رئيس الوزراء الهندي اتال بيهاري فاجبايي ليس اكيداً. وانتزع مشرف قبل توجهه إلى نيبال أمس دعماً صينياً في صراع بلاده مع الهند من أجل موازنة الدعم الغربي القوي لنيودلهي. وقال ناطق رسمي باكستاني ان الصين تعهدت دعم اسلام اباد في كل المجالات. وفي المقابل، دعا فاجبايي المجتمع الدولي الى فرض مزيد من الضغوط على "بعض الدول التي تواصل سياسة تقديم الرعاية والملاذ لمنظمات ارهابية". وقال: "العنصران الاساسيان في هذا الاطار هما وقف مصادر التمويل ورفض تقديم ملاذ للتدريب والتسليح واعداد عمليات ارهابية". وأعلنت الهند ان الظروف لم تتوافر بعد لعقد قمة مع باكستان. لكن الناطقة باسم الخارجية الهندية لم تستبعد إمكان إجراء نزهة اليوم خارج كاتماندو يشارك فيها قادة دول جنوب آسيا السبع المشاركون في القمة. وقد تتيح هذه النزهة فرصة إجراء مشاورات غير رسمية بعيداً عن الأضواء بين مشرف وفاجبايي. وقالت إن لا شيء يشير إلى تنظيم لقاء بين وزيري خارجية البلدين الباكستاني عبدالستار والهندي جاسوانت سينغ بيد أنها لم تستبعده تماماً. وفي اطار الجهود الديبلوماسية، وصل رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الى مدينة بنغالور جنوبالهند امس لاجراء محادثات مع نظيره الهندي غداً، على ان يتوجه بعد ذلك الى باكستان لمقابلة مشرف، فيما استمر التوتر على الحدود بين البلدين بعد تبادل لإطلاق النار بينهما أمس أسفر عن مقتل أربعة جنود من الطرفين. ورأى مراقبون أن مستقبل التوتر سيتحدد في ظل اللقاءات التي سيجريها بلير مع فاجبايي ومشرف.