سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ضغوط أميركية لاعتقال زعيمين كشميريين . باكستان تحذر من رد "مناسب" على تحركات للقوات الهندية ونيودلهي تستدعي سفيرها في إسلام آباد وتقفل المعابر بين البلدين
} أعربت باكستان أمس عن قلقها في شأن تقارير عن تحركات للقوات الهندية على امتداد حدودها، محذرة من تفاقم الموقف المتوتر بين البلدين واضطرارها الى اتخاذ "خطوات مضادة مناسبة". جاء ذلك بعد ساعات من اعلان نيودلهي انها قررت سحب سفيرها في باكستان ووقف خطوط النقل عبر سكك الحديد ووسائل النقل البري بين البلدين، فيما كشفت مصادر باكستانية ل"الحياة" أن ضغوطاً أميركية تمارس على الحكومة الباكستانية من أجل اعتقال زعيمين كشميريين. اعربت إسلام آباد عن "قلق عميق" بسبب ما وصفته بتقارير عن تحركات لاعداد كبيرة من القوات الهندية على الحدود مع باكستان في قطاع السند راجستان وممر شناب رافي وعلى امتداد خط السيطرة في كشمير. وجاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية ان هذه التحركات التي سبقتها "بيانات استفزازية ومهددة" لا تؤدي الا الى تفاقم الوضع المتوتر اصلاً في المنطقة. واضاف ان باكستان ستكون مضطرة "بالطبع" لاتخاذ "كل الاجراءات المضادة المناسبة". جاء ذلك بعد ساعات من اعلان نيودلهي انها قررت استدعاء سفيرها في نيودلهي. وقالت الناطقة باسم الخارجية الهندية نيرابوما راو: "نظراً الى عدم وجود اي اهتمام على الاطلاق من قبل باكستان التي تمادت في دعم الارهاب العابر للحدود قررت حكومة الهند استدعاء مفوضها السامي في إسلام آباد". واضافت ان الحكومة قررت وقف خطي الاتصال الوحيدين مع باكستان اعتباراً من مطلع كانون الثاني يناير وهما "سامغاوتنا اكسبرس ريل" لسكك الحديد و"لاهور - دلهي" للحافلات. وأشارت نيودلهي الى ان هذه الاجراءات يبررها رفض اسلام آباد الاستجابة الى مطالبها بقمع المجموعات الاسلامية. وطالبت الهندباكستان بتجميد منظمتين تتخذان من باكستان مقراً لهما واعتقال زعمائهما لتورطهم في هجوم انتحاري الاسبوع الماضي على البرلمان الهندي أسفر عن مقتل 14 شخصاً. وقالت راو: "منذ هجوم 13 كانون الاول ديسمبر الجاري على البرلمان لم نر اي محاولة من جانب باكستان لاتخاذ اجراء ضد المنظمتين المعنيتين". وأكدت رفض بلادها اطلاع باكستان على الادلة المتعلقة بالهجوم الذي تعرض له البرلمان، كما رفضت اقتراح الولاياتالمتحدة بأن تقدم تفاصيل تلك الادلة الى الرئيس الباكستاني برويز مشرف. واستبعدت ان يجري رئيس الوزراء الهندي اتال بيهاري فاجبايي محادثات منفصلة مع الرئيس الباكستاني خلال القمة الاقليمية لدول جنوب آسيا التي ستعقد في العاصمة النيبالية كاتماندو الشهر المقبل. من جهتها، أعربت باكستان عن أسفها لقرار الهند استدعاء سفيرها في اسلام آباد. وجاء في بيان رسمي ان "حكومة باكستان تأسف لقرار الحكومة الهندية سحب مندوبها السامي من اسلام آباد، ولا تنوي الرد بالمثل". لكن مصادر سياسية باكستانية توقعت أن تعمد إسلام آباد إلى استدعاء سفيرها في نيودلهي. وكانت باكستان كشفت أخيراً عن نقل التحالف الشمالي المعادي لها اكثر من 110 أسير باكستاني كانوا يقاتلون في صفوف حركة طالبان إلى نيودلهي من أجل تقديمهم على أنهم مخربون لتشويه الصورة الباكستانية. ويسود اعتقاد لدى الباكستانيين أن نيودلهي تسعى إلى استثمار الحملة الغربية لمكافحة ما يوصف بالإرهاب من أجل تصفية حساباتها مع باكستان وإعلان أكبر عدد ممكن من الجماعات الكشميرية حركات إرهابية ما يجرد المقاومة الكشميرية من حقها في المقاومة وتقرير المصير. وأبلغت مصادر باكستانية مطلعة "الحياة" أن ضغوطاً أميركية تمارس على الحكومة الباكستانية من أجل اعتقال زعيمين كشميريين هما حافظ سعيد زعيم "العسكر الطيبة" ومسعود أظهر زعيم "جيش محمد" اللتين حمّلتهما الهند مسؤولية الهجوم على برلمانها. وكان الرئيس الاميركي جورج بوش اتخذ اجراءات لتجميد أموال "العسكر الطيبة" واعتبرها حركة متطرفة مسؤولة عن اعتداء الاسبوع الماضي وعن هجمات عدة ضد جنود ومدنيين هنود منذ عام 1993.