تنطلق اليوم في نيويورك فاعليات "المنتدى الاقتصادي العالمي 2002" وسط اجراءات أمنية مشددة فرضتها قوات الأمن المحلية والفيديرالية، خوفاً من حدوث تظاهرات من قبل معارضي العولمة. فرضت قوات الشرطة في ولاية نيويورك اجراءات أمنية مشددة ابتداء من يوم أمس في محيط فندق "ذي والدورف استوريا" الفخم، حيث يجتمع قرابة ثلاثة آلاف من صنّاع القرار الاقتصادي والسياسي في العالم للبحث في قضايا التنمية والأمن وتحديات قطاع الأعمال. وللمرة الأولى منذ انطلاق هذا الحدث السنوي قبل 32 عاماً، تم نقل المنتدى الاقتصادي العالمي إلى نيويورك من مقره التقليدي في منتجع دافوس السويسري الفخم، في بادرة قصد منها المنظمون اظهار تضامنهم مع مدينة نيويورك بعد 11 أيلول سبتمبر. وتعقد القمة الاقتصادية - السياسية الدولية تحت شعار قال المنظمون إنه يعكس التحديات والمصاعب التي واجهها العالم منذ أحداث الصيف الماضي. والشعار الذي يحمله المنتدى هو "القيادة في الزمن العسير: رؤية حول المستقبل المشترك". وتتركز محاور المنتدى الستة الرئيسية حول "تدعيم الأمن ومواجهة الأوضاع الهشة"، و"إعادة النمو المستدام" و"خفض الفقر وتحسين قيمة الاصول"، و"تقاسم القيم في ظل احترام التمايز"، و"إعادة تقويم القيادة والحكم"، و"تحديد تحديات الأعمال". ويقول المنظمون إن رؤساء أكبر ألف شركة حول العالم و200 خبير أكاديمي و300 شخصية عامة و300 وجه إعلامي سيحضرون المنتدى الذي يستمر خمسة أيام. واغلقت الشرطة المنافذ في ستة مقاطع من الشوارع والجادات المحيطة بمكان انعقاد المنتدى، في وقت قرر المنظمون، وللمرة الأولى منذ عام 1970، منع الصحافيين من الاختلاط بالمشاركين الذين نظمت لهم قرابة 620 ندوة متنوعة تراعي مواضيعها المحاور الستة الرئيسية. وقالت الشرطة في مدينة نيويورك إنها وضعت أربعة آلاف من عناصرها في حال استنفار. وتم وقف سير المركبات حول مقر المنتدى وتحويل سير 85 حافلة عامة تمر بالقرب منه. وطلب من السكان التنقل في مترو الانفاق. ويعود السبب في هذه الاحتياطات إلى المخاوف من حدوث تظاهرات كبيرة ضد العولمة، على غرار ما شهدته مدينة سياتل عام 1999 والمصادمات العنيفة التي وقعت آنذاك بين قوات الشرطة والمتظاهرين. وكان "منتدى دافوس" شهد العام الماضي سلسلة اجراءات أمنية شديدة فرضتها السلطات السويسرية، وأثارت كثيراً من الانتقادات آنذاك، وسط حديث عن احتمال نقل المنتدى إلى مقر سنوي دوري ثانٍ في بلد آخر كل عام. وقالت مصادر مطلعة إن السلطات السويسرية، التي خشيت من عدم قدرتها على تأمين الحماية للمشاركين، رحبت بفكرة نقل المنتدى هذه المرة إلى نيويورك. وذكرت مصادر ل"الحياة" أنه من المحتمل أن يعقد المنتدى السنة المقبلة في مدينة مراكش المغربية. وخصص رجال أمن سريون للاختلاط بالمدعوين وحمايتهم أثناء حفلات الكوكتيل والسهرات الجانبية التي ستقام. ووعد منظمو التظاهرات، وأغلبهم من منظمات عمالية وطلابية وبيئية، بتنظيم تظاهرات سلمية، إلا أن هذه الوعود لم تمنع السلطات السويسرية العام الماضي من التعامل بشدة بالغة غير مبررة مع المتظاهرين في دافوس، ويخشى من أن تتكرر المسألة نفسها خلال الفترة الجارية في نيويورك. ويحضر من العالم العربي العاهل الأردني والرئيس الجزائري وأمير قطر ومجموعة من الوزراء والمسؤولين، إلا أن الحضور العربي سيبقى محصوراً في أطر وزارية على الأكثر. كما تحضر مجموعة من الرؤساء والزعماء الأجانب بينهم المستشار الألماني. ويعتقد أن الرئيس الأميركي جورج بوش قد يحضر إلى المنتدى، على رغم التكتم الذي يفرضه المنظمون على حضوره لأسباب أمنية.