سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
افتتاح منتدى دافوس وسط "حراب الشرطة والميليشيات المحلية" . مستقبل النفط وتكنولوجيا المعلومات والسياسات المالية بانتظار قرارات إدارة بوش "الحاضرة الغائبة"
تحت شعار "التنمية المستدامة وسد الهوة" بدأ "المنتدى الاقتصادي العالمي 2001" أعمال دورته السنوية الحادية والثلاثين أمس في منتجع دافوس السويسري، وسط شعور عام لدى جميع المشاركين بأن البحث في قضية العولمة والتحرير الاقتصادي يحمل في طياته بذور مواجهة ومضاعفات تتجاوز المعالجة النظرية البحتة. وعززت هذا الانطباع لدى آلاف المشاركين، ممن قدموا من مختلف أنحاء العالم إلى هذه البلدة الأوروبية الغنية لمناقشة فكرة العولمة وكيفية توسيع تطبيقاتها، الاجراءات الأمنية المشددة التي فرضتها حراب قوات الشرطة والميليشيا المحلية التي أعطت الحدث للمرة الأولى، وهو الحدث الذي يجمع السياسيين ورجال الأعمال والعلماء والمفكرين، الطابع المثير للعداء الذي يتسم مؤتمرات الساسة وصنّاع القرار السياسي الذين يتجاهلون تطلعات المجتمع المدني. ونشرت قوات الشرطة والجيش والميليشيا المحلية قرابة ألفي عنصر في دافوس، لتلافي الأخطاء التي ارتكبت العام الماضي حينما اندلعت مواجهات مع 1200 متظاهر، تفوقوا على قوات الأمن عدداً، وباغتوا حراس المنتدى الاقتصادي العالمي وقوات الشرطة في شوارع دافوس. وفُرضت اجراءات مشددة للغاية للوصول إلى مقر انعقاد المؤتمر في الشارع الرئيسي في البلدة، في حين سدت الشرطة على طول مئة متر، المرور أمام المقر، وأوقفت عناصرها المجهزة لمواجهة أحداث الشغب وراء سواتر معدنية نُصبت استعداداً لأي صدام مع المتظاهرين من المارة للتدقيق في هوياتهم. كما ارسل الجيش السويسري طوافات مروحية لتسيير دوريات مستمرة في الجبال والغابات المحيطة بالمنتجع، تجنباً من نجاح المتظاهرين المعارضين للعولمة في التسلل إلى دافوس، بعدما اقيمت حواجز مكثفة في المناطق المحيطة بالبلدة لتفتيش المارة والتحقق من هوياتهم بعدما أعدت السلطات السويسرية لائحة ب300 متظاهر متشدد أعلنتهم أشخاصاً غير مرغوب فيهم، وكلفت قوات الحدود والهجرة والحواجز الأمنية منعهم من دخول البلاد أو الاقتراب من دافوس. واعتبرت العملية أهم عملية أمنية تشهدها سويسرا منذ 20 عاماً، على رغم إقدام سلطات كانتون غراوبوندن التي تقع دافوس وسطها، إلغاءها الثلثاء الماضي ترخيصاً لتظاهرة كبيرة كان يُنتظر أن ينظمها مناهضو العولمة السبت المقبل في البلدة، أمام مقر انعقاد المنتدى. وقال المنظمون إن عدد المشاركين الرسميين وصل إلى 2332 مشاركاً بينهم نحو 30 رئيس جمهورية ورؤساء قرابة أكبر ألف شركة في العالم، ومئات الوزراء ومسؤولي المؤسسات الدولية، علاوة على كوفي أنان الأمين العام للأمم المتحدة وكبار مساعديه، فضلاً عن 600 صحافي يضاف إليهم 130 شخصاً يعملون في صفة دائمة في هيئة المنتدى الاقتصادي ونحو 500 شخص تم توظيفهم لهذه المناسبة. وعلى رغم غياب الرئيس الأميركي جورج بوش وعدم حضور أي من مساعديه المعينين حديثاً، إلا أن الولاياتالمتحدة تبقى حاضرة في شكل واسع، نظراً إلى أن أغلب القضايا المطروحة التي تخص: العولمة واتفاقية التجارة الدولية والبيئة والتنمية وتكنولوجيا المعلومات ونشرها والتوازنات الدولية ودور حلف شمال الأطلسي ومستقبل النفط واستخدامات الطاقة والعبر المستخلصة من حرب الخليج الثانية والسياسات المالية المفترض تطبيقها في أوروبا واليابان، تحتاج إلى معرفة الموقف الواضح للإدارة الأميركية الجديدة، وهو موقف لا يزال يكتنفه الغموض ويحتاج لبلورته وايضاحه إلى شهور عدة، حتى تستطيع الأسواق والمؤسسات الدولية بناء تقديراتها على الموقف الأميركي. وقال كلاوس شفاب، مؤسس "المنتدى الاقتصادي العالمي" رئيسه حتى الساعة، إن الاقتصاد الجديد الذي كُثر الحديث عنه باعتباره اقتصاد الانترنت أو الاقتصاد الذي تحمله تكنولوجيا المعلومات تفرض اعتبارات كثيرة لا بد من أخذها في الاعتبار، وفي مقدمها كيفية حفظ المعلومات وتنظيم السوق والمبادلات وتحديد موقف الحكومة من هذا الأمر، والتهيؤ لمرحلة تقلب فيها عملية الجمع بين نقل المعلومات من صورة وصوت ومعلومة مكتوبة في إطار تقني واحد صورة الحياة في المجتمع البشري، ومعها الحياة الاقتصادية للإنسانية ككل. وأشار إلى أن هدف المنتدى الحالي طرح تساؤلات ومحاولة تقديم ردود عليها قدر الإمكان، منوهاً إلى أن هاجس العولمة طرح تساؤلات جديدة بقدر ما شكل حلاً نظرياً للمراحل السابقة حتى النمو الاقتصادي والاجتماعي التي كانت تتم في شكل مجزأ ومشرذم، إلى أن العولمة ككل تقتضي السعي إلى ادخال دور العالم النامي فيها في صورة تدريجية مع مراعاة الكلفة الاجتماعية والاقتصادية والإنسانية المترتبة عليها. ومن المنتظر أن يستمر المنتدى حتى مساء الثلثاء المقبل، وتحضره مجموعة كبيرة من المسؤولين والوزراء ورجال الأعمال العرب منهم أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني والرئيس ياسر عرفات وولي عهد البحرين الشيخ سلمان بن حمد آل خلفية وولي عهد دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ورئيس وزراء الأردن علي أبو الراغب ومستشار العاهل المغربي اندريه أزولاي، ورئيس الوزراء التونسي محمد الغنوشي. وقال محافظ الهيئة العليا للاستثمار في السعودية الأمير عبدالله بن فيصل بن تركي ل"الحياة" إن منتدى دافوس يسمح باجراء لقاءات مع كبرى الشركات العالمية، وان بلاده مهتمة بالحضور على هذا الصعيد في هذا المنتدى لاظهار حجم الانفتاح الذي تعكسه سياسات الاستثمار الجديدة المطبقة. ويشارك في المنتدى وفد سعودي كبير يضم عدداً من الوزراء ورجال الأعمال والمسؤولين عن قطاعي الاستثمار والسياحة.